عزا عدم إتمام المصالحة لـ

خبر القيادي الزهار يضع شروطاً لخوض « حماس » الانتخابات الفلسطينية

الساعة 07:16 ص|29 فبراير 2012

غزة

أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" د. محمود الزهار أن حركته ستخوض الانتخابات الفلسطينية المقبلة شريطة أن تكون نزيهة وغير مزورة، موضحاً أنها "ستقبل بالنتائج أياً كانت"، مشيراً إلى أن الحديث عن وجود حالة من الغليان في الشارع الغزي يهدف لخلق رأي عام ضد حركة "حماس" والحكومة الفلسطينية بغزة قبل الانتخابات المقبلة، متهماً أفراد الأجهزة الأمنية السابقة بالوقوف وراء ذلك.

وأرجع د. الزهار خلال حوار مع صحيفة "فلسطين"، سبب عدم إتمام المصالحة إلى عدم رغبة حركة "فتح" بتنفيذ الاتفاقات التي جرى التوقيع عليها.

وعن إمكانية نجاح اتفاقات المصالحة، قال الزهار: "هذا مرتبط بتنفيذ الاتفاقات، واتفاق القاهرة نحن على استعداد لتنفيذه حرفياً، ولذلك إذا أرادت حركة فتح أن تطبقه عليها الالتزام بالشروط التي تم الاتفاق عليها، وهذه الشروط رسمت ووقع عليها من جميع الأطراف من باقي الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، وفتح لم تنفذ من هذه الشروط إلا النزر اليسير".

وذكر أن من بين الشروط التي جرى التوافق عليها إطلاق حريات الإنسان الفلسطيني وبخاصة من أبناء حماس والجهاد الإسلامي لممارسة العمل السياسي في الضفة الغربية، ووقف الاعتقالات السياسية بحق أبناء وعناصر الحركتين هناك.

ولفت إلى أن حركة فتح تعتبر الأموال التي تنفق على أهالي الشهداء والمعتقلين غسيل أموال تقوم به حركة حماس، مطالباً إياها بتغيير سياستها تجاه المؤسسات الخيرية لحماس، وحل مجالس الإدارة التي نصبتها عليها.

وشدد على أن حركة فتح في رام الله لم تنفذ أياً من الاتفاقات التي جرى التوقيع عليها في القاهرة، مضيفاً: "بالتالي إذا نفذتها ستكون هناك من جانبنا خطوات في الاتجاه التنفيذي وإذا لم تنفذ فإن الأمر سيراوح مكانه".

وتابع القيادي في حركة "حماس": "حركة فتح غير متفقة في داخلها على إنهاء الانقسام السياسي وتنفيذ اتفاق القاهرة الذي جرى التوقيع عليه قبل نحو عام من الآن برعاية مصرية". وقال: "سواء كان بإرادتها –حركة فتح- أو بإرادة غيرها.. الجانب الإسرائيلي يقول لفتح إما أن تستمر في برنامج المفاوضات أو أن تذهبي لحماس وفتح عادة ما تستجيب إلى الضغوطات الإسرائيلية والأمريكية".

اليسار وفتح

وعن اتهامات اليسار الفلسطيني لحركة "حماس" بأنها سبب إدامة الانقسام، علق الزهار قائلاً: "تاريخياً اليسار مرتبط بحركة فتح كإطار منظمة التحرير، ومادياً مرتبط أيضاً بفتح وبرنامجه لا يختلف عن برنامج فتح إلا في قضية الآليات كما في التفاوض وهو يوافق على العديد مما تطرحه فتح إلا قضية التفاوض".

وأضاف: "نحن نلتقي مع اليسار على برنامج المصالحة، وهذه هي نقاط الالتقاء مع اليسار، وكيف يمكن أن نطبقها؟ هذا هو الموضوع الذي على اليسار أن يجيب عليه، نحن اتفقنا معه على إعادة تشكيل منظمة التحرير، واتفقنا معهم على لجنة المصالحة المجتمعية والانتخابات والقضايا الأمنية واللجان الانتخابية، كل هذه نقاط التقاء والبرنامج السياسي، لكن البرنامج السياسي أكبر لفتح منه لنا".

ونفى القيادي في حماس، أن يكون الاجتماع الأخير للاطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ناقش تشكيل الحكومة الانتقالية برئاسة رئيس السلطة محمود عباس. وأضاف: "تشكيل الحكومة ليس له علاقة بالإطار القيادي للمنظمة، وتشكيلها يتم بين اللجان المشكلة من الفصائل ومن بينها حركتا حماس وفتح وبالتالي تطبيق اتفاق القاهرة يقول إن اللجان المسئولة عن موضوع الحكومة هي التي تشكل وليس الإطار القيادي".

وبخصوص انضمام حركة حماس لمنظمة التحرير، شدد الزهار على ضرورة دخول حركته للمنظمة ببرنامجها السياسي "وأن تعرض نفسها على الناس، فإن صوتوا لها عليها أن تنفذ ما تم الاتفاق عليها كعقد اجتماعي بينها وبين من صوت لها، ولفتح أن تدخل ببرنامجها ولليسار أن يذهب ببرنامجه وعلى الجميع أن يلتزم بوحدة البرنامج وأن يجد الصيغة التي يتعايش فيها مع الأغلبية".

الانتخابات الفلسطينية

وحول الانتخابات الفلسطينية المقبلة، قال: "نحن نقبل بالانتخابات شريطة ألا تكون مزورة ونحن لا نخشى النتائج"، متسائلاً: "لماذا يصوت الناس لفتح في الضفة الغربية؟، هل على اعتقالها للأسرى المحررين والاعتقال الأمني؟!، ثم لماذا لا تصوت غزة لحماس؟!.. ألم تجلب لها الأمن والأمان؟!، ألم تقض على رموز الفساد وسرقة أموال الشعب الفلسطيني ؟".

وشدد الزهار على مضي حركته في الدخول إلى المجلس الوطني لمنظمة التحرير، لافتاً إلى أن الحركة "لن تقبل بإجراء الانتخابات دون مشاركة مدينة القدس المحتلة". من جهة أخرى، شكك القيادي في حماس بالحديث عن وجود حالة من الغليان في الشارع الغزي نتيجة الأزمات المتلاحقة كنقص الغاز وانقطاع التيار الكهربائي قائلاً: "هناك أزمات في الغاز والسكن والبترول على مستوى العالم، وهناك دول أوروبية ضخمة تشهر إفلاسها".

وقال: "إن من يقوم بترويج هذه الشائعات هم عناصر من الأجهزة الأمنية السابقة التي تجلس في بيوتها وتحصل على رواتبها، وتعمل على سيارات الأجرة، وتنشر الشائعات داخل هذه السيارات، وهذا جزء من مخطط لخلق رأي عام ضد حماس قبل الانتخابات".

واستطرد بالقول: "على أرض الواقع شعبنا الفلسطيني أصيل، صمد في وجه الحرب، وكان الحصار أكثر خنقاً ولم يغل الشارع في حينه"، مطالباً وسائل الإعلام بألا تدخل في "هذه اللعبة".

الاندماج مع الجهاد

وعن الاندماج بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي، لفت إلى أنه جرى منح كل الحركتين مهلة مدتها شهر لدراسة الاندماج بين الحركتين، وانتهت المهلة لذلك وستشهد الأيام المقبلة جلسات للتوافق على صورة الاندماج بين كلا الحركتين. وكشف القيادي في حركة "حماس"، عن وجود مجموعة من السيناريوهات التي جرى وضعها لاختيار السيناريو المناسب للتوافق والاندماج بين الجانبين.

وعن التهديدات الإسرائيلية الأخيرة بشن حرب جديدة على غزة، عزا الزهار ذلك إلى طبيعة البناء السياسي الإسرائيلي، موضحاً أن الوضع الإقليمي قد تغير بعد الربيع العربي. وأضاف: "إن الدول العربية وخصوصاً مصر لن تقبل بضرب غزة، ولكن المواجهة واردة ونحن لا نأمن جانب الاحتلال".

ورأى أن أي حرب على طهران لن تؤثر على حركة حماس "بل ستؤثر على الاحتلال الإسرائيلي"، معللاً ذلك بأن إيران ليست بلداً صغيراً يضرب، وأن إيران لا تفرق بين الغرب والاحتلال، وهذا سيشعل فتيل معارك ليس لها علاقة بـ(إسرائيل) وحدها، لأن إيران ستضرب المصالح الأمريكية والإسرائيلية في ذات الحين".

حماس والعرب

وعن العلاقة السورية الحمساوية، قال القيادي في "حماس": "نحن لا نتدخل في شأن سوريا الداخلي، ونحن لم نتدخل في شأن أي من الدول العربية ولا يزال موقفنا كذلك، وعندما يصبح وجودنا في أي بلد مؤثراً على بلادنا من حقنا أن نغادر هذا الموقع إلى موقع آخر".

وأضاف: "عندما تصبح أمامنا جزء من الأرض الفلسطينية متاحاً لنا بالعودة نعود وبدون تردد كما حدث مع القياديين في حماس فضل الزهار وعماد العلمي والكثير ممن عادوا لغزة"، مشدداً على عدم وجود أي قرار من الحركة بنقل أي شخص من مكان لآخر للإقامة، بل "هو قرار فردي".

وبين الزهار أن قطاع غزة بات بديلاً للقيادات الوطنية والإسلامية وعلى رأسها قيادات حركة حماس، مشدداً على وجود قدر كبير من الحرية لممارسة العمل السياسي، والتحرك بسهولة مطلقة، لافتاً إلى أن عواصم الثورات لم تفتح أمام الحركة بالصورة الكبيرة، لأسباب كثيرة تتعلق بالوضع الداخلي لهذه البلاد.

وبين أن الدول العربية التي ثارت شعوبها أمام خيارين إما أن ترمم بيتها الداخلي أو تلعب في قضايا سياسية تكلفها كثيراً في المرحلة الحالية، "وأنا لو كنت في مكانهم أهتم بترتيب البيت الداخلي.. ونحن ندرك الواقع ونقدر أن الواقع ليس موقفاً سياسياً سلبياً لكن هناك احتياجات لهذه الدول حتى ترتب بيتها الداخلي".

وبحصول العلاقات مع إيران، نفي القيادي في "حماس" تراجع العلاقة مع طهران قائلاً:" هذا غير صحيح، وموقفنا ليس مع إيران أو ضده، وليس مع سوريا أو ضدها، ونحن لسنا في أي محور من المحاور وعلاقتنا طيبة مع كل العالم العربي والإسلامي، الذي يرغب في هذه العلاقة مع حماس ومن لا يرغب لا نناصبه العداء".