خبر تأهب تسريب- يديعوت

الساعة 09:10 ص|27 فبراير 2012

تأهب تسريب- يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: السياسة الاسرائيلية – بتنسيق مع الادارة الامريكية – قررت مبدأ واضحا من عدم التدخل التام في ما يجري في سوريا. عدم التدخل هذا يتضمن ايضا السكوت والامتناع عن خطوات دبلوماسية في ضوء المذبحة التي يرتكبها الاسد بحق الثوار - المصدر).    

        في اسرائيل لم يعودوا يسألون هل سيُنقل من سوريا الى لبنان سلاح غير تقليدي، كالسلاح الكيماوي أو أي سلاح استراتيجي آخر، كالصواريخ المضادة للطائرات المتطورة أو صواريخ سكاد من الطرازات الاخيرة. يسألون متى سيحصل هذا. حسب التقديرات في اسرائيل، فانها مسألة وقت فقط وفرصة الى ان تسقط هذه الوسائل القتالية في يد حزب الله.

        ولكن في حزب الله ايضا قلقون. في المنظمة يخشون من ان يؤدي تفكك الجيش السوري في نهاية المطاف الى الفوضى في مجال السلاح الاستراتيجي بحيث ان هذا السلاح – بما فيه تلك المنظومات المخصصة لحزب الله – ستسقط في أيدي الثوار في سوريا.

        تقديرات حزب الله تستند الى أن قسما من المعارك بين الثوار والوحدات النظامية للجيش السوري دار حول معسكرات توجد فيها صواريخ بالستية وصواريخ ثقيلة. ليس معروفا اذا كان الثوار نجحوا في اثناء هذه المعارك في السيطرة على منشأة استراتيجية ما. ولكن واضح منذ الآن ان قسما لا بأس به من الاراضي السورية لم يعد يسيطر عليها الجيش. ومن غير المستبعد ان يحاول حزب الله ان يستخلص من هذه الفوضى الوسائل القتالية التي من شأنها ان تؤثر على ميزان القوى في لبنان.

        من ناحية اسرائيل، فان انتقال منظومات سلاح مثل الصواريخ المضادة للطائرات "اس.إي 8" من سوريا الى لبنان يشكل تهديدا على حرية عمل سلاح الجو في الساحة الشمالية. والامر سيلزم اسرائيل باتخاذ القرارات لتعطيل هذا التهديد.

        الصحافة العربية المؤيدة لسوريا تميل الى اتهام اسرائيل بالمشاركة في اعمال الثوار في سوريا – سواء من خلال العملاء والقناصة الذين يطلقون النار على السكان لخلق استفزازات واثارة الثوار ضد السلطات، أم من خلال ارساليات السلاح والذخيرة للثوار. ليس معقدا عرض صور سلاح اسرائيلي في سوريا. فجنوب لبنان كان مزروعا بالوسائل القتالية الاسرائيلية التي تبقت بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي وسقطت في أيدي حزب الله. ولكن السياسة الاسرائيلية – بتنسيق مع الادارة الامريكية – قررت مبدأ واضحا من عدم التدخل التام في ما يجري في سوريا. عدم التدخل هذا يتضمن ايضا السكوت والامتناع عن خطوات دبلوماسية في ضوء المذبحة التي يرتكبها الاسد بحق الثوار. وتتخذ اسرائيل جانب الحذر في ألا تترك حتى ولا ظل بصمات في ما يجري في سوريا وذلك لأن للنظام ومؤيديه مصلحة في إزاحة الانتباه عما يجري في سوريا نحو الدور الاسرائيلي، وذلك لاحراج الجامعة العربية التي تطالب برحيل الاسد.

        ومع ذلك، فان السياسة الاسرائيلية تؤيد بشكل سلبي كل خطوة تؤدي الى تنحية الرئيس الاسد عن الحكم. ونشأ هنا ائتلاف مشوق من المصالح: اسرائيل، تركيا، دول الخليج والسعودية توجد فجأة في ذات الطرف من المتراس. ولائتلاف المصالح هذا توجد قدرة كامنة للتوسع وصولا الى التعاون حيال عدو مشترك واحد: ايران.

        تقويم الوضع في اسرائيل يعتقد بأن الاحتمال في ان يستخدم الاسد سلاحا استراتيجيا ضد اسرائيل في حالة حشره وظهره الى الحائط هو احتمال طفيف. فاطلاق الصواريخ والقذائف الصاروخية الثقيلة ضد اسرائيل يستدعي سلسلة اعمال سيجد النظام السوري – الذي يوجد على شفا التفكك – صعوبة في تنفيذها. وهكذا فان سوريا كدولة لا تشكل في المرحلة الحالية تهديدا على اسرائيل.

        ومع ذلك، يستعد جهاز الامن لاحتمال ان تلحق الحرب الأهلية في سوريا والفوضى المتصاعدة في الدولة "ضررا محيطيا" على طول الحدود. مثلا، استئناف الاعمال العدائية ضد اسرائيل من جانب محافل في السكان السوريين الذين يسكنون في هضبة الجولان. فقدان لجام الحكم في سوريا من شأنه ان يخلق على طول الحدود مع اسرائيل وفي عمق هضبة الجولان ذات الظواهر المعروفة في سيناء، منذ فقد الحكم المصري سيطرته في اوساط العشائر البدوية.