خبر العد التنازلي للمشروع الذري الإيراني هآرتس

الساعة 10:43 ص|21 فبراير 2012

العد التنازلي للمشروع الذري الإيراني هآرتس

بقلم: موشيه آرنس

 (المضمون: الخيار العسكري لضرب ايران ما يزال ذا صلة برغم اشكاليته وتعقد آثاره لكن لا شك في انه سيؤخر ايران عن إتمام مشروعها الذري - المصدر).

        يتابع العالم منذ 12 سنة تقدم المشروع الذري الايراني الذي هدفه اكتساب قدرة على انتاج سلاح ذري، وهو مدعوم بنظام أخذ يكبر من الصواريخ البالستية لمدى بعيد. وقد تقدم الايرانيون طوال السنين في بطء، خطوة بعد خطوة، مصممين على بلوغ الغاية. ما الذي يخبئه المستقبل؟ أما يزال ممكنا وقف الايرانيين واذا كان هذا ممكنا فكيف؟.

        برغم اختلافات الآراء التي تنشب هنا وهناك فان هناك اتفاقا في القدس وواشنطن وعواصم اوروبية على اربع نقاط مهمة وهي:

        1- ان ايران تعمل في جد على تطوير سلاح ذري وقد اختفى كل شك في هذا الشأن على طول السنين.

        2- ان السلاح الذري في يد نظام آيات الله خطر على سلام العالم. واذا كانت تهديدات ايران المتكررة في الماضي للقضاء على دولة اسرائيل قد أحدثت انطباع أنها معرضة لخطر فقط، فمن الواضح اليوم ان هذا السلاح في أيدي ايرانية سيعرض العالم كله للخطر.

        3- ان طريق فرض عقوبات اقتصادية لاقناع ايران بوضع حد لبرنامجها الذري هو أفضل بلا شك من استعمال القوة العسكرية لاحراز الهدف.

        4- ان الساعة متأخرة. فقد مضى وقت طويل في جدل في حقيقة وجود برنامج ايراني لتطوير سلاح ذري، وزمن آخر في محاولات اقناع الايرانيين بأن التخلي عن برنامجهم أفضل. وطوال هذا الزمن كله تقدم المشروع الايراني. من الواضح الآن أنهم قريبون من تحقيقه وأنه بقي وقت قصير فقط يمكن فيه اتخاذ عملية ناجعة.

        ان "شريرَين" أديا دورا مهما في تطور هذه الدراما واسعة النطاق. الاول هو محمد البرادعي الذي تولى في السنين 1997 – 2009 الادارة العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي المنظمة الدولية المسؤولة عن منع استعمال الطاقة الذرية لأهداف عسكرية. وخلال سنوات ولايته كلها قلل البرادعي من أهمية الدعاوى المتعلقة بالجانب العسكري من البرنامج الذري الايراني. وقد حصل عن جهوده هذه على جائزة نوبل للسلام في سنة 2005. وبعد ان ترك عمله وحل محله يوكيا أمانو فقط استُعملت في الوكالة صافرات الانذار.

        و"الشرير" الثاني هو وكالات الاستخبارات الامريكية. ففي 2007 نشرت تقديرا يقول ان ايران أوقفت نشاطاتها الذرية العسكرية في 2003. ولم يوضح قط ماذا كان الأساس أو الهدف وراء هذا التقدير المخطوء.

        مع دخول رئيس الولايات المتحدة براك اوباما الى البيت الابيض في 2009 مد يده الى حكام ايران آملا بدء تفاوض يطوون في نهايته مطامحهم الذرية. وقد استقر رأي جزء كبير من المجتمع الدولي على فرض عقوبات على ايران في الاشهر الاخيرة فقط، فهل هذه العقوبات الاقتصادية كافية؟ وهل فُرضت في الوقت الملائم؟ هذا هو السؤال الذي يشغل الآن قادة في القدس وواشنطن والعواصم الاوروبية.

        ان الخيار العسكري "الموضوع على المائدة" منذ بضع سنين ما يزال ذا صلة. ولا شك في ان الحديث عن خيار اشكالي اذا أخذنا في الحسبان آثاره المعلومة وغير المعلومة. لكن لا شك ايضا في ان هجوما عسكريا سيسبب تراجعا ذا شأن للبرنامج الايراني لتطوير سلاح ذري.

        قد يكون هذا مفاجئا لكن دولتين اثنتين فقط في العالم تملكان اليوم القدرة العسكرية على هجوم ناجع على المنشآت الذرية الايرانية وهما الولايات المتحدة واسرائيل. ومع ذلك ربما لا تستطيع أية دولة ان تعمل عملا مجديا في مواجهة ايران حينما تملك سلاحا ذريا.