خبر نيويورك تايمز: الهجوم على إيران يحتاج ما يزيد عن 100 طائرة

الساعة 02:18 م|20 فبراير 2012

وكالات

في تقرير نشرته "نيويورك تايمز" على صفحتها الأولى، جاء أن الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية سيكون بمثابة "مهمة عظيمة وخطيرة تقتضي استخدام ما لا يقل عن 100 طائرة فوق إيران، وتزود بالوقود في الجو، والهجوم المتزامن على عدة منشآت نووية، ومواجهة الدفاعات الإيرانية.

وجاء في التقرير أنه إذا أرادت إسرائيل قصف أربعة منشآت نووية: مفاعلات تخصيب اليورانيوم في نتنز وبوردو قرب مدينة قم، والمفاعلات في آراك وأصفهان، فستكون المشكلة الأولى هي في كيفية الوصول. وفي هذا السياق يتحدث الخبراء العسكريون عن ثلاثة مسارات محتملة: من الشمال عن طريق تركيا، أو من الجنوب عن طريق السعودية، أو المسار المركزي الذي يمر فوق الأردن والعراق.

وبحسب تقديرات "نيويورك تايمز" فإن المسار العراقي هو "المنطقي"، باعتبار أن العراق دولة تبني نفسها ولا يوجد لديها دفاعات جوية، كما أن الولايات المتحدة غير ملتزمة بحماية أجوائها بعد انسحاب قواتها من العراق.

وتضيف أن المشكلة الثانية هي المسافة، حيث أنها تصل إلى نحو 3,200 كيلومتر ذهابا وإيابا، بدون احتساب الزمن اللازم للتحليق فوق الأهداف، وإمكانية القيام بمناورات للتهرب من الصواريخ المضادة للطيران، والطائرات الإيرانية. وبناء عليه فإن هناك حاجة للتزود بالوقود في الجو.

وبحسب "نيويورك تايمز" فإنه ليس من المؤكد أنه يوجد لإسرائيل ما يكفي من طائرات التزويد بالوقود في الجو لتنفيذ عملية الهجوم، حيث يوجد لديها 8 طائرات "بوينغ 707" تم تحويلها إلى حاويات جوية، وليس من المؤكد أن هذه الطائرات صالحة جميعها للاستخدام. ولم يستبعد محلل عسكري أن تكون إسرائيل قد قامت بتحويل طائرات أخرى إلى طائرات تزويد بالوقود في الجو.

ويقول أحد المحللين العسكريين أن طائرات التزويد بالوقود بحاجة أيضا إلى طائرات قتالية لحمايتها، ما يعني أن عدد الطائرات المطلوبة لتنفيذ المهمة يتصاعد. وبحسبه فإنه يوجد لدى إسرائيل 125 طائرة قتالية من طراز "أف 15 آي" و"أف 16 آي".

وأشار التقرير إلى مشكلة أخرى، وهي حاجة إسرائيل إلى استخدام طائرات للحرب الألكترونية وذلك لاختراق المجال الجوي الإيراني، وتشويش محطات الرادار. وأضاف أنه بالرغم من أن التكنولوجيا الدفاعية الإيرانية قديمة نسبيا (روسيا رفضت بيعها صواريخ "أس 300")، إلا أنه لا يمكن تجاهلها، وأن بإمكان الصواريخ الإيرانية أن تدفع الطائرات الإسرائيلية إلى القاء القنابل قبل أن تصل إلى الأهداف.

كما يشير التقرير إلى قضية أخرى ذات صلة بمخزون القنابل في إسرائيل والتي تستطيع اختراق مفاعل نتنز، والذي تشير التقديرات إلى أنه محمي بجدران من الإسمنت المسلح يصل سمكها إلى 10 أمتار، وكذلك مفاعل بوردو المقام في جوف جبل. وعلى افتراض أن إسرائيل لن تستخدم أسلحة نووية، فإنه يوجد لديها قنابل أمريكية خارقة للتحصينات من طراز "جي بي يو 28"، والتي تزن أكثر من طنين، ولكن ليس من الواضح إلى أي مدى يمكنها الاختراق.

كما يتناول التقرير إمكانية تدخل الولايات المتحدة، حيث نقل تقديرات أمريكية مفادها أن الولايات المتحدة تستطيع تنفيذ هجوم يشارك فيه قاذفات وطائرات شبح وصواريخ إلى جانب طائرات بدون طيار تصور النتائج وتساعد في توجيه الهجمات. وخلافا لإسرائيل فإن لدى الولايات المتحدة قدرات ملموسة في التزود بالوقود في الجو. كما أنه بإمكان القاذفات الأمريكية التحقيق من قواعد عسكرية في قطر أو المحيط الهندي أو من بريطانيا أو من الولايات المتحدة نفسها.

إلى ذلك، نقل التقرير عن مصادر أمنية أمريكية قولها إنه سيكون من الصعب اختراق المنشآت النووية الإيرانية المحصنة، ولذلك يجري العمل على تطوير "خارق التحصينات" المتطور والذي يزن نحو 13 طنا، جرى إنتاجه خصيصا لكورية الشمالية وإيران.

وعلى صلة، نقل التقرير عن الجنرال ديفيد دبتولا الذي استقال العام الماضي من جهاز الاستخبارات الجوية الأمريكية قوله إن "إسرائيل جيدة لشن هجوم انتقائي هنا أو هناك".