خبر لن يظل حسنا الى الأبد -يديعوت

الساعة 11:04 ص|23 فبراير 2012

بقلم: غي بخور

حينما تتهاوى ايران ويسقط الاسد يخسر حزب الله ايضا سموّه. فقد انتهت أيام نشوة القوة. والمحور الشيعي يحارب عن حياته وأصبح حزب الله منظمة مكروهة في العالم العربي. ان من يستثمر أسهمه في رئيس سوريا الذي يذبح بلا رحمة يتحطم معه ايضا. ويجب ألا نتأثر بخطب الامين العام حسن نصر الله وهي خطب تكاد تكون هزلية، تصف المنظمة بأنها مستقرة وقوية. هل يعتقد حقا ان الرأي العام في اسرائيل يصدق تصريحاته كما صدقها في الماضي؟.

أخذ يجف أنبوب الاوكسجين الاقتصادي الذي جاء من ايران وأبقى حزب الله حيا. فايران مهددة اقتصاديا بعقوبات اقتصادية مُشلة، ونظامها في حالة دفاع عن نفسه وليس لها مال لمغامرات في الجبهة اللبنانية، ومعنى هذا انه ليس لحزب الله مال يدفع الأجور وينفق على المشروعات. بل ان أسهمه تتهاوى في السياق الشيعي في لبنان، فالمواطنون الشيعة في لبنان يقلقهم الدعم من طرف واحد الذي يمنحه نصر الله للاسد لأنهم يعلمون أنهم قد يُحاسَبون بعد ذلك. وماذا سيحدث للمنظمة ولهم اذا سقط النظام في ايران؟.

ان حزب الله قلق وجوديا من سقوط حلفائه وكذلك ايضا من محكمة قتل رفيق الحريري، وهو يتعرض لانتقاد شديد من الرأي العام وفي السياسة اللبنانية. ولهذا أعلن نصر الله أنه غير ملزم ان ينفذ أوامر من ايران. انه يريد إظهار الأصالة، فقد بين الامين العام لحزب الله قائلا: "ايران لا تقودنا". وأضاف: "حتى لو وقع هجوم على المنشآت الذرية في طهران فلن تطلب ايران منا شيئا وهي لا تتوقع شيئا. وحينما يحين الوقت سنفكر ونقرر بأنفسنا أي الخطوات نتخذ".

في هذا الكلام شيء من الصدق. فقد كان حزب الله دائما مخلوقا ذا رأسين – أحدهما ايراني والآخر لبناني داخلي، وكان أحد الرأسين احيانا معارض في مصالحه للرأس الثاني، مثلا في 2006 حينما تجرأ نصر الله على الخروج لمحاربة اسرائيل من غير طلب إذن ايران. ولم ينسوا له هذا.

حينما يشمون في لبنان ضعف حزب الله، تكثر الاصوات التي تدعو المنظمة الى التجرد من سلاحها. فحزب الله هو العصابة المسلحة الوحيدة التي تمت الموافقة على ان تعمل في لبنان، وتحاول المنظمة ان تعرض نفسها على أنها منظمة وطنية تدفع اسرائيل عن لبنان لا على أنها دمية ايرانية. لكن ليس لهذا الزعم أساس ايضا لأنه لا توجد مواجهة بين لبنان واسرائيل، ولهذا فلا حاجة الى جيش حقيقي – مع عشرات آلاف الصواريخ – للدفاع عن لبنان في ظاهر الامر. والمنظمة التي تعرض نفسها خاصة على أنها تحمي لبنان هي التهديد المركزي له، فهي نفسها سبب الصراع.

هل يهاجم حزب الله اسرائيل في هذا الوقت؟ يستطيع حزب الله ان يفعل هذا، لكنه يعلم أنه سيكون انتحارا وأنه لن يجلب له نفعا ولا للاسد ولا لايران. ولن ينصرف انتباه المتمردين في سوريا أو العالم عن ايران نتاج هذا الهجوم، بالعكس: ان الضغط على هاتين الجهتين سيزداد فقط. ولا يتوقع ان تكتفي اسرائيل في هذه المرة باضعاف حزب الله كما حدث في 2006، فهي ستطمح هذه المرة الى القضاء عليه اذا هاجمها.

وما يزال من المريح لاسرائيل ان يسيطر نصر الله وجيشه على جنوب لبنان. فحزب الله الشيعي يحافظ على استقرار جنوب لبنان ويمنع جبهات سرية سنية – كالقاعدة والجهاد العالمي – ان تعمل هناك، ويمنع ايضا منظمات الارهاب الفلسطينية ان تصل الى حدود اسرائيل. وما يزال الشيعة يتذكرون كيف كان مسؤولو م.ت.ف الكبار ينكلون بهم في جنوب لبنان قبل 1982 حينما طردتهم اسرائيل آنذاك.

اسرائيل غير مهتمة بالتدخل على أي نحو من الأنحاء لا في لبنان ولا في سوريا. فمشكلات حزب الله مع السنيين في الشرق الاوسط ومع سوريا الجديدة هي مشكلته ويجب ان يبقى الامر كذلك.