خبر مفارقة تأييد نتنياهو -هآرتس

الساعة 09:33 ص|22 فبراير 2012

 

مفارقة تأييد نتنياهو -هآرتس

بقلم: غابي شيفر

(المضمون: برغم ان استطلاعات الرأي التي تجري في اسرائيل تُبين عدم رضى الاكثرية الغالبة من الجمهور الاسرائيلي عن أداء حكومة نتنياهو فانها تُبين في نفس الوقت ان الليكود سيحصل في الانتخابات القادمة على 30 مقعدا - المصدر).

        ان الكلام والاستعداد العملي للانتخابات القادمة التي ربما يُقدم موعدها، يتصلان اتصالا لا ينفصم بمفارقة اجتماعية سياسية عميقة مقلقة يفصح عنها الفرق بين ما يعتقده أكثر الاسرائيليين في أداء الحكومة الحالية في مجالات مختلفة وبين مواقفهم المعلنة من التصويت في الانتخابات لو أنها أُجريت الآن.

        وُجد في استطلاع "مقياس السلام في كانون الثاني 2012"، الذي أجراه افرايم ياعر وتمار هيرمان أنه في رأس قائمة الامور التي يعتقد الجمهور الاسرائيلي ان على الحكومة ان تعالجها تضييق الفروق الاجتماعية الاقتصادية وتحته كثيرا تعزيز الوضع الامني.

        ووجد ايضا ان أكثرية كبيرة جدا من الاسرائيليين اليهود يعتقدون ان حكومة بنيامين نتنياهو لن تنفذ أكثر توصيات لجنة تريختنبرغ، ويؤيدون تجديد الاحتجاج الاجتماعي.

        وتعتقد الاكثرية ايضا، ان ضرر حكومة نتنياهو في المجالات الاجتماعية والاقتصادية أكثر من نفعها. وتعتقد أكثرية أصغر ان الحكومة لا تفعل شيئا في مجال مكافحة الفساد. ويعتقد أكثر الجمهور في الشؤون الامنية ان وضعنا جيد.

        برغم عدم الثقة الواضح بالحكومة في كل ما يتعلق بالامور الاجتماعية الاقتصادية، تُبين استطلاعات الرأي انه لو أُجريت الانتخابات الآن وحصل الليكود على 30 مقعدا في الكنيست، ولحصل العمل وهو الثاني في كبره بحسب هذه الاستطلاعات، على 16 مقعدا وبعده الحزبان "الخاصان" ليئير لبيد وافيغدور ليبرمان.

        اذا كان الامر كذلك فان أكثر ذوي حق الاقتراع اليهود ينوون التصويت لليكود برغم أنهم يعتقدون ان الحكومة التي يرأسها اليوم تسبب أضرارا اجتماعية واقتصادية. وهي ايضا الحكومة التي تعارض السلام مع الفلسطينيين وتزيد بذلك احتمال مواجهة عنيفة معهم، وتفرط في الحديث عن الخطر الوجودي من قبل ايران وتفكر في قصف المفاعلات الذرية هناك وتزيد على ميزانية الامن أكثر فأكثر، على حساب ميزانيات قد تساعد على حل المشكلات الاقتصادية الاجتماعية.

        يمكن ان يخطر ببالنا عدد من الاسباب الممكنة لهذه المفارقة أولها اجراءات الخصخصة الشخصية و"القبلية" (وبخاصة الدينية والحريدية) في المجتمع الاسرائيلي. فبرغم الانفجار المبارك للاحتجاج الاجتماعي في الصيف، وهو احتجاج قد ينفجر مرة اخرى، فان أكثر الاسرائيليين غارقون في شؤونهم الشخصية والعائلية ولهذا لا ينتبهون الى الحقيقة الأساسية وهي ان حكومات الليكود (وتلك التي تم تأليفها من الليكود والعمل معا ايضا) منذ ايام مناحيم بيغن حتى ايامنا، هي التي سببت احداث الفروق الاقتصادية الكبيرة والوضع الاجتماعي – الاقتصادي الصعب في اسرائيل.

        هناك سبب ممكن للمفارقة آخر وهو الوضع الهابط لاحزاب اليسار واحزاب المركز – اليسار. فهي لا تعرض تصورات وبرامج حزبية تشهد باختلاف حقيقي بينها وبين احزاب اليمين والمركز – اليمين وتجذب الجمهور اليها.

        وسبب ثالث هو الايمان بأن حكومة جديدة برئاسة نتنياهو تستطيع ان تعمل جيدا في المجال الامني (في حين ان حكومة كهذه قد تجر اسرائيل بالفعل الى اوضاع امنية صعبة). والسبب الرابع هو الايمان المخطوء بزعامة القادة وبخاصة زعامة نتنياهو. والحقيقة هي ان قدرات أكثر قادة اسرائيل اليوم ومنهم نتنياهو ايضا، بعيدة جدا عن قدرات دافيد بن غوريون وبيغن اللذين صاغا (لأحسن ولاسوأ ايضا) المجتمع الاسرائيلي.

        ما الذي يجب على الاسرائيليين فعله؟ عليهم ان يعرفوا بوجود هذه المفارقة وان يتحرروا منها وان يطلبوا من جميع رؤساء الاحزاب ان يوضحوا على نحو دقيق ما هي مواقفهم من جميع الشؤون الحيوية وفي مقدمتها ما يتعلق بالوضع الاجتماعي الاقتصادي وبالوضع الامني. وينبغي ايضا طلب نقاء الكفين من جميع الساسة الكبار.