خبر لقاء أوباما – نتنياهو- يديعوت

الساعة 09:47 ص|01 مارس 2012

 

لا مفر، يجب بناء الثقة

بقلم: ايتان جلبوع

رئيس مدرسة الاعلام ، باحث كبير في مركز بيغن السادات

اللقاء بين اوباما ونتنياهو كفيل بان يكون أحد أهم اللقاءات التي حصلت بين رئيس امريكي ورئيس وزراء اسرائيلي لانه سيصمم علاقات الولايات المتحدة – اسرائيل في السنوات القريبة القادمة، ولا سيما في مجالات الامن الاكثر حساسية. يوجد توافق مبدئي بين الولايات المتحدة وبين اسرائيل حول الحاجة الى وقف القنبلة الايرانية، ولكن ايضا خلافات في الرأي حول النوايا الايرانية، الوسائل والجداول الزمنية.

في السنتين الاولتين لولايته ركز اوباما على استئناف المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية، وفي السنة الاخيرة على تحديات "الربيع العربي". في هذا الوقت، واصلت ايران تطوير بنى تحتية نووية دون انقطاع. في اللقاء الاخير بين اوباما ونتنياهو، المفاوضات العربية – الاسرائيلية كانت لا تزال في مركزه. الاقوال والتهديدات باستخدام القوة اعادت الموضوع الايراني الى رأس جدول الاعمال والى مركز اللقاء القريب. هذا نجاح جزئي للاستراتيجية الاسرائيلية.

متحدثون امريكيون يعارضون عملية عسكرية في الزمن القريب ويخشون من مفاجأة اسرائيلية. اسرائيل تدعي بان المعارضة العلنية من جانب الولايات المتحدة لعملية عسكرية تنزع احدى الاوراق القوية في الصراع ضد ايران وتثير الشكوك حول التزام اوباما بمنع ايران نووية "بكل الوسائل". الامريكيون، بالمقابل، يقولون ان ايران هي "لاعب عقلاني"، لم يقرر بعد بناء سلاح نووي، وان العقوبات تنجح ولعله ممكنة ايضا المفاوضات. كل الادعاءات اشكالية، ولكن الادعاء بالنسبة لانعدام قرار يذكر بالذات بالسياسة الاسرائيلية: اعداد كل الاجزاء اللازمة لبناء القنبلة وتقليص الزمن اللازم لتركيبها. في مثل هذا الوضع لن يكون ممكنا منع ايران نووية.

اسرائيل لم يسبق لها ابدا ان نسقت مع الولايات المتحدة عمليات عسكرية حرجة، بالاساس في مجال القتال ضد البرامج النووية. معقول الافتراض بانه لو كانت اسرائيل اطلعت الولايات المتحدة على خطتها لمهاجمة المفاعل النووي في العراق وحسب منشورات اجنبية المنشأة النووية في سوريا، لكان الرد الامريكي سلبيا وانتقاديا. وعليه، فان المطلب الامريكي بتنسيق العملية ضد ايران او الاخطار قبل تنفيذها غير مسبوق. من جهة اخرى، الهجوم على ايران هو ذو آثار شديدة لدرجة ان اسرائيل لا يمكنها ان تنفذه دون تنسيق ما مع الولايات المتحدة.

الكثير من عدم الثقة تراكم بين اوباما ونتنياهو. عدم الثقة والشك بالنسبة للنووي الايراني هما أكثر حرجا بكثير حين يكون على كفة الميزان عملية عسكرية اسرائيلية مقابل مواضيع مثل المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية أو المفاوضات. وعليه، فان الهدف الاساس للمحادثات هو تقليص الخلافات في الرأي، انعدام اليقين وعدم الثقة وتعزيز التنسيق والتعاون بين الطرفين.

مؤخرا، تبادلت الولايات المتحدة واسرائيل رسائل وتسريبات عبر وسائل الاعلام. وكشفت الرسائل عن تناقضات، خلافات في الرأي ومناكفات. اللقاء المباشر بين اوباما ونتنياهو كفيل بان يوضح المسائل الحساسة على المستوى المباشر والاكثر ارتفاعا. العالم كله ولا سيما ايران ودول الشرق الاوسط سيتابع باهتمام متحفز كل كلمة، كل لغة جسد وكل تحليل يظهر بعد اللقاء. على عاتق اوباما ونتنياهو ملقاة مسؤولية كبيرة.