خبر أسطورة خضر عدنان.. إياد القرا

الساعة 08:37 م|24 فبراير 2012

يقدم الشيخ خضر عدنان نموذجاً فريداً من الصمود الفلسطيني خاصة في ملف الأسرى وصمودهم الأسطوري ضد الإجراءات التعسفية التي يمارسها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، بأن كسر الرقم القياسي في مدة الإضراب عن الطعام والصمود في كافة أشكال الابتزاز الإسرائيلي لكسر إضرابه.
الإعلان الصادر عن المعتقلين الإداريين في سجون الاحتلال بعدم الذهاب للمحاكم الإسرائيلية أو الامتثال أمامها هو نتاج طبيعي للصمود الأسطوري للشيخ عدنان الذي أراد أن يوصل رسالة واضحة للاحتلال أن ملف الاعتقال الاداري يجب أن يطوى؛ لأنه أداة للموت البطيء يستخدمها الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
النضال الذي خاضه الشيخ عدنان هو استمرار لملف التضحيات الفلسطينية فيما يتعلق بصمود الأسرى في سجون الاحتلال، فقد أثار القضية فلسطينياً وعربيًا ودولياً، وأكد أن ملف الأسرى هو إحدى أهم القضايا الفاعلة على الساحة الفلسطينية وأن محاولات الاحتلال تجاهل ملف الأسرى، في أعقاب إنجاح صفقة الأسرى، هي محاولات أفشلها الشيخ خضر عدنان.
الملف الفلسطيني الأكثر إيلاماً في ملف الأسرى بسجون الاحتلال هو ملف الأسرى المعزولين في سجون الاحتلال، وعلى رأسهم الأسير الفلسطيني حسن سلامة، الذي يعاني من العزل الانفرادي منذ عشر سنوات بشكل متواصل، وسبقها لفترات متقطعة، وهو الأسير الفلسطيني المحكوم عليه بـ48 مؤبدا و35 سنة ومعتقل منذ 16 عاماً بعد تسليمه على يد الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية.
الأسير حسن سلامة أرسل رسالة من سجنه يتضامن فيها مع الأسير خضر عدنان، بعد تسع رسائل مؤلمة سربها سلامة من أسره تصف واقعه في الأسر الذي تحول إلى قبر يعيش فيها ويتشبث بالأمل بالإفراج عنه، حيث هناك عزلة فردية يصفها سلامة بالأقرب إلى الموت البطيء وحالة الجنون التي سبقت إلى أحد زملائه في الزنازين الانفرادية.
العزل الانفرادي الذي يعيشه حسن سلامة هو جزء من سياسة العزل ضد العديد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، يعيش الأسير منفرًا دون أن يكلم إنساً لمدة تصل إلى 10 سنوات، ليجسد أقبح صورة للاحتلال الإسرائيلي وعنصريته وساديته ضد الفلسطينيين.
ملف الأسرى من الملفات الأكثر إيلاماً دوماً لارتباطه بشكل مباشر ومتواصل بالنضال الفلسطيني والمحاولات الفلسطينية لإثارة الملف باستمرار، سواء من خلال سياسة أسر الجنود التي تسعى لها فصائل المقاومة باستمرار، وهي الوسيلة الأقوى لإجبار الاحتلال على الخضوع والاستسلام