خبر السيد نصر الله يرد على تهديدات نتانياهو بتدمير لبنان

الساعة 04:07 م|24 فبراير 2012

وكالات

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على أن ما يسمى سياسة النأي بالنفس والتي تهدف إلى تأمين استمرارية الحكومة اللبنانية الحالية، لا يجب أن تكون حجة لعدم عمل الحكومة على إنجاز الكثير من الملفات ومنها ملف النفط. وفي خطاب ألقاه بمناسبة ذكرى القادة الشهداء وأسبوع والد سيد الشهداء السيد عباس الموسوي، لفت نصرالله إلى خطورة المشروع الأميركي الإسرائيلي الذي يعمل حالياً على إشاعة الفوضى في المنطقة التي تمرّ بظروف حساسة. كما وضع نصرالله كلام نتنياهو عن توجيه ضربة للبنان في إطار الحرب النفسية.

كما تطرق نصرالله إلى الوضع الداخلي اللبناني قائلاً إن "حكاية النأي بالنفس تسوية معمول بها لتستمر الحكومة، وإلا أين النأي بالنفس؟ يجب أن نعي ونلتفت الى ما يجري في المنطقة، بناء عليه ما زلنا على نفس القناعات السابقة".

وفي سياق خطابه، شدد نصرالله أنه "في مثل هذا الوضع الموجود في هذه المنطقة ومن موقع أولوية مواجهة التهديد الإسرائيلي، يجب أن نكون حريصين على الإستقرار الأمني والسياسي في لبنان، فمن يريدون أخذ العراق وسورية الى حرب أهلية أو ليبيا الى حرب قبلية، هؤلاء مصممون على نشر الفوضى في المنطقة ومنها لبنان، وبالتالي ما يساعد على الفتنة أو يدفع إليها يجب تجنبه في القول والعمل". وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، رأى نصرالله أن " كلنا يستطيع أن يعبر عن موقفه من الأحداث في سورية، دون أن يلجأ الى لغة التحريض لأنه يجب إبعاد لبنان عن هذا الأمر".

لكن نصرالله شدد على أن هدف الحفاظ على الحكومة الحالية "لا يجوز أن يكون حجة لدى مكونات الحكومة لعدم رفع مستوى الإنتاجية، عندما تتحمل حكومة مسؤولية البلد أمنياً سياسياً اقتصادياً وإدارياً ، يجب أن تكون فاعلة".

وعلّق الأمين العام لحزب الله على ما تقوله جماعة 14 آذار عن أن الحكومة الحالية هي حكومة حزب الله، مشيراً إلى أن هذا "كلام غير صحيح، لكن سموها كذلك لتحريض الأميركيين والاسرائيليين عليها ولكي تقاطعها الدول العربية ، نحن في هذه الحكومة أكثر المكونات تواضعاً، لكننا نبذل كل جهد ونؤجل ملفات لمصلحة بقاء الحكومة واستمرارها".

هذا ودعا نصرالله إلى "ضرورة أن تتابع الحكومة ملف النفط وغيره من الملفات، يجب استفادة لبنان من ثروته النفطية".

وحذّر نصرالله من "الشائعات التي تقول إن عناصر حزب الله وحماس هم من أطلقوا النار على المتظاهرين في مصر، إضافة إلى ما  تقوله أميركا عن أن حزب الله يقيم قواعد في أفريقيا وأذربيجان،  يجب أن لا نتأثر بما يقال على هذا الصعيد ونحترم كل هذه الشعوب ولا نتدخل بمواقف الآخرين".

 وبالنسبة لما يجري في سورية، أوضح نصرالله أن "هناك طرفان يتقاتلان، ولكن لنرى من يرفض أي حوار ومن الذي يدفع باتجاه المزيد من القتال. لا حزب الناتو ولا اميركا مستعدون لإرسال قوات الى سورية، لكنهم يحرضون ويرسلون سلاح لإيصاد الأبواب أمام أي حل سياسي كما يجري في البحرين والقطيف والعوامية".

وقال نصرالله إنه "بالأمس سمعنا كلاماً نُقل عن نتانياهو يهدد بضرب لبنان وتدميره وينكر وجود لبنان، وسواء قال نتنياهو هذا الكلام أم لم يقله فهو منسجم مع العقلية الإسرائيلية التي تقوم على مبدأ شطب الآخرين وتدمير الآخرين وإلغائهم. يجب أن نذكر بهذا العدو وعقليته ومخاطره"، مشيراً إلى أنه "في فلسطين يستمر هذا العدو بالسيطرة على الأراضي الفلسطينية وقتل الفلسطينيين والإحتفاظ بآلاف الأسرى في ظروف قاسية، إضافة إلى الإعتداء على حرمة المقدسات المسيحية والإسلامية".

وقال السيد نصرالله "نحن تعلمنا أن لا نخاف لا من نتانياهو ولا باراك ولا اولمرت ولا حالوتس، فليهددوا بما شاؤوا، في الماضي عندما كانت اسرائيل في عيون الناس جبارة كانت لا تخفينا فكيف اليوم؟".

وتوجه نصرالله إلى السيد عباس قائلاً إن "العشرات صاروا عشرات الآلاف الذين يحملون عزمك ودمك وتصميمك على صنع النصر لهذا البلد، هذه التصريحات جزء من حرب نفسية ونحن أيضاً نخوض حرب نفسية مع العدو".

في الوقت عينه، أوضح نصرالله أنه "في مواجهة هذا النوع من التهديد يجب أن نكون يقيظين لما يجري حولنا داخل الكيان وفي منطقتنا وبلدنا، المنطقة تمرّ بمرحلة حساسة، لا أحد يستطيع التعاطي مع موضوع لبنان بأنه جزيرة. نحن جزء من هذه المنطقة ودولها وأمننا من أمن المنطقة وما يُخطط للمنطقة يخطط لبلدنا".

المشروع الأميركي الإسرائيلي يسعى إلى إشاعة الفوضى في المنطقة التي تمرّ حالياَ بظروف حساسة

وأشار السيد نصرالله في معرض حديثه إلى الوضع في العراق قائلاً "أمس حصلت تفجيرات في بغداد، هذا الامر ليس جديداً وإذا أحصينا عدد العراقيين الذين قتلوا بالسيارات المفخخة والتفجيرات الانتحارية سنجد مئات الآلاف من القتلى عدا القتلى برصاص الإحتلال، من أجل أي شيء؟ من يريد تدمير العراق؟ العراق لو أتيح له أن ينهض سيكون دولة قوية، لا يريد الإسرائيليون عراقاً من هذا النوع".

 وأضاف الأمين العام لحزب الله أنه عند عجز المشروع الأميركي الإسرائيلي عن السيطرة على السلطة في بلد ما، يسعى هذا المشروع إلى العمل على تدمير هذا البلد وإشاعة الفوضى فيه، وذلك في إشارة إلى أن "هناك اختراقاً كبيراً جداً لمجموعات تكفيرية من قبل أجهزة المخابرات الأميركية والاسرائيلية، عندما نذهب الى باكستان والقتل كل يوم وعندما نذهب الى الصومال، والآن ما يحدث في العالم العربي من قتل هنا وهناك ".

ولفت نصرالله إلى أنه "يجب أن نفتش عن هذا العقل الإسرائيلي الذي يقف خلف الكثير من الممارسات في العالم، على سبيل المثال حرق المصاحف سواء في أميركا أو في افغانستان وعندما تظاهر الناس احتجاجاً اُطلق النار عليهم وسقط عشرات الشهداء".

كما أكد نصرالله على ضرورة أن نكون "نحن كمسلمين حذرين عندما ندافع عن أنبيائنا، على أن لا نمس أنبياء الآخرين، ويجب أن نفتش عن الأيادي الاسرائيلية في الفوضى بمنطقتنا".

من جهة ثانية، أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنه "بهذه المقاومة حررنا أرضنا عام 2000 واستعدنا أسرانا وحققنا لشعبنا الأمن والإستقرار والطمأننية وحطمنا أخطر المشاريع الأميركية والإسرائيلية خصوصاً عام 2006، ومشروع الشرق الأوسط الجديد الذي كان يهدف إلى تقسيم المنطقة على أساس تفجيري وتدميري لتبقى اسرائيل الدولة الأقوى، وبهذه المقاومة حمينا بلدنا ونحمي بلدنا ونواجه كل التحديات".

وأشار نصر الله إلى أنه "يجب أن نحفظ لهؤلاء الكبار فضلهم العظيم ونحن عندما نحيي ذكراهم نتذكر فضلهم ويجب أن ندرك أهمية وعظمة وخطورة الأمانة التي خلفوها في عهدتنا جميعاً وهي أمانة المقاومة التي عاشوا واستشهدوا من أجلها".

 وقال نصرالله إن والد السيد عباس الموسوي "لأكثر من مرة كان يطلب مني أن يقاتل ويقاوم ليستشهد، كان يشعر أنه يريد القيام بشيء للمقاومة، السيد علي كان صلباً في التزامه بالدفاع عن المقاومة ولم تكن لديه أي توقعات أو طلبات، كان حاضراً دائماً ليقدم مصلحة المقاومة على أي اعتبار آخر".