خبر الأم العاملة.. هل هي فاشلة أسرياً؟

الساعة 12:01 م|22 فبراير 2012

غزة (خاص)

كانت المرأة ولا تزال شريكة الرجل ورفيقة دربه في المشوار الطويل، تناضل و تكافح معه، كل يقوم بواجبه، والاثنان يجدان ويكدحان ليحصلا على المادة الضرورية لبناء الحياة الاجتماعية، و مع ازدياد الأوضاع الاقتصادية سوءً في مجتمعنا أصبح عمل المرأة أمراً ملحاً، حتى أصبح أول ما يفكر به الشباب  الذين يرغبون في الزواج

و لكن تبقى هناك نقطة بالغة الأهمية ، وتحتاج منا إلى مراجعة دقيقة، و تفكر عميق، و هي الأثر الذي يتركه عمل المرأة في تربية الأولاد ان كان سلباً أو ايجاباً

كثيرة هي الأسر المترابطة والمتكاملة التي أنتجت أبناء على مستوى عال من التربية والتعليم وتكون الأم في تلك الأسرة غير عاملة أو غير متعلمة أصلا ، و يرى مختصون أن المسؤولية في ذلك تقع على عاتق الأم سيما و أنها اللبنة الأساس في بناء الأسرة

كما أن هناك الكثير من الأمهات العاملات اللاتي استطعن الحفاظ على التوازن بين الطرفين (العمل و الأسرة) بل وكانت الأسرة هي مشجعها الأول في تحقيق نجاحاتها العملية، و العكس صحيح أيضاً

وكالة فلسطين اليوم الإخبارية طرحت هذه القضية في نقاشات استمعت خلالها لعدة آراء من الجنسين (الرجال و النساء) حيث رأى البعض بأن عمل المرأة يترك أثرا واضحاً في تربية الأبناء و الأسرة بمجملها، فيما رأى آخرون بأن الأسرة هي التي تصنع أمهات عاملات يتحملن مسؤوليات و أعباء الحياة و يحققن توازناً بين العمل و الأسرة ، و في نفس الوقت هناك من رأى أن هناك من العاملات من تناست الدنيا بما فيها مقابل نجاحها العملي حتى ولو كان على حساب اعز الناس و للأسف فإنها تدرك ذلك متأخرة... وتسال لماذا حدث معي هذا!!

لطيفة أبو الحج، و تعمل مدرسة قالت : "ليس كل الأمهات العاملات فاشلات في أسرهن، وليس كل ربات البيوت ناجحات أسريا، مشيرة إلى أن المرأة الواعية بأمور حياتها والقادرة على تحمل مسؤولياتها هي التي تعرف كيف تنظم حياتها بشكل عام لتحقيق المثالية"

و رأت أن هناك الكثير من النساء اللاتي نجحن في تهيئة مناخ اسري دافئ و نجحن في تربية أبنائهن أحسن تربية، و في مقابل ذلك هناك الكثير العاطلات عن العمل فشلن في الحفاظ على أسرهن وتربية أبنائهن

و اتفق خالد مع أبو الحج فيما قالت، و أوضح بأن عمل المرأة و إن أصبح أمراً ضرورياً لمواجهة متطلبات الحياة، إلا أنه لا يشكل بالضرورة مشكلة لدى الأسرة إذا ما أحسنت المرأة موائمة و تقسيم وقتها تقسيماً دقيقاً بحيث تعطي عملها حقه و بيتها وأسرتها حقهم، دون أن يؤثر كل منهما على الآخر

و قال: "المرأة الموظفة تضحي براحتها من أجل زوجها وأبنائها فهي تعمل وتأتي من العمل منهكة ومتعبة فتفضل البقاء مع أبنائها والقيام بشوؤن بيتها وزوجها على أن ترتاح قليلاً وتحاول أن تعوضهم عن النقص الموجود في حياتهم وذلك لغيابها عنهم ما يقارب السبع ساعات يومياً"

ولكنه أكد على أهمية دور الزوج المتعاون والمقدر لمجهود زوجته العاملة، فيحاول مساعدتها والأخذ بيدها ليعبروا بمركب الحياة إلى بر الأمان

بدورها رأت منى صيدم، حاصلة على بكالوريوس لغة انجليزية بأن الأم العاملة فاشلة اسريا و اجتماعياً و في مختلف نواحي الحياة

و بررت منى ذلك بالقول: إذا كانت نصف ساعات اليوم تضيع من المرأة بين الاستعداد للذهاب إلى العمل و إنهاء ساعات العمل و من ثم العودة إلى البيت لتقوم بترتيبه و إعداد طعام أبنائها ثم تذهب لتنام ما لا يقل عن 8 ساعات.. فكم تبقى من وقتها لمراجعة دروس أبنائها أو رعايتهم أو القيام بواجبات زوجها؟ او القيام بزيارة قريب او مريض ...

و من جهتها أوضحت الأستاذة مريم طبيل، أخصائية الإرشاد العائلي بأن نجاح المرأة في عملها و أسرتها هو بالأساس توفيق من الله عز و جل قبل أي شيء، إلا أنها أكدت بأن عمل المرأة لا يمكن بأي حال من الأحوال عائق أمام المرأة لرعاية أسرتها و أبنائها

و قالت طبيل لمراسلة وكالة فلسطين اليوم الإخبارية بأنها تختلف كلياً في رأيها مع من يقول ان المرأة العاملة فاشلة في مجتمعها و أسرتها، مشيرة إلى أن هناك الكثير من النماذج المشرفة في مجتمعنا من النساء العاملات و مشهود لهن بحرصهن على النجاح في كلا الاتجاهين، مؤكدة ان المرأة أيضا تحتاج لمساندة من الأسرة ذاتها و من زوجها لان يتحمل كل منهم مسؤولياته و الشعور بالمسؤولية تجاه هذه التضحية التي تقدمها المرأة من أجلهم

و دللت طبيل على ذلك بالقول: "كموظفة في احد المدارس أرى أن المرأة العاملة تحرص على أبنائها حرصاً أكثر مما تقوم به كثير من النساء العاطلات، حتى عندما نرسل لهم لمتابعة أبنائهم في المدارس لا يعطون أي إتمام لذلك، و هذا ان دل فإنه يدل على أن لكل قاعدة شواذ، أي أنه ليست كل مرأة عاملة فاشلة اسرياً و ليست كل مرأة عاطلة ناجحة اسريا"