خبر حزب الله: أي هجوم إسرائيلي على إيران سيشعل المنطقة بأسرها

الساعة 06:20 م|29 فبراير 2012

وكالات

قال نائب امين عام حزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم ان أي هجوم اسرائيلي على البرنامج النووي الايراني سيشعل المنطقة بأسرها ومن الممكن ان يجر الولايات المتحدة الى حرب.

وقال الشيخ نعيم قاسم خلال استقباله وفدا من وكالة رويترز برئاسة مايكل ستوت رئيس تحرير الوكالة في أوروبا وأفريقيا والشرق الاوسط 'أمريكا تعلم انه اذا حصلت الحرب على ايران فهذا يعني أن تشتعل المنطقة من دون حدود لنيرانها ولا معرفة بنتائجها.'

وقال ايضا ان مقاتلي الحزب ويقدر عددهم بالالاف هم أفضل تدريبا وتجهيزا مضيفا ان 'سياسة حزب الله أن يبقى على أعلى جهوزية ممكنة ولو كان تقديرنا أن لا حرب في هذه المرحلة لكن عمليا نحن حاضرون للدفاع لو وقعت غدا وبأفضل مما كان عليه الوضع في سنة 2006 واسرائيل تعلم ذلك وهذا ما يردعها.'

وردا على سؤال قال قاسم 'استفدنا من تجربة 2006 وزدنا من تدريباتنا وتجهيزاتنا وامكاناتنا بما يتناسب مع توقعاتنا للحرب القادمة اذا حصلت.'

أضاف 'انتهى الزمن الذي تقرر اسرائيل أن تضرب والناس تسكت. قد تبدأ اسرائيل وتفعل ما تشاء لكن هي لا تعلم حجم النتائج ولا تستطيع ضبطها وها هي تجربة تموز سنة 2006. على اسرائيل أن تلزم حدها وتعلم أن زمن الهزائم انتهى وقراراتها التوسعية غير قابلة للصرف وتهديداتها لا تؤثر على أحد.'

وكان قاسم يتحدث مع مجموعة من صحفيين رويترز في مكان لم يكشف عنه في ضاحية بيروت الشيعية تم نقلهم اليه بواسطة سيارة ذات زجاج داكن بحيث لا يمكن رؤية الخارج الى موقف للسيارات تحت الارض قبل الوصول الى قاعة الاجتماع ذات النوافذ المغطاة بستائر سميكة.

وبدا الشيخ قاسم الذي كان يرتدي جلبابا رماديا وعمامة بيضاء ويتحدث بلغة عربية فصحى مرتاحا ومتفهما تماما خلال المحادثة وفي بعض الاحيان كان مبتسما ويطلق النكات.

وقال نائب أمين عام حزب الله انه يعتقد أن اسرائيل' ترغب بأن تزج أمريكا بحرب مع ايران لانها عاجزة أن تفعل شيئا وحدها وتعتقد ان ألاختباء وراء أمريكا لحرب ايران يحدث ارباكا وبلبلة في المنطقة تساهم في ابعاد النظر عن اسرائيل ولو مرحليا.'

وأضاف 'اسرائيل عاجزة وحدها عن أن تقوم بحرب على ايران لاعتبارات لوجستية وعملية لكنها تعتقد انها اذا دخلت في الحرب يمكن أن تزج أمريكا وهذا هو موضع النقاش داخل الكيان الاسرائيلي.'

وردا على سؤال عما اذا كان حزب الله الذي خاض حربا استمرت 34 يوما مع اسرائيل قبل ست سنوات سيهاجم اسرائيل ردا على اي هجوم على ايران قال الشيخ قاسم 'ايران قادرة أن تدافع عن نفسها لكن لا أحد يعلم كيف ستكون حالة ألاعتداءات ألاسرائيلية وما تشمله ومقدار ما تتوسع معه الحرب وتشمل أطرافا عديدين.المسألة لا ترتبط بقرار الي يتخذه حزب الله وانما هناك ظروف موضوعية أعتقد أنها ستفرض نفسها لتشعل المنطقة بأسرها.'

واوضح ان حزب الله ' في الموقع الدفاعي بالنسبة لاسرائيل وليس في الموقع الهجومي وهو يجهز نفسه ولن يتوقف عن ألتجهيز لحظة واحدة لقناعته بأن اسرائيل تخطط دائما للعدوان وتنتهز الفرصة ألتي تراها مناسبة سياسيا للاعتداء والحرب.'

وقال قاسم ان واشنطن تعتقد أن اي صراع مع ايران من شأنه أن 'يؤدي الى استهداف الجنود ألامريكيين في المنطقة وحلفاء أمريكا وسيعرض المصالح ألامريكية للخطر وسيرفع أسعار النفط ويسبب المزيد من ألازمة الاقتصادية الامريكية والعالمية. اذن الامر ليس تعففا وانما تشعر أمريكا ان استهداف ايران عسكريا له أضرار كبيرة ولن يوقف الملف النووي الايراني السلمي.'

لكن اسرائيل قد تحاول التغلب على مخاوف الولايات المتحدة بشأن عمل عسكري وجرها الى صراع مع طهران

وقال 'اسرائيل لا تملك القدرة ولا الجرأة ان تدخل وحدها الحرب ضد ايران وامريكا متخفظة بسبب مخاطر هذه الحرب وظروف الانتخابات ألامريكية الحالية والسؤال المطروح من ينجح ضغط اسرائيل وتوريط أمريكا أم ممانعة أمريكا ولجم اسرائيل..'

وأشاد قاسم بما سمي'الربيع العربي' والثورات التي أطاحت بقادة مصر وتونس في العام الماضي لكنه قال ان الولايات المتحدة 'تحاول ليل نهار أن تسرق نتائجها وأن تحورها في ألاتجاه الذي تريده.'

وقال ان ألانتفاضات في ليبيا واليمن بدأت على شكل حركات شعبية 'لكن قبل أن تؤتي ثمارها وتأخذ اتجاهها تدخلت أمريكا والدول الاوروبية من أجل توجيه ألنتائج فكان التدخل العسكري في ليبيا والحل السياسي في اليمن الذي لم يعط الشعب اليمني ما أراده عند انطلاقته... فالنتيجة في الواقع هناك هي خليط بين الرغبة الشعبية والتدخل الدولي. ونأمل ان تتمكن القوى الشعبية من وضع حد للاستثمار الاجنبي السياسي لحركتها.'

أضاف 'أما في البحرين فالامر بدأ بتحرك شعبي لكن هناك اصرارا دوليا على حماية النظام ومنع الشعب البحريني من أخذ حقوقه ولذا هم يتظاهرون سلميا منذ سنة ولا نسمع لا تعليقات دولية ولا اجتماع لمجلس ألامن ولا تحرك أمريكي فاعل ولا صيحة أوروبية كل ذلك لان تركيبة النظام في البحرين هي جزء من المشروع ألامريكي في المنطقة.'

وأشار الى ان معايير الولايات المتحدة في ما يتعلق بالثورات العربية 'ليست واحدة ولا علاقة لها بالديمقراطية ولا بحقوق الناس وانما تتخذ أمريكا الموقف بحسب مصلحتها في السيطرة وخدمة المشروع ألاسرائيلي في المنطقة.'

وقال قاسم 'من يرى حجم التدخل الدولي في الشأن السوري يرى انه في ألاولوية الامريكية الدولية وهناك تحريض ودعم مالي وعسكري لاستخدام القتل والعنف في داخل سوريا ولا يسمعون لطروحات النظام في امكانية الحوار والذي يدير المعركة هو أمريكا والدول الكبرى أما المعارضة فهي ملحقة يأخذونها حيث يشاؤون في اجتماعات مختلفة.'

وأكد ان الحل الحقيقي هو الحوار بين النظام والمعارضة ومكونات الشعب السوري.

وأوضح ان 'الرئيس الاسد كان في موقع مواجهة خطر دولي تقسيمي وتشتيتي لسوريا وهو حاول أن يعمل بالحد ألادنى من الخسائر لكن عندما يستعمل السلاح في مواجهة النظام فهذا يخرج ألامور عن السيطرة بحدود معينة. من هنا اجراءات الرئيس الاسد كانت اجراءات حكيمة خاصة بتحديد موعد ألاستفتاء على الدستور وقد رأينا مستوى اقبال الناس المرتفع والتأييد لهذا النمط من التغيير عله يكون رسالة واضحة لكل العالم أن دعوا سوريا تختار داخليا ما تريد ولا تفرضوا عليها خياراتكم.'

ومضى يقول 'بأعتقادي ان الرئيس الاسد سيتخطى هذه المرحلة وسيبقى رئيسا لسوريا خلال المرحلة القادمة وفق الدستور ...وألامور تتجه الى المزيد من بروز تماسك السلطة في مقابل الخلل الفاضح في المعارضة وألانقسامات التي تبدو يوما بعد يوم وتشتت قدراتها ورؤاها أيضا في كيفية التعامل مع المستجدات السورية.'