دخل يومه الـ65

خبر الأسير عدنان..مناضل غير عادي يُشكل حالة خاصة في « الإضراب عن الطعام »

الساعة 07:10 ص|20 فبراير 2012

جنين

 

 

تعدّ حالة إضراب الأسير خضر عدنان لأكثر من 65 يوما على التوالي، الأولى في الإضرابات الفردية للحركة الأسيرة، حيث صنع لنفسه مكانة خاصة، كأسير ومناضل غير عادي.

رئيس نادي الأسير قدورة فارس، أوضح 'فلسفة الإضراب عن الطعام، تستند إلى تعريض النفس للخطر، بهدف تحقيق مطالب غير متوافرة، وهي وسيلة نضالية تتعرض بموجبها حياة الأسير المضرب عن الطعام للخطر، لتحسين ظروف اعتقاله'.

وعن ماهية الإضراب عن الطعام أفاد فارس، بأن الإضراب هو عبارة عن الامتناع عن تناوُل أيِّ طعام، ما عدا الماء والملح، وذلك تحسباً لعدم تعفن المعدة والأمعاء.

وأشار إلى أن إضراب الأسير خضر عدنان عن الطعام؛ جاء رفضا للتعذيب والاعتقال الإداري. وخطوة للكشف عن الانتهاكات الصارخة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في التحقيق وتمديد الاعتقال الإداري.

ونوه فارس إلى أن إدارة السجون تحاول دائماً تجاهل مطالب المضربين عن الطعام، وكسر إضرابهم والمساس بجوهره عبر سلسلة إجراءات منها، عزل قادة الإضراب لترك باقي الأسرى في حالة إرباك وتشتت، ومصادرة المتعلقات الشخصية للأسرى، وعمل حركة تنقلات فجائية وتفتيشات لإرهاقهم، وبث شائعات في السجون عن خرق الإضراب من قبل أسرى آخرين.

وعن أطول فترة تم فيها الإضراب عن الطعام من قبل أسرى فلسطينيين، أشار فارس إلى الإضراب الجماعي الذي تم تنفيذه نهاية العام 1976 واستمر 45 يوماً، ثم توقف لأسبوعين، وبعدها استؤنف لمدة عشرين يوماً، مؤكداً نجاعة الإضراب الجماعي في تراث الحركة النضالية الأسيرة، فعلى إثر هذه الإضرابات استجابت إدارة السجون لمطالبهم في توفير الحد الأدنى من متطلبات الأسرى الضرورية، من أسرة وفرشات نوم، والسماح بإدخال كتب وأقلام، وتحسين نوعية الغذاء، منوهاً أنه في حالة عدم جدوى الممارسات الإسرائيلية في قمع المضربين عن الطعام تضطر إدارة السجون للحوار مع الأسرى المضربين.

وعن تاريخ إضرابات الأسرى أشار فارس إلى أن أول إضراب كان في سجن الرملة العام 1969، ودام أحد عشر يوماً، تبعه إضراب العام 76 حين أضرب الأسير عبد القادر أبو الفحم من سجن عسقلان عن الطعام، واعتبر أول أسير يستشهد في الحركة الأسيرة. ثم حصلت وفيات العام 1980 في إضراب للأسرى في سجن نفحة الذي استمر مدة 33 يوماً، وأخرى عام 1990 في سجن عسقلان.

وفي إشارة لأطول إضراب عن الطعام في العالم، فقد قام به 10 سجناء بتاريخ 12 تشرين الثاني من العام 1920 في سجن كورك في أيرلندا، حيث دام إضرابهم 94 يوماً لم يتذوقوا فيها سوى الماء، وتوفي أحدهم بعد أيام. أما أطول إضراب عن الطعام مع التغذية القسرية فقام به السجين 'رونالد باركر' العام 1970 ، في سجن ليدز في بريطانيا.

وأكد فارس أن حالة إضراب الأسير عدنان هي الأولى في الإضرابات الفردية للحركة الأسيرة، حيث صنع لنفسه مكانة خاصة كأسير ومناضل غير عادي.

أما عن الأعراض الجانبية للإضراب عن الطعام، فبين نقيب الأطباء د.جواد عواد ' إن الإضراب عن الطعام يؤثر بشكل مباشر على الصحة الجسدية، فنقص الغذاء يؤثر على كافة الوظائف الحيوية لجسم المضرب عن الطعام'.

وعن الوضع الصحي للأسير عدنان، أشار د.عواد إلى أن الاضراب لهذه الفترة، يؤثر على جميع أعضاء جسمه، وقد يتسبب في فشل وظائف حيوية من قلب وكلى وخلافه، الأمر الذي قد يؤدي إلى الوفاة.

واعتبر د.عواد صمود الأسير عدنان وإصراره على الإضراب، ظاهرة نضالية غير مسبوقة، وهي الأولى في التاريخ البشري. محذراً من خطورة تفاقم وضعه الصحي، وتبعات إضرابه على الوظائف الحيوية، مبينا أنه يمكن للأسير عدنان أن يتعرض في أي لحظة لتدهور مفاجئ، فنقص وزنه لحوالي 30 كيلو له تأثيرات خطيرة على صحته.

يذكر أن الأسير عدنان، اعتقل تسع مرات منذ العام 2002، وخضع خلالها لتحقيق صعب، وتم عزله في العام 2005 في سجن 'كفار يونا' وأضرب عن الطعام لمدة 12 يوما إلى حين فك عزله ونقله للأقسام العادية.