خبر تقرير: 5000 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى خلال العام 2011

الساعة 06:13 ص|22 فبراير 2012

القدس المحتلة

قالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث ان المسجد الأقصى تعرّض إلى نحو 150 اعتداء وانتهاك مركزي خلال العام الماضي ، تنوعت ما بين اعتداء وانتهاك عيني ميداني وقع بشكل ملموس ، وبين مخططات تهدد وتُعرّض المسجد الأقصى لخطر آني او مستقبلي قريب او بعيد ، بالإضافة الى رصد التصريحات التي تشكل نوعاً من أنواع الحث الاحتلالي على إيقاع الأذى بالمسجد الأقصى المبارك .

 

وأشارت في تقرير الى أن نحو 5000 شخصٍ من المستوطنين والجماعات اليهودية اقتحموا المسجد الأقصى خلال العام 2011 ، ترافقت اقتحاماتهم مع تأدية شعائر وصلوات دينية يهودية وأخرى تلمودية داخل الأقصى بشكل علني وأخرى بشكل مخفي ، منها إدخال وحمل سفر " التوراة" او أجزاء منه الى الأقصى .

 

وقالت"وبرز تصعيد في وتيرة اقتحامات مجموعات من المخابرات الإسرائيلية والشخصيات السياسية والرسمية الاحتلالية الإسرائيلية ، في حين اقتحم الأقصى نحو 200 الف سائح أجنبي لم يخلو وجودهم من مظاهر انتهاك حرمة الأقصى من بينها دخولهم إليه بلباس فاضح ، وفي المقابل شهد المسجد الأقصى حملة من التشديد والتواجد العسكري والتضييق غير المسبوق على المسلمين الوافدين إليه ، وتنفيذ ممارسات يراد منها تقليل الوجود الإسلامي المتواصل في الأقصى كأوامر المنع وتحديد الأجيال ، وعبر عزله عن امتداده الفلسطيني ، حيث حرم الاحتلال نحو 3,7 مليون فلسطيني من اهل الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول الى مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك ، يُضاف إليه التدخل الاحتلالي بصلاحيات الأوقاف الإسلامية بالقدس ومنعها من تنفيذ مشاريع الصيانة والإعمار اللازمة والضرورية".

 

وتابعت" وبالتوازي مع ذلك كثرت ونشطت فعاليات المنظمات اليهودية الداعية الى تسريع بناء الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى ، معتبرين ان الوجود اليهودي شبه اليومي في الأقصى واداء الصلوات اليهودية فيه ، هو الخطوة الأولى في تنفيذ مخطط تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود ، وواضعين ذلك انه المقدمة الميدانية لإقامة الهيكل المزعوم ، يُضاف إليه ما حوّله الاحتلال من مواقع في محيط المسجد الأقصى الى مرافق " للهيكل " ، كما حصل في قصور الخلافة الأموية ،جنوب المسجد الأقصى".

 

وأظهر التقرير التوثيقي السنوي ان العام 2011 شهد حملة حفريات وتفريغات ترابية وإنشاء أنفاق طويلة ومتشابكة أسفل وفي محيط المسجد الأقصى من جميع الجهات ، حيث يسعى الاحتلال الى تحقيق وجود شبكة من الأنفاق والفراغات الأرضية تصل أطوالها بشكل تراكمي الى نحو 3000م ، يتخللها كنس يهودية ومراكز تهويدية .

 

وقالت" ما ميّز هذا العام عن غيره هو المبادرة الى الإعلان والإشهار لهذه الحفريات والأنفاق ، التي كانت تأخذ طابع السرية بشكل عام ، ولعل أخطر وأبرز ما في هذا المحور هو اعتراف الاحتلال بشكل شبه رسمي عبر أذرعه التنفيذية والإعلامية عن وصول هذه الحفريات الى أساسات المسجد الأقصى المبارك ، خاصة في الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الاقصى ، في حين تعمّد الاحتلال أكثر من ذي قبل الحديث عن كشوفات أثرية خلال عمليات الحفريات ادعى – زوراً وباطلاً - انها من الموجودات الأثرية خلال فترة الهيكل الاول والثاني المزعومين ".

 

وأضافت"اما المحور الثالث الذي ركزّ الاحتلال العمل على تنفيذه خلال العام 2011 ، بسرعة قياسية غير معهودة ، هي محور تهويد محيط المسجد الأقصى المبارك ، ولعل أبرزه هو مخطط التهويد الشامل لمنطقة البراق ، وكان ملف " استكمال هدم طريق باب المغاربة وبناء جسر عسكري يوصل الى الأقصى" هو الملف الاسخن هذا العام ، خاصة في نهايته ، حيث وصل الامر الى نقطة الحسم النهائية نحو التنفيذ الفعلي ، لكن لطف الله أولا وآخراً ، ثم أجواء ومناخات الربيع العربي- الاسلامي حالت دون ذلك ودفعت في اللحظات الاخيرة رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو الى التدخل لمنع او تأجيل التنفيذ الى وقت اخر".

 

وتابعت" كما وعمل الاحتلال على تحويل المحيط الأقرب للمسجد الأقصى ثم الأبعد الى حدائق توراتية ومسارات ومرافق تلمودية تطوق الاقصى من جهاته الأربع ، يُضاف اليها البدء بأعمال تمهيدية والمصادقة النهائية او شبه النهائية على مشروعات لزرع محيط الأقصى بأبنية ومراكز تهويدية واستيطانية تحت مسمى "مراكز تجارية وسياحية " ، خاصة في منطقة سلوان جنوب المسجد الاقصى ، وكذلك تكثيف النشاط الاستيطاني حول المسجد الاقصى ، وفي المناطق المطلة عليه ، كان أبرزها افتتاح وحدات جديدة في "مستوطنة هار هزيتيم " المقامة على حي راس العامود الفلسطيني ، كما عمل الاحتلال على تهويد المعالم والآثار الإسلامية والعربية تحت مسمى "مشاريع الترميم" ، خاصة في سور القدس الإسلامي العربي التاريخي ".

 

واشارت الى انه "من أجل تنفيذ ناجع لممارسات الاحتلال واعتداءاته وانتهاكاته ومخططاته ، ظهر جلياً الدعم المالي الاحتلالي والإعلامي غير المحدود بل والمتعاظم وعلى أعلى المستويات السياسية والرسمية من اجل تحقيق وتسجيل النقاط التراكمية في تحقيق أحلام المشروع الصهيوني" .

 

وذكرت انه "في المقابل فإن اهل القدس الشريف وأهل الداخل الفلسطيني شكلوا بتفرد رأس حربة للدفاع والحفاظ على المسجد الأقصى المبارك ، عبر تنفيذ إستراتيجية واقعية مفادها ان المدّ البشري ورفد المسجد الأقصى المبارك بأكبر عدد من المصلين هو صمام الامان لحفظ المسجد الاقصى ، وان "مشروع مسيرة البيارق" التي ترعاه "مؤسسة البيارق لإحياء المسجد الاقصى المبارك" و"مشروع إحياء مسطاب العلم في المسجد الأقصى" الذي ترعاه "مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات" والمشاريع الإعلامية و"مشروع إفطار الصائم في الأقصى المبارك ، التي ترعاها "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" ، أهم هذه المشاريع المناصرة للمسجد الأقصى ، وشكل شهر رمضان وايام الجمعة رافعة قوية لرفد الأقصى بعشرات ومئات الآلاف ، وكان اهل القدس والداخل هم الداعم الاساسي والمناصر الدائم لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس ، صاحبة السيادة والصلاحية في المسجد الاقصى المبارك".