خبر أباحوا دمنا -معاريف

الساعة 09:59 ص|28 فبراير 2012

أباحوا دمنا -معاريف

بقلم: ايرز تدمور

رئيس قسم السياسة في حركة "ان شئتم"

        (المضمون: في الوقت الذي يعصف فيه العالم كله في أعقاب كتابة شعارات على قبر شيخ، فان كتابة تحز على رأس يهودي تؤطر كحدث جنائي - المصدر).

        في يوم الجمعة نفذت في اسرائيل عملية فتك جماعي. عشرة شبان عرب أوقفوا سياراتهم بجانب جنديين في اجازة واعتدوا عليهما بالعصي، بالسكاكين وبالحجارة. واليوم يوجد خلاف في مسألة اذا كان هذا حدث قومي متطرف أم زعرنة تعود الى الخطأ في التشخيص. هذا ادعاء غريب في ضوء حقيقة أن المعتدين حزوا كلمة "م.ت.ف" على رأس احد الجنديين وهتفوا بهتافات مضادة لليهود. أغلب الظن يدور الحديث عن خليط من الدوافع الجنائية والقومية المتطرفة، وهذه ظاهرة منتشرة في الجليل وفي النقب، في الوقت الذي يعاني منه الكثيرون من حالات الجريمة التي تؤطر كأحداث جنائية، ولكن الجانب القومي المتطرف يلعب فيها دورا حاسما.

        دماء مواطني اسرائيل اصبحت زهيدة الثمن لدرجة أن عمليات فتك كهذه أصبحت ليس فقط مشهدا يوميا بل انه عمليا يمكن ارتكابها أمام عدسات الكاميرا. ويوم الخميس نشرت في وسائل الاعلام صور ظهر فيها مشاغبون فلسطينيون يرشقون بالحجارة من أمتار قليلة، مواطنة اسرائيلية كانت تسافر في سيارتها. وكل ذلك بمشاركة نشطة من مصوري التلفزيون. بعد خمسة اشهر فقط من مقتل آشر بالمر وابنه ابن السنة، يونتان، بالحجارة، نفذت محاولة قتل اخرى أمام الكاميرة.

        في كل أرجاء البلاد، من التنكيلات المتواصلة بمزارعي الجليل، عبر ما يجري في القدس وفي يهودا والسامرة، حتى عشائر الجريمة المنظمة في النقب، في الرملة وفي اللد، اصبح دم وأمن مواطني اسرائيل اليهود سائبا. دولة اسرائيل اصبحت المكان الذي من الخطر للمرء أن يكون فيه يهوديا.

        العار هو أنه لا توجد تقارير لمنظمات حقوق الانسان تشهد على ذلك. ربما لانه في نظر هذه المنظمات، اليهود ليسوا بشرا ينبغي حماية حقوقهم. ولكن غياب التقارير لا يمكن أن يغير الواقع العسير الذي يختبره على جلدتهم مئات الاف الاشخاص. الواقع الذي يعرفه كل من يكلف نفسه عناء الخروج من فقاعة الدلال لدولة تل أبيب. تلك التي تخلق لنا خطاب حقوق انسان كاذب، متلاعب ومناهض لاسرائيل يكون فيه اليهود دوما هم المحتلون، الاستعماريون والعنصريون، بينما العرب هم دوما ضحايا أبرياء مقموعون وخاضعون للاحتلال.

        عملية الاعتداء الجماعي في حيفا ومحاولة القتل في الخليل والتي تحدث مثلهما كل يوم، ليستا قضاء وقدر وليستا صدفة. فهما ذروة مسيرة ثلاثية تحدث في كل الساحات ذات الصلة. المسيرة الاولى هي التحريض اللاسامي في وسائل الاعلام العربية، في المساجد وفي كتب التعليم في السلطة الفلسطينية. تحريض يعرض فيه قتلة الاطفال كابطال قوميين واسرائيل تشطب من الخرائط. تحريض يعرض من يكشفه كمن يدق العصي في عجلات السلام.

        المسيرة الثانية هي حملة نزع الشرعية التي تديرها ضد اسرائيل منظمات الدعاية المؤيدة للعرب والتي تسمي نفسها منظمات حقوق انسان. تلك المنظمات تحدث صخبا عالميا، وعن حق احيانا، في اعقاب كل مس حقيقي أو كاذب بالعرب، ولكنها تصمت صمتا مطبقا في الوقت الذي يرجم فيه اليهود وتحز فيه رؤوس جنود في اجازة.

        في الوقت الذي يعصف فيه العالم كله في أعقاب كتابة شعارات على قبر شيخ، فان كتابة تحز على رأس يهودي تؤطر كحدث جنائي. المسيرة الثالثة هي حملة تقييد الايدي والخصي الذي نفذ في الثلاثين سنة الاخيرة بالجيش الاسرائيلي وجهاز فرض القانون. حملات وتقارير بتسيلم، "نحطم الصمت" و "امنستي" خصت جنود الجيش الاسرائيلي، بينما حملات "عدالة" و"جمعية حقوق المواطن"، اقتحت الباب المفتوح لاهرون باراك ودوريت بينيش وقيدت أيدي شرطة اسرائيل والنيابة العامة.

        كل شيء يجري باسناد من وسائل الاعلام التي تخون مهامها وتعرض جملة احداث الخاوة، التحرشات الجنسية، رشق الحجارة والعربدة في الطرقات كأعمال "لشبان" غير معروفين. وفي اقصى الاحوال في ظل التلميح بان الحديث يدور عن "سكان احدى القرى". والحذار من قول الحقيقة عن حملة التشهير التي أدت الى أنه في أوساط الكثير من عرب اسرائيل، والاغلبية الساحقة من الفلسطينيين، اليهود هم اناس مباح بل ومرغوب فيه، فريضة حقا، قتلهم، السطو عليهم، اغتصابهم وسلبهم ونهبهم. فهم بالاجمال ابناء خنازير وقردة. استعماريون يجب ان يعودوا الى المغرب وبولندا.