خبر الشهيد خالد الدحدوح..قائد مهمات سرايا القدس ومدرسة أمن المجاهدين

الساعة 11:20 ص|29 فبراير 2012

غزة

 

في هيبته وشيبته ترتسم الكثير من المعاني الأمنية , فهو رجل أمني عسكري من الطراز الرفيع, في كلامه وتحركاته وتنقلاته ودمته للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.. إنه الشهيد القائد خالد الدحدوح (أبو الوليد).

وقد لمع اسم أبو الوليد وهو في العقد الرابع من عمره بتصدره لقائمة مطلوبي الجناح العسكري للجهاد في غزة من قبل "إسرائيل" خاصةً بعد عمليات الاغتيال التي طالت قادة السرايا ومن أبرزهم محمود الزطمة ومقلد حميد ومحمود جودة وخليل الدبش ومحمد الشيخ خليل.

 

النشأة والميلاد

أبصر شهيدنا القائد "خالد الدحدوح" النور في تاريخ 22-5-1965 في حي الزيتون بمدينة غزة الصمود والإباء , وقدر الله عز وجل أن يكون ترتيبه الثالث بين أخوته في الأسرة, وتلقى دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدراس حي الزيتون

 

ونشأ شهيدنا المقدام في أسرة مؤمنة مجاهدة , تلمذت أبنائها على حب الجهاد والمقاومة , وقدمت في سبيل الله قافلة طويلة من الشهداء والجرحى , ومازالت سائرة على درب ذات الشوكة .

 

وقائدنا الشهيد "خالد" متزوج ورزقه الله بـ 6 من الأبناء , وارتقى اثنين منهم إلى علياء المجد والخلود على درب أبيهم والشهداء , حيث استشهد كامل الدحدوح نجل الشهيد"خالد الدحدوح" في تاريخ 25-9-2009 في قصف صهيوني استهدفه شرق غزة , وارتقي نجله الثاني "ادهم الدحدوح" في حادث سير مؤسف في تاريخ 10-8-2010.

 

وقدمت عائلة الدحدوح ثلة من الشهداء القادة في سرايا القدس وهم :(محمد الدحدوح-أيمن الدحدوح-أمين الدحدوح-كريم الدحدوح-مهدي الدحدوح-فخري الدحدوح).

 

خالد ورحلة الجهاد

وبحسب قائد في سرايا القدس أكد أن الدحدوح يترأس وحدة التصنيع التابعة للسرايا في غزة كما يقود الوحدة التقنية في السرايا والتي فقدت اثنين من أبرز نشطائها في عملية اغتيال إسرائيلية في حي الزيتون بغزة قبيل استشهاد الدحدوح.

وأضاف القائد في السرايا أن أبو الوليد وقف خلف العديد من العمليات العسكرية التي نفذها الجناح العسكري ضد الأهداف الإسرائيلية في قطاع غزة خلال الانتفاضة الحالية وخاصة عمليات إطلاق الصواريخ واقتحام المواقع العسكرية والمستوطنات اليهودية قبل الانسحاب الإسرائيلي.

وكان اسم الدحدوح يتصدر قائمة مكونة من 70 من قادة وكوادر حركات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مطلوبة حية أو ميّتة لقوات الاحتلال. وتعرض لخمس محاولات اغتيال .

ويحظى أبو الوليد باحترام واسع في قطاع غزة ، حيث يقيم شبكة علاقات قوية مع جميع قادة الأذرع العسكرية لحركات المقاومة، فضلاً عن علاقاته المتينة مع العائلات الفلسطيني, و كان من ابرز المنسقين لعمليات السرايا في الضفة الغربية أيضا، مشيراً إلى أنه تولى قيادة السرايا في قطاع غزة وبعض مناطق الضفة الغربية, وأضاف أنه كان يشرف شخصياً على عمليات السرايا وعمليات إطلاق الصواريخ، وكان مسئولا في المقام الأول عن عمليات تطوير الصواريخ

 

وقالت مصادر فلسطينية، إن الدحوح يحمل صفة «رئيس المجلس العسكري» لـ«الجهاد»، وتحمله المخابرات الصهيونية العامة «الشاباك» مسؤولية جميع عمليات إطلاق صواريخ محلية الصنع، التي تقوم بها الحركة ضد البلدات الصهيونية في منطقة النقب الغربي، جنوب الكيان.

 

حس أمني

وقد دلت كل التقارير والشهادات الشخصية من قبل رفاق الشهيد الدحدوح على الحس الأمني العالي الذي تمتع به هذا الرجل, فالكل كان يشهد له بأنه مدرسة تطبيقية في التحرك والتعامل الأمني الصحيح.

 

نجاة من الاغتيال

ويعتبر خالد الدحدوح (أبو الوليد - 45 عاما) احد أبرز القياديين المطلوبين لدولة الكيان حيث كان يشغل رئيس المجلس العسكري لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي, وسبق أن تعرض لمحاولات اغتيال باءت بالفشل كان آخرها قبل اغتياله بعدة أشهر عندما نجا من محاولة اغتيال استشهد خلالها اثنان من رفاقه في وحدة التصنيع التابعة لـ "سرايا القدس"، في حين استشهد شقيقه أيمن وابن عمه أمين في عملية اغتيال في 29 شباط (فبراير) عام 2004.

ولمع اسم الدحدوح الذي يقطن في حي الزيتون جنوب قطاع غزة على بعد مئات الأمتار مما كانت سابقاً مستوطنة «نتساريم»، إبان انتفاضة الأقصى الحالية وهو يرأس وحدة التصنيع والوحدة التقنية في "سرايا القدس"، وهما الوحدتان المسئولتان عن تطوير الصواريخ المحلية في سرايا القدس, وكان يشرف بنفسه على عمليات إطلاق الصواريخ.

وكان يعتبر منسقاً لعمليات سرايا القدس مع الضفة الغربية، وتنسب دولة الكيان إليه وقوفه وراء عدد من الهجمات التي نفذها مقاتلون من "الجهاد" ضد أهداف صهيونية، وكذلك عمليات إطلاق الصواريخ المتواصلة ضد بلدات صهيونية خارج حدود القطاع.

 

روح الدعابة مع الحس الأمني

وحسب المقربين منه، فان الدحدوح يتميز بابتسامته الهادئة وروح الدعابة التي يتمتع بها, وقد كان يتمتع بالحس الأمني العالي عندما كان لا يحدث أحدجاً بما يخطط وبما يدور في رأسه إلا الأشخاص المعنيين والمكلفين لتنفيذ المهمات التي كان يخطط لها.

ويقول قيادي في سرايا القدس لـ"موقع المجد.. نحو وعي أمني" :" كان أبو الوليد في الاجتماعات الخاصة يتخذ كافة التدابير الأمنية, وكان لا يحمل هاتفاً خلوياً في جيبه وكان يطلب تنفيذ الاحتياطات الأمنية في التعامل مع جميع أجهزة الاتصال وخاصة في وقت الاجتماعات حيث كان يطلب منا وضعها خارجاً أو في مكان بعيد.

ويضيف :" في الفترة الأخيرة قبل استشهاده كان يرفض الخروج في السيارات, فهو كان يحب أن ينهي أعمالة مترجلا كي لا تشعر به طائرات الاستطلاع والعملاء, فكثيراً ما كان يغير أماكن سكنه وكي لا يعرفه احد في الأماكن التي يسكن بها كان لا يختلط بجيرانه وكان قليل التحرك".

وتابع :" ما كان يخرج في السيارات إلا للضرورة, لكنه كان يطلب من جميع من هم في السيارة أخذ الاحتياطات الأمنية في قضية الجوالات, ورغم أن طبيعة عمله في وحدة التصنيع كان لا بد أن يتحرك إلا أن تحركاته كانت حذرة"

 

موعد مع الشهادة

رغم الاحتياطات الأمنية الكبيرة التي كان يتخذها الشهيد أبو الوليد إلا أن المتابعة الميدانية من قبل العملاء والتنسيق الأمني مكنت قوات الاحتلال من الوصول إليه, لكن هذه المرة لم تكن طريقة عادية في الاغتيال.

فقد أعدت المخابرات الصهيونية وبمساعدة عدد من عملاءها سيارة مفخخة سيارة من نوع سوبارو بيضاء بها أجهزة تجسس ورصد تنفجر فور مرور الدحدوح بجانبها.

وبالفعل مع استمرار المتابعة والمراقبة علمت المخابرات الصهيونية أن أبو الوليد سيتوجه بتاريخ 2-3-2006 لوزارة المالية في مجمع الوزارات لاستلام مبلغ مالي مستحق له, فزرعت السيارة الملغومة في طريق متوقع أن يمر فيه الشهيد وبالفعل.

وفي صبيحة ذلك اليوم خرج أبو الوليد لا يحمل أية أجهزة خلوية مترجلاً تجاه وزارة المالية لكن بينما كان يمر بجوار تلك السيارة الملغومة انفجرت, معلنة نهاية مشوار أمني وجهادي كبير.