خبر التفاصيل الأخيرة للقذافي قبل مقتله

الساعة 08:47 ص|03 مارس 2012

غزة

قال تقرير للأمم المتحدة إن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي حوصر في الصحراء بعد أن أصاب هجوم صاروخي شنته قوات المعارضة وحلف شمال الأطلسي قافلته التي حاول الهروب فيها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي كان يريد فيما يبدو خوض معركته الأخيرة عندما ضيق أعداؤه الخناق عليه.

وحاول نجله المعتصم ومساعدوه إقناعه بمحاولة الفرار بينما كانوا يزحفون فوق الرمال وسقطت أسلاك كهرباء من محول مدمر على رأسه وأصابته شظايا قنبلة أخطأت هدفها بعد أن رماها واحد من رجاله.

وجاءت تفاصيل الساعات الأخيرة لحياة الرجل الذي حكم ليبيا لأربعة عقود، الجمعة 2-3-2012، في تقرير لجنة التحقيق الدولية التي شكلت في مارس/ آذار العام الماضي بعد اندلاع الثورة ضده.

وقال التقرير إن القذافي الذي عزل مع عدد قليل من رجاله داخل منزل تحاصره قوات المعارضة من كل جانب "قيل إنه كان يريد البقاء والقتال لكنه اقتنع بالفرار".

وأصدر مسؤولون في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة - الذي يعقد جلسة حاليا - التقرير المكون من 200 صفحة في جنيف في نسخة غير منقحة لكن من المقرر مناقشة التقرير خلال الأسابيع الثلاثة القادمة.

وتوصلت اللجنة التي رأسها القاضي الكندي فيليب كيرش إلى أن طرفي الحرب التي دارت في أنحاء ليبيا عام 2011 ارتكبا جرائم حرب من بينها القتل والتعذيب.

وقالت اللجنة إن قوات القذافي ارتكبت "جرائم دولية ضد الإنسانية، في إطار هجوم واسع أو منهجي على السكان المدنيين" لكن أعمال القتل والتعذيب والسلب ما زالت مستمرة في ظل حكم السلطات الجديدة.

لكن اللجنة قالت إن "الظروف الحالية" في ليبيا يجب فهمها في إطار خلفية "الضرر الذي أصاب نسيج المجتمع نتيجة عقود من الفساد والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان والقمع المستمر لأي معارضة".

وصورت مشاهد إلقاء المعارضة القبض على القذافي الذي كان مصاباً ونجله في 20 أكتوبر/ تشرين الأول خارج مدينة سرت مسقط رأسه بكاميرا هاتف محمول وشوهدت في كل أنحاء العالم نهاية العام الماضي.

وقال فريق التحقيق إنه لم يتمكن من الحصول على شهادة مباشرة عن كيفية مقتله. وقالت بعض الروايات إن القذافي قتل برصاصة في الرأس أطلقها أحد مقاتلي المعارضة عليه في سيارة إسعاف. وقال الفريق إنه لا يملك سوى "شهادات غير متسقة من مصادر ثانوية".

وأضاف الفريق أنه لهذا السبب "لم يتمكن من تأكيد ما إذا كانت وفاة معمر القذافي قتلاً غير قانوني وترى ضرورة إجراء مزيد من التحقيق".

ودفنت جثة القذافي في مكان سري في الصحراء بناء على أوامر المجلس الوطني الانتقالي الذي شكل الحكومة الحالية، ويقول إن دفن القذافي بهذا الشكل كان ضرورياً للحيلولة دون تحول قبره إلى مزار.

وقال الفريق المكون من ثلاثة أعضاء إنهم كتبوا روايتهم بعد استجواب مكثف لشهود على جانبي الصراع.

وأضاف التقرير أن المعتصم القذافي قرر في 19 أكتوبر/ تشرين الأول الفرار من سرت مع تقدم قوات المعارضة نحو المدينة الساحلية، وفي اليوم التالي خرجا في قافلة من 20 مدرعة وبصحبتهم 200 مسلح وبعض النساء والأطفال.

ووقعت القافلة في كمين نصبه مقاتلو المعارضة وانفصلت عن بعضها، لكن مركبة كانت تتقدم العربة الخضراء التي كان يستقلها القذافي أصيبت بصاروخ لحلف شمال الأطلسي وانفجرت، حيث أدى الانفجار إلى فتح الوسائد الهوائية في عربة القذافي وتحت نيران المعارضة لجأ القذافي ونجله ووزير دفاعه أبو بكر يونس للاحتماء بمنزل قريب قصفته قوات المعارضة بعد ذلك.

 

واصطحب المعتصم نحو 20 جندياً وذهب للبحث عن مركبات سليمة واقنع والده بالمجيء أيضاً. وأضاف التقرير أن المجموعة "زحفت على بطونها إلى ساتر ترابي" ثم عبر أنابيب صرف واتخذوا وضعية دفاعية.

 

وألقى أحد رجال القذافي قنبلة نحو قوات المعارضة القادمة على الطريق في الأعلى لكن القنبلة اصطدمت بحاجز أسمنتي فوق الأنابيب وسقطت أمام القذافي. وحاول الحارس التقاط القنبلة لكنها انفجرت فقتلته وقتلت معه يونس.

 

وقال التقرير:" أصيب القذافي بشظايا القنبلة التي مزقت سترته الواقية من الرصاص، جلس على الأرض مذهولاً ومصدوماً وهو ينزف من وجهه، ثم رفع شخص من مجموعته راية بيضاء استسلاماً".