خبر النخالة : على الشعب الفلسطيني أن لا يتوقع تشكيل الحكومة قريباً

الساعة 11:24 ص|02 مارس 2012

فلسطين اليوم

قال نائب الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة إن الجهاد الإسلامي لن يكون جزءاً من منظمة تحرير تعترف بإسرائيل ولا تتبنى نهج المقاومة, فنحن لن نقبل بالانضمام للمنظمة طالما برنامجها السياسي يعترف بإسرائيل ويتنازل عن حقوقنا التاريخية.  و أضاف النخالة في مقابلة أجرتها معه "الحياة" : نحن لا نعترف بما تم الاتفاق عليه بين منظمة التحرير وإسرائيل (...) ولا نعترف مطلقاً باتفاق أوسلو, ولذلك نأمل من خلال الحوارات ومن خلال الانتخابات أن نصل إلى منظمة تحرير تجسد طموحات الشعب الفلسطيني , منتقدا ما تم تحميله لمنظمة التحرير من مسؤوليات حول التنازل عن أراضي فلسطينية و قال : هذه الخطوات جرت في ظل غياب كامل للشعب الفلسطيني (...)إذا كنا مضطرين للحديث عن تسويات أو أي شيء من هذا القبيل فيجب أن يكون هناك استفتاء على أي خطوات سياسية . وقال: حتى هذه اللحظة لم نسمع صوت الشعب الفلسطيني تجاه التسوية مع إسرائيل  رغم أن كل الشعب الفلسطيني يطالب بحق العودة , مشيرا إلى أن هذا الأمر مطروحاً على الطاولة خلال الحوارات التي تجري في لجنة المنظمة, وتساءل النخالة: كيف يمكن تحقيق ذلك من خلال المفاوضات أم بالشرعية الدولية؟ معتبرا أن الحديث عن حق العودة في ظل الاعتراف بإسرائيل أمراً متناقضاً, لأنه يعني إعادة 6 ملايين لاجيء فلسطيني إلى دولة إسرائيل. وأكد النخالة على أن حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" لم يصبحا أعضاء في المنظمة, وقال: نحن نشارك بحوارات من أجل إعادة ترتيب البيت الفلسطيني والمنظمة هي جزء من هذا البيت (..) نحن نساهم في تعديل وتصويب الرؤية السياسية الفلسطينية  و موجودين في الميدان وفي الساحة ولن نوافق على أي شيء يضيع حقوقنا حتى لو كنا خارج إطار المنظمة, فنحن جزء أساسي من الشعب الفلسطيني ولن نغيب عن المشهد  لافتاً إلى أنالفصائل لا تستطيع  إجراء حواراً حول المنظمة بدون حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي". ورأى أن المجلس الوطني الجديد المنخب سيصبح حتما ممثلاً للشعب الفلسطيني, وقال: حينئذ سنشارك في صياغة برنامجه السياسي فنحن جزء من هذه العملية التي لم تتم بعد ونحن نشارك في التحضير لها, منتقداً منظمة التحرير بشكلها الحالي لأنها أفرغت من مضمونها ومن الرسالة التي أسست من أجلها. وقال: إن المنظمة ذهبت في اتجاه آخر لذلك يجب التوافق على مشروع تحرر وطني عنوانه المقاومة, لافتاً إلى أن رؤية الجهاد الإسلامي لازالت ناصعة وكما نفهمها بأن إسرائيل عدو تاريخي للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية ، وهذا المشروع يجب إزالته من المنطقة, وتابع: نحن نحمل هذه الرؤية ونعمل على أساسها, مشدداً على أن الجهاد لا يتجاهل رؤية الآخرين واجتهاداتهم, لكننا لا نسير باتجاه التسويات التي تتنازل عن الحقوق, وقال: لا أعرف فلسطيني لديه استعداد التنازل عن القدس وليس هناك فلسطيني يمكن أن يقبل بأن تتحول فلسطين إلى إسرائيل, فإرادة الشعب الفلسطيني صلبة. وأعرب النخالة عن أسفه لأن لجنة المنظمة  أنهت أعمالها بدون تحديد موعد لاجتماع  آخر, معتبراً أن ذلك مؤشر سلبي . وعن أسباب عدم تشكيل الحكومة برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وفق إعلان الدوحة, أجاب: أن اجتماعات القاهرة لم تتطرق مطلقاً إلى مسألة تشكيل الحكومة, ولكل طرف أسبابه الخاصة التي لم يفصحوا عنها صراحة حتى لا يتحمل أيا منهما مسؤولية التعطيل. وقال: هناك عقبات، وعندما يبدأ الشروع في تشكيل الحكومة سيواجه الأمر بمزيداً من التحفظات والجدل، لذلك على الشعب الفلسطيني أن لا يتوقع تشكيل الحكومة خلال الشهرين المقبلين. وأقر النخالة أن عدم إمكانية تجسيد إعلان الدوحة على الأرض مؤشرا على فشله وقال: أنا لا أعرف لماذا وقع إتفاق الدوحة طالماً لن يتم تطبيقه، مشيراً إلى الاستدراكات التي أضافتها حركة حماس لافتاً إلى أن حماس لم تعلن عنها بشكل رسمي ولم يتناولها أياً من مسؤوليها.وتساءل: هل سيأخذ بها الطرف الآخر؟؟ موضحا أن الرئيس الفلسطيني سيعمل على تهيئة المناخ. وقال: أبو مازن يريد الحصول على ضمانات بنجاح الانتخابات وبأن تكون القدس مشمولة وأن يتم تمويل هذه الحكومة وبدون ذلك فهو (أبو مازن) لن يشرع في تشكيلها . ورأى النخالة أن الانتخابات هي المخرج من حالة الإنسداد الراهنة في الوضع الفلسطيني، ولكن في الوقت ذاته من المستحيل استثناء القدس من الانتخابات ، وقال: إن رفض إسرائيل إجراء انتخابات في القدس يلغي فكرة الانتخابات تماماً. وحول موقف الجهاد  وسائرالقوى الفلسطينية من إعلان الدوحة. أجاب: لا خيار أمامنا سوى أن نباركه، فنحن خارج إطار السلطة وطالما الطرفان المختلفان تقدما بصيغة اتفاق فنحن لا نملك سوى أن نبارك، المهم هو الخروج من دائرة الخلاف. وحول ما إذا كان إعلان الدوحة مرتبط بخروج حركة حماس من سورية وإنتقال رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل إلى قطر. أجاب: لدى حماس إرباك وعدم وضوح في هذه المسألة، لكن  في كل الأحوال لا أعتقد أن هناك ربط بين اتفاق الدوحة وانتقال مشعل إلى قطر، مشيراً إلى أن قيادتي فتح وحماس تحت ضغط شعبي كبير بضرورة الخروج من دائرة الإنقسام (..) الذي ننظر له بخطورة، موضحاً بأن هناك محاذير كبيرة على حركتي حماس والجهادا لإسلامي وفصائل المقاومة في الضفة، بالإضافة إلى أن هناك مظلوميات كبيرة تقع على الشعب الفلسطيني في كلا من غزة والضفة نتاج الإنقسام. وتابع: لو حققنا فقط رفع هذه المظلوميات فهذا بحد ذاته إنجازا ، محذراً بأنه إذا لم نتحرك من دائرة الإنقسام في ظل الإجراءات التي تمارسها السلطة في الضفة – والتي لنا عليها تحفظات كبيرة لأنها مستندة على تنسيقها الأمني مع إسرائيل – وكذلك في ظل مستوى الحريات الغير كاف بالنسبة لعناصر فتح في غزة فإن الخلافات ستتضاعف أكثر وأكثر والإنقسام سيترسخ ، داعياً إلى ضرورة استثمار الخطاب التصالحي والنوايا الطيبة الموجودة حالياً بين الجانبين في القيام بإجراءات فعلية على الأرض تكسر حدة الإنقسام . معرباً عن آسفه لأن الواقع على الأرض لا يرقي إلى المستوى المأمول، مشيراً إلى أن السلطة في رام الله لا يمكنها أن تطبق بنود المصالحة بسبب إلتزاماتها الأمنية مع إسرائيل وحركة حماس من جانبها لا تستطيع أن تجسد نواياها الحسنة على الأرض بدون مقابل. وعبر النخالة عن مخاوفه في حال عدم إجراء الانتخابات وقال:  عدم الشروع في الانتخابات يعني أن الوضع الفلسطيني سيظل مجمداً وأن المرحلة القادمة ستراوح مكانها بانتظار الذي لا يأتي . لافتاً إلى أن إنجاز ملف لجنة منظمة التحرير مرتبط بالانتخابات حتى يمكن تشكيل مجلس وطني جديد، لذلك الكل ينتظر الانتخابات. (..) نحن الآن في دوامة، لافتاً إلى عدم وجود توافق فلسطيني على برنامج سياسي. مضيفاً: نحن منقسمين حتى حول توصيف إسرائيل (..) هناك من يراها عدو مطلق لا يمكن التفاوض معه والبعض يعتبرها دولة جارة يمكن تقاسم الأرض معها وآخرين ينظرون إليها كعدو يمكن التفاوض معه. وقال: المشكلة في عدم توافقنا. ودعا النخالة إلى ضرورة التوافق على برنامج سياسي ملزم للجميع ويكون أساساً للبناء عليه بل وخارطة طريق في إدارة الصراع مع إسرائيل، لافتاً إلى أن وثيقة الأسرى تجاوزها الوقت ولم تعد صالحة كقاعدة للعمل السياسي، محذراً بأن غياب صياغة هذا البرنامج السياسي يعني استمرار الخلافات والتشكيك في النوايا وستتحول حواراتنا إلى حوار طرشان. وقال: يجب أن نعدل برامجنا السياسية ونستخدم أدوات جديدة كي تعود القضية الفلسطينية إلى  الحضن العربي بعد أن قذفنا بها وسط السياسات الأميركية والإسرائيلية. وعلى صعيد المقاومة، قال: لقد تم الحديث خلال اجتماعات القاهرة على المقاومة الشعبية، موضحاً بأن الكل أجمع على أن غزة لا تحتمل حرب جديدة، لافتاً إلى أنه لا يوجد استعداد لدى أياً منهم (الفصائل والقوى الفلسطينية) إلى استدراج إسرائيل إلى حرب. وأضاف: أن المقاومة ضعيفة جداً وليست في أحسن أحوالها، بل أن هناك تعثرات كبيرة في هذا العنوان، مشيراً إلى السلطة في الضفة تتبادل المعلومات الأمنية مع إسرائيل، وهناك مطاردات لعناصر المقاومة. وتابع: أن المشروع الوطني الفلسطيني قائم على فكرة المقاومة وتحرير الأرض، لذلك لا يجب وقف عمليات المقاومة تحت أي مبرر، ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني أدرك أنه لا يستطيع تحرير وطنه (..) لكن عليه مسؤولية أن يبقى الصراع مفتوحاً مع إسرائيل حتى تكتمل شروط إمكانية أن تجتمع الأمة العربية لتشارك في تحرير فلسطين، مشدداً إلى أن القضية الفلسطينية مسؤولية عربية وإسلامية. وقال: إذا أردنا تحرير فلسطين فيجب أن لا نتخلى عن المقاومة والكفاح المسلح، معتبراً أن التراجع عن مشروع المقاومة هو إستسلام للمشروع الصهيوني (..) بل وسنصبح عبيداً له. وحول الدعم الإيراني لحركة الجهاد ومدى إنعكاس ذلك على سياسات الحركة، أجاب: الدعم الإيراني للشعب الفلسطيني لم توقف لحظة واحدة (..) هم يدعموننا ولا يطلبون منا التنازل عن حقوقنا التاريخية في فلسطين فليستفيدوا كما يشاءون (..) نحن جاهزين لتلقي الدعم من أي طرف لا يساومنا على  حقوقنا، فهذا عنواننا الأساسي، مشيراً إلى أن الأوروبيون والأميركيون يقدمون الدعم للسلطة لتسويق مشروع سياسي عنوانه التنازل عن فلسطين وليس هناك وجه للمقارنة، بينما إيران تدعمنا ولم يطلبوا منا مقابل ، وقال :أنه بالفعل ليس هناك وجبة مجانية (..) لكن دعمها للقضية الفلسطينية وهي قضية عادلة ومقدسة رسالة للعالم تمنحها شرعية كدولة هي جزء من العالم الإسلامي، وهذه الفائدة أكبر بكثير مما تقدمه، (..) وأعتقد أن إيران متضررة من جراء دعمها للمقاومة وربما أن جزء كبير من الضغوط التي تمارس عليها جراء دعمها للشعب الفلسطيني، وزاد: أنا لا أدافع هنا عن الإيرانيين هم  قطعا يستطيعواأن يدافعوا عن أنفسهم  بصورة أفضل.