حالة جمود تُسيطر على المحادثات

خبر بُعيد لقاءات القاهرة.. المصالحة تسير ببطء نحو المجهول

الساعة 08:39 ص|01 مارس 2012

غزة (خـاص)

في الثالث والعشرين من شهر فبراير/ شباط الماضي، عُقدت لقاءات على مستوى القمة بين القوى السياسية الفلسطينية لمدة ثلاثة أيام متتالية، لبحث ملف المصالحة الوطنية، لكن الفشل كان نتيجة هذه اللقاءات التي عُقدت في العاصمة المصرية القاهرة.

وتلا تلك الأيام اتهامات متبادلة بين حركتي "فتح" و "حماس" في الطلب بتأجيل تشكيل حكومة الكفاءات الوطنية التي أقرها إعلان الدوحة، حيث أشارت حركة فتح إلى أن مشعل طلب من عباس تأجيل الحكومة, في الوقت الذي قالت فيه حماس بأن عباس هو من طلب التأجيل، وهو أمرٌ يُوحى بصعوبة التوصل لأي اتفاق بين الحركتين وإبقاء الأمور على حالها لحين ميسرة.

الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة حماس، أكد لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن المصالحة هي إرادة وطنية من جميع الأطراف والكل لديه أمنيات لتحقيق المصالحة, ولكن عندما نصل عند موضوع الإرادة عن السلطة فنجد إرادتها ضعيفة أمام الإرادة الأمريكية والإسرائيلية التي لا تريد للمصالحة أن تتحقق.

وأوضح البردويل, أن حركته قدمت تنازلت كبيرة فهي وافقت على تشكيل الحكومة برئاسة رئيس السلطة محمود عباس للخروج من الأزمة إلا أن اشتراطات أبو مازن هي من تعرقل جهود المصالحة الآن, مبيناً, أن أبو مازن طلب تحديد فترة زمنية للحكومة ومن ثم طلب موعد وتاريخ محدد لإجراء الانتخابات وبهذا الطلب يود أن يرسل للاحتلال برسالة مفادها أننا نريد موعد لإجراء الانتخابات وهذا لن توافق عليه "إسرائيل" ولا الولايات المتحدة الأمريكية, مشيراً, إلى أن فشل اتفاق مكة كان لهذا السبب.

وأكد البردويل, أن الدول العربية لو أمدت السلطة بالأموال التي تمدها بها الولايات المتحدة الأمريكية والتي هي أصلا من الدول العربية لكان موقف وإرادة السلطة أقوى من الإغراءات الأمريكية والإسرائيلية ولقبلت بالمصالحة الفلسطينية.

وعن توقف اللقاءات بين حماس وفتح, قال البردويل, إن لقاء كافة اللجان متواصل لحل الإشكاليات المتواجدة على الأرض من جوازات السفر ومعتقلين سياسيين .. ", مشيراً, إلى أن تلك اللقاءات لا تشكل داعمة قوية للمصالحة ما لم نجد حكومة مشتركة ذات برنامج مشترك", مبيناً, أن ضابط في رام الله رفض الانصياع لأوامر اللجان وأصر على استمرار الاعتقالات السياسية وهذه مشكلة اللجان.

وعن مواعيد محددة لالتقاء الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل قال: لا علم لنا بموعد محدد للقاءات ولا يوجد سقف محدد لتأجيل الحكومة.

القيادي في حركة فتح فيصل أبو شهلا، شدد خلال حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، حرص حركته على الاستمرار في جهود المصالحة الوطنية لإنهاء الانقسام وعودة اللحمة الوطنية، وتمسك حركته بسيادة القانون وإنهاء كافة الإشكاليات العالقة.

وحول الإجراءات التي ستتبع لقاءات القاهرة الأخيرة التي فشلت في التوصل لاتفاق تشكيل الحكومة، أوضح أبو شهلا، أن المحادثات لم تتوقف إنما لإعطاء فرصة مدتها أسبوعين للتشاور في شأن تشكيل الحكومة.

وعن التصريحات الإعلامية التي يرددها المسؤولون حول الجهة المسؤولة عن فشل المصالحة، أشار القيادي في فتح إلى أن التصريحات الإعلامية لا تصب في المصلحة الوطنية العليا، مشدداً على استمرار الجهود لتشكيل الحكومة.

وفي وقت سابق تحدث المحلل والكاتب الصحفي أكرم عطا الله لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، الذي أكد أن السبب وراء تأجيل تشكيل الحكومة لا يكمن في مشعل أو عباس, وإنما في شخصيات داخل الأحزاب ليس لها مصلحة في المصالحة, شكلت قوى ممانعة للاتفاق , منوهاً إلى أن قوى دفع المصالحة أكبر منها ومن شأنها أن تدفع بعجلة المصالحة إلى الأمام .

وشدد عطا الله على أن المصالحة الفلسطينية يقف وراء إنجاحها رئيس السلطة محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل , وهما رأسا الهرم في طرفي الصراع , إضافة إلى دعم الجانب المصري ودولة قطر والفصائل الفلسطينية بشكل عام من شأنه أن ينجح اتفاق المصالحة .