خبر الجبهة الداخلية القابلة للاصابة وملجأ نتنياهو الحصين -هآرتس

الساعة 10:40 ص|21 فبراير 2012

بقلم: سافي رخلفسكي

(المضمون: يُعد نتنياهو وباراك لمواجهة مدمرة مع ايران وفي الوقت نفسه لا يوجد اعداد مناسب للجبهة الاسرائيلية الداخلية ولا تحالف قوي مع الغرب والولايات المتحدة خاصة - المصدر).

        اشترط اهود باراك في صحيفة "نيويورك تايمز" ثلاثة شروط للخروج للحرب باعتبارها امتحانا ثلاثيا وهي: تأخير طويل لايران؛ واصابة طفيفة للجبهة الداخلية؛ وتأييد دولي وامريكي عميق. وحينما كان باراك رئيس حكومة أقام سيف امتحان النتيجة ووقع عليه بعد أشهر، وتتكرر النغمة. في امتحان باراك الجديد ستحصل الحكومة في الحد الأقصى على ثلث الدرجة، درجة "فاشل". ويجب على لجنة التحقيق ان تبدأ العمل لأن اخفاق يوم الغفران يوشك ان يصبح تافها.

        ان اخفاق عدم حماية الجبهة الداخلية وتركها تنزف في يد قيادة ستتحصن مع عائلاتها ومقربيها في ملجأ حصين ذري أو تهرب من مسؤوليتها الى الصين، لا يتم تصور أبعاده. هذا هو معنى تقرير التخلي عن الكرمل لمصيره وهو الجبل الذي خُصص في 1942 ليكون متسادا.

        اشتعلت البلاد في حرب لبنان الثانية، فالصواريخ تسبب الحرائق والبيوت المدمرة. وستشتعل البلاد أكثر من ذلك بأضعاف مضاعفة بسبب هجوم على ايران. انحصرت تقارير لبنان في عدم وجود حماية مدنية ووجود حد أدنى من اطفاء الحريق. وكان عند حكومة نتنياهو عشرون شهرا لانشاء جهاز اطفاء حريق ممتاز استعدادا للحرب المخطط لها وهي حرب أفضت اليها جميع مسارات حلف نتنياهو مع باراك منذ 2008، لكن لا يوجد شيء.

        ان يوفال شتاينيتس وايلي يشاي لا أهمية لهما، فالشأن شأن بنيامين نتنياهو. ان من يُعد لحرب جبهة داخلية و"ينسى" انه ليس لاسرائيل جهاز اطفاء حريق يستحق هذا الاسم لا يمكن ان يتولى زمام الامر. ورئيس الحكومة الذي تذكر ولم يعمل من المؤكد انه يجب ان يطير. ان عدم اعداد جهاز اطفاء نيران ولاعمال انقاذ في حرب الجبهة الداخلية الكبيرة لا يختلف عن ارسال طائرات الى ايران بلا ذخيرة. وبعد الكرمل ايضا استمر عدم تقديم شيء للجبهة الداخلية. وما يزال اخفاق التخلي عن الجبهة الداخلية عديم الأهمية اذا قيس باخفاق الرئيس. فالجبهة الداخلية تعتمد على حلف مع الغرب حتى في "امتحان – باراك لحرب مبادر اليها".

        أورث بن غوريون اسرائيل مبدأ رئيسا وهو ان التحالف مع قوة عظمى واحدة على الأقل شرط لكل مبادرة عسكرية، ومن اجله نفعل كل شيء. ولهذا أصر على وجود تشكيلة طيران فرنسية للدفاع عن الجبهة الداخلية وكان ذلك شرطا لحرب 1956؛ وكان ذلك أساس الانتظار في 1967؛ وماهية السلام مع مصر قبل قصف المفاعل الذري في العراق؛ واوسلو والخروج من غزة قبل استيراد الغواصات الاستراتيجية من المانيا، والمفاعل السوري و"الرصاص المصبوب". لا يمكن ان نبالغ في أهمية الحلف مع الغرب والولايات المتحدة استعدادا للمواجهة الاولى مع قوة عظمى اقليمية. وليس الحديث فقط عن الطائرات والسلاح والوقود الامريكية. ولا معطيات اجهزة رادار حلف شمال الاطلسي في تركيا "فقط"؛ ووقف الحرب لئلا تطول – كما يُحذر قادة الموساد – أكثر من ثماني سني حرب ايران مع العراق؛ ودعم المشروع الذري الاسرائيلي، واستكمال وقف المشروع الذري الايراني وهو ما يفوق قوتنا المستقلة. ان تصور الردع الاسرائيلي كله – الذي يمنع 200 ألف صاروخ موجهة على اسرائيل من السقوط – ينبع من التحالف مع الولايات المتحدة. وحينما تُرى اسرائيل في المنطقة أنها ليست جزءا من العالم الامريكي بل هي خصم له يتحطم الردع.

        ان نتنياهو أقرب الى آراء دوف ليئور من آرائي. لكن الرجل اللبيب – حينما يُعد لمواجهة مدمرة كهذه – كان يفعل كل شيء كي يبدو على الأقل معتدلا وليقع في حضن الغرب. ان "اتفاقا على أساس حدود 1967" هو أقل من الحد الأدنى من الاعداد الضروري للمواجهة؛ وكذلك انشاء حكومة مركز ايضا. اذا كان براك اوباما خاصة – كما يرى نتنياهو – عدوا فان استدراجه الى التأييد كان يفترض ان يتم على يد اسرائيل الديمقراطية.