خبر حل الهستدروت- معاريف

الساعة 11:08 ص|29 فبراير 2012

 

بقلم: نداف هعتسني

حتى قبل وقت غير بعيد كان هناك من اغدق على عوفر عيني، رئيس الهستدروت، ثناءً جما بلا حدود، لدرجة انه زعم ان عيني هو الرجل الكبير المسؤول في الاقتصاد. النقيض لشخصية زعيم العمال الفوضوي وعديم المسؤولية. وحتى لو كان ذات مرة ما هو حقيقي في هذا الثناء، فان سبب اغداقه انقضى دون أن يخلف أثرا. عمليا، حتى احتجاج الصيف الاخير اكتفت الهستدروت ورئيسها بحماية مصالح مجموعات العمل المدللين والاكثر قوة في البلاد. تحقيق الهدوء الصناعي من جانب هذه المجموعات، وان كان شائنا وباهظ الثمن، الا انها لم تصبح هدامة بالنسبة لنا جميعا. يبدو أن التحدي دفع القطط السمان الى الحراك. لدرجة أن الهستدروت اصبحت منظمة خطيرة، منظمة تمس كل يوم بالعمال الاجيرين ومن شأنها أن تدفع كل الاقتصاد الى الانهيار.

خذوا مثلا نزاعات العمل التي اقرت في الهستدروت هذا الاسبوع فقط. ضمن امور اخرى، عرقلت الهستدروت بالتهديد الاصلاحات التي كان يفترض أن تخفض اسعار رحلات السفر لنا جميعا. لماذا؟ لانها تريد أن تدافع عن سيطرة عاملي ال عال وامتيازاتهم. نزاع عمل آخر من شأنه أن يوقف قريبا الدولة بأسرها ينبع من رغبة الحكومة في أن تستخدم بطاقات ذكية كي يكون ممكنا الرقابة على اسطول السيارات الحكومية. وهذا لن تسمح به الهستدروت والسواقون الذين تحت رعايتها بكل ثمن – أحد ما سيكتشف حقا ماذا يفعله بعض من السواقين الحكوميين في ساعات العمل؛ ناهيك عن تبني هذه الفكرة في قطاعات اخرى مدللة من الهستدروت. تصوروا البدء بالزام كل موظفي احكومة والشركات الحكومية بان يكونوا يخضعون لاشراف فاعل، يتأكد من أنهم يعملون على مدى كل ساعات العمل. هذا لا يعقل.

كما أن تجند عوفر عيني من أجل اللجنة الوقحة لعاملي القطار يؤشر الى العصر الجديد للهستدوت. يدور الحديث عن صراع ليس بينه وبين الرزق بكرامة شيء. هذا صراع على القوة والسيطرة حسب افضل معايير الهستدروت – نجاعة متدنية، أجر عالٍ وامتيازات بلا حدود. قبل اسبوعين فقط اوقفت الهستدروت الدولة بسبب عامي المقاول. كم من الازدواجية الاخلاقية ينطوي عليها مثل هذا الاعلان من جانب منظمة تشغل هذا القدر الكبير من عاملي المقاول الذين يكسبون أجرا متدنيا، مثلما كشف النقاب عنه في برنامج "همكور" (المصدر). فضلا عن ذلك فان مجرد محاولة الاملاء  على الحكومة بان تشغل كل موردي الخدمات لها كموظفي دولة هي وصفة مؤكدة لتحويل اسرائيل الى اليونان. هكذا يخلد انعدام النجاعة ونصل الى الافلاس الوطني.

المشكلة هي انه فضلا عن الفساد والازدواجية الاخلاقية للجان الكبرى، فان صراعها الحالي يمس بنا جميعا. فالكهرباء غالية ايضا بسبب الدفعات الزائدة والتقاعدات لعاملي شركة الكهرباء. المنتجات المستوردة غالية أيضا بسبب ابتزاز عاملي الموانيء. من الصعب تخفيض الجمارك، تقليص الضرائب، فتح السوق وتعزيز قوة الشراء لدى العاملين ايضا بسبب الوضع التنظيمي الذي بواسطته تسيطر الهستدروت علينا جميعا.

وعليه، حان الوقت لتفكيك قوة اللجان الكبرى وتحطيم منظمتهم العليا – الهستدروت. الاحرى، ان يشلوا الاقتصاد حتى اشعار آخر. هذا هو السبيل للتأكيد لرعاياهم بان هذه المنظمة لا تمثل حقا مصالح العاملين.