خبر فن التهرب من الخدمة في الجيش الاسرائيلي -هآرتس

الساعة 09:08 ص|26 فبراير 2012

بقلم: يهودا بن مئير

(المضمون: يجب الابقاء على عدد محدود محدد من الطلاب النجيبين الأفذاذ يعكفون على دراسة التوراة أما سائر الجمهور المتدين فيجب ان يؤدي الخدمة العسكرية الالزامية - المصدر).

        قالت المحكمة العليا قولها، ودونما صلة بالجدل القضائي الآسر بين الأكثرية والأقلية، فانها قضت بقرار تاريخي مناسب وشجاع بأن قانون طال غير دستوري وينبغي ألا يتم إطالته الى ما بعد شهر آب وهو الموعد الذي يزول مفعوله فيه. وهكذا تزول القاعدة القانونية عن سلطة وزير الدفاع لأن يؤجل بلا تحديد تجنيد أكثر أبناء الجمهور الحريدي للجيش الاسرائيلي.

        ينبغي ان نأمل ان تكون هذه نهاية الوضع غير الاخلاقي وغير اليهودي والذي لا يطاق الذي ساد هنا منذ نشأت الدولة وأُعفي بحسبه جمهور كامل بشكل مطلق من حمل عبء الدفاع عن الدولة. ان تسوية معقولة مناسبة أقرها دافيد بن غوريون مع نشوء الدولة وبعد هدم مراكز التوراة في أنحاء اوروبا في المحرقة – والذي قضى بأن يُعفى 400 من طلاب المعاهد الدينية بالفعل من واجب الخدمة العسكرية – قد تم تشويهه على مر السنين وأصبح انعطافة وغولا حينما أُعفي في نطاقه من الخدمة العسكرية في سنة 2011 وحدها نحو من 8 آلاف حريدي، أي نحو من فرقة كاملة.

        ليس صدفة ان القاضيين المتدينين في التشكيلة القضائية كانا بين قضاة الأكثرية وكتبا قرارات معللة ومؤثرة تؤيد الغاء القانون والغاء الاعفاء بالجملة من الخدمة العسكرية للوسط الحريدي. والحديث عن طالبين حكيمين من خريجي المعاهد الدينية يعرفان جيدا قيمة دراسة التوراة. وبرغم ذلك – وربما بسبب ذلك خاصة – خلصا الى الاستنتاج الذي خلصا اليه.

        ان المصطلح الأساسي في قرار الحكم التاريخي هذا هو مصطلح التناسب. فقد أكدت الرئيسة دوريت بينيش ان القانون محكوم عليه ان يُلغى لا لأنه مُضر بالمساواة فقط بل لأنه يُضر بها على نحو غير تناسبي بالأساس، وهذا في الحقيقة هو الامر كله. ان دراسة التوراة هي في الحقيقة قيمة مركزية في اليهودية ويجب ان نضمن ان يكون في المدارس الدينية دائما طلاب أذكياء يدرسون التوراة ويشتغلون بها. لكنه منذ أُنزلت التوراة لم يكن في تاريخ الشعب اليهودي ظاهرة كهذه حيث جلس جمهور كامل ووسط كامل لدراسة التوراة فقط – لا في عصر الهيكل الاول ولا في عصر الهيكل الثاني ولا في بابل ولا في اوروبا ولا في شمال افريقيا. فليس هذا هو مثال توراة اسرائيل.

        ان فضل دراسة التوراة يساعد الجيش الاسرائيلي حقا على الانتصار في الحرب، لكن جنود الجيش الاسرائيلي هم الذين يحسمون المعركة، وهذا ما كان منذ أيام يوشع بن نون الى اليوم. ان موقف الحريديين الذي يقول بأنه يجب تمكين كل من أراد دراسة التوراة، بلا قيد من ان يُعفى من الخدمة العسكرية وألا يعمل مصاب بالنفاق والخداع. فالحريديون يأملون وضعا يتوب فيه شعب اسرائيل كله، فماذا سنفعل آنئذ أنقعد ونطلب الى الامريكيين ان يدافعوا عنا؟ شعب اسرائيل مُحتاج الى طلاب أذكياء لكنهم كانوا دائما أفذاذا قليلين لا 72 ألف شخص.

        هناك امكانية لتسوية خاصة يُمكّنون بحسبها في كل سنة عددا محدودا محددا من الأفذاذ يشتغلون بالتوراة من ان يعكفوا على دراسة التوراة. وفيما عدا هذا يجب على كل شاب فاضل ان يُجند نفسه، فهذا مبدأ مقدس.

        هناك من يزعمون ان الحريديين لن يُجندوا للجيش الاسرائيلي أصلا. وقد يكون هذا صحيحا، لكنهم يملكون اليوم شرعية عدم الخدمة وهذه الشرعية عار في جبين المجتمع الاسرائيلي. غدا حينما يلزمهم القانون بالخدمة – حتى من غير ارسال رجال شرطة – سيحمل كل من لا يُجند فوق جبينه علامة العار وتعامله الدولة بحسب ذلك وبكل ما يحمل ذلك من معنى.