خبر هناء شلبي على خطى خضر عدنان

الساعة 08:21 ص|27 فبراير 2012

فلسطين اليوم

«في إضرابي عن الطعام، أترك لربي أن يختار لي، إحدى الاثنتين: إما نصري وحريتي أو الشهادة»، هذه الكلمات خرجت من وراء القضبان على لسان الأسيرة هناء شلبي ابنة الثامنة والعشرين ربيعاً، من بلدية برقين قضاء جنين، في إضرابها المفتوح عن الطعام، وهو يدخل يومه الثاني عشر، لتكون بذلك مقاومة «الأمعاء الخاوية» الثانية للاعتقال الإداري، بعد عدنان خضر.

هناء، التي لم يمض على تحررها من الأسر سوى أربعة أشهر، منذ أن كان اسمها ضمن الدفعة الأولى في صفقة «شاليط» لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس»، أكّدت مضيها في الإضراب عن الطعام حتى تحررها. والدها، يحيى شلبي، يقول إن هناء طلبت تدخلاً من السلطات المصرية التي «رعت اتفاق تبادل الأسرى»، ويؤكد أن إخلال الاحتلال بالاتفاق يستدعي تدخلاً فورياً من الاستخبارات المصرية التي كانت راعيةً له، وخصوصاً أن وضع ابنته الصحي آخذ في التدهور بسبب إضرابها.
وكانت هناء قد تعرّضت للضرب من ضابط استخبارات إسرائيلي، عند اقتحام المنزل لاعتقالها، وحُوِّلت إلى الاعتقال الإداري. وأعلنت إضرابها عن الطعام منذ اليوم الأول لاعتقالها، في السادس عشر من شهر شباط الجاري، فيما هدّدتها سلطات الاحتلال بنقلها إلى قسم المعتقلات الجنائيات، وذلك بعد نقلها إلى العزل الانفرادي.
وشدد يحيى على أن ابنته تسير على خطى الشيخ خضر عدنان لنيل حقوقها ووقف سياسة الاعتقال الإداري، مؤكّداً إصرارها وتصميمها على المضي بالإضراب حتى تحقيق مطالبها وحريتها، مناشداً كافة المؤسسات الإنسانية والحقوقية والدول الراعية لاتفاقية شاليط، التدخل لإنقاذ حياة ابنته.
ولا تُعدُّ هناء جديدة على المعتقل، أو قصة الاعتقال الإداري؛ فهي اعتقلت سابقاً لعامين ونصف عام إدارياً، وخاضت معارك طويلة أمام محاكم الاعتقال الإداري، بحيث قضت أطول فترة اعتقال إداري بين النساء في سجون الاحتلال. وها هو الاحتلال يعيد اعتقالها بدون أي أسباب قانونية. والد ووالدة الأسيرة فضلا عدم ترك ابنتهما وحيدة «خاوية الأمعاء»، وقررا الانضمام إلى إضرابها عن الطعام، بحيث دخلا يومهما السادس، مؤكدين استمرار إضرابهما حتى الإفراج عن ابنتهما وإلغاء الاعتقال الإداري الذي يتنافى مع كافة القوانين الدولية، ويعدّ خرقاً واضحاً لما اتفق عليه في صفقة شاليط.
هناء ليست غريبة عن حكايات المقاومة الفلسطينية البطولية، ولم تكن الفتاة الوحيدة التي اعتقلتها قوات الاحتلال من بين أفراد عائلتها في برقين، فقد سبقتها شقيقتها هدى، كذلك اعتقل أشقاؤها قبل ذلك، فيما سقط شقيقها «سامر» شهيداً برصاص الاحتلال.
خيمة اعتصام تضامنية مع هناء أيضاً، نُصبت أمام منزل العائلة في بلدة برقين غربي جنين، بينما دب الحراك في الشارع الذي انتصر لخضر عدنان سريعاً، انتصاراً لهناء، ورفع شعار «لنرفع صوتنا: الحرية لهناء شبلي التي تخوض معركة الأمعاء الخاوية على خطى خضر عدنان وستنتصر»!
وأعلنت العديد من الفاعليات المناصرة لهناء في كافة المدن الفلسطينية، أبرزها اعتصام دوار المنارة وسط مدينة رام الله، بدعوة من القوى الشبابية التي انتصرت لعدنان. نتائج معركة «الأمعاء الخاوية» التي خاضها عدنان ونجح فيها، ولو جزئياً، آخذة في الاتساع؛ فها هم الأسرى الإداريون قد اتخذوا قراراً بمقاطعة محاكم الاعتقال الإداري، التي قد تكون خطوة لإجبار الاحتلال على إلغاء هذه السياسة، وإحراج القضاء الإسرائيلي الذي يعلم بانتهاك حقوق الأسرى ويخالف بذلك القانون الدولي الإنساني.