عجلة الحياة تدور في 6 ساعات

خبر غـزة: الظُلمة والبرد تُغيران أنماط الحياة لدى المواطنين

الساعة 09:07 ص|19 فبراير 2012

غزة (خـاص)

مما لا شك فيه، أن انقطاع التيار الكهربائي وسط البرد الذي يجتاح الأراضي الفلسطينية، يُلقي بظلاله على حياة المواطنين، وغير من أنماطها اليومية، تبعاً لساعات انقطاعها التي تستمر لـ12 ساعة يومياً مقابل 6 ساعات فقط تدور فيها عجلة الحياة.

ولا تقتصر المعاناة على مستشفيات قطاع غزة الحكومية التي تعاني من نقص حاد في كميات الوقود، وهو الأمر الذي يُشكل كارثة إنسانية، في ظل بلوغ نسبة العجز 72%، خاصةً مع وجود أزمة الكهرباء، والحاجة الماسة لتشغيل المولدات في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية.

وعلى الرغم من أنها ليست المرة التي تتفاقم فيها أزمة الكهرباء، إلا أنها تأتي هذه المرة في ظل برد شديد وأمطار عاصفة ساهمت في تفاقم الأمور الحياتية لدى المواطنين، الذين أكدوا خلال أحاديث منفصلة لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أنهم يحاولون التكيف في حياتهم مع انقطاع التيار الكهربائي.

أم محمد اللوح من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، تشير إلى أن أزمة الكهرباء حولت حياتها إلى معاناة، حيث أن معظم شؤون منزلها تعتمد على الكهرباء، وبالتالي تضطر لانتظار الساعات القلائل التي يكون فيها موعد الكهرباء ليتحول المنزل إلى نشاطات متعددة، على الرغم من البرودة الشديدة.

وبينت، أنه في بعض الأوقات يأتي موعد منطقتها في الكهرباء في ساعات الفجر تحديداً من 2-8 صباحاً وهو أمر يضطرها للتأقلم مع هذه الساعات لإنجاز ما يتم إنجازه من أعمال المنزل المضنية.

أما طلبة المدارس، فأوضحت اللوح، أن انقطاع التيار الكهربائي أوقات طويلة من اليوم له تأثير سلبي على طلبة المدارس، الذين لا يجدون وقتاً كافياً لأداء واجباتهم المنزلية على أكمل وجه.

جدير بالذكر، أن سلطة الطاقة بغزة أعلنت في الرابع عشر من الشهر الجاري عن توقف محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة عن العمل بسبب أزمة الوقود.

وأوضحت سلطة الطاقة، أنه بسبب شح الوقود الوارد إلى قطاع غزة فإن محطة توليد الكهرباء ستتوقف عن العمل بالكامل مما يعني توقف مصدر حيوي وتوقف كافة مناحي الحياة غزة الذي يعاني أصلاً من عجز كبير في إمدادات الطاقة لتغطي فقط 35% من احتياجات المواطنين.

فيما عبر المواطن معين جاد الله عن معاناته مع عائلته التي تضطر لتأجيل كل أعمالها اليومية في ساعات وجود الكهرباء، منوهاً إلى أن منطقته لا تتمتع بساعات الكهرباء الستة كاملة، بل يتم اقتطاعها لتصل أحياناً لثلاث ساعات فقط.

وينوه جاد الله، إلى أن حياته تغيرت تبعاً لانقطاع التيار الكهربائي، فالزيارات العائلية تقلصت نتيجة هذا الوضع الجديد، خاصةً مع عدم وجود الوقود الكافي لتشغيل الموتور الذي كان بديلاً خلال الفترات السابقة، ولكن هذه المرة فالأزمة متفاقمة مع عدم وجود الوقود.

جدير بالذكر، أن المواطنين اعتمدوا بشكل كبير على الموتور الكهربائي الذي يتم تشغليه من خلال السولار والبنزين، إلا أن عشرات المواطنين قُتلوا نتيجة انفجار يحدث في الموتور، أو حروق تنشب نتيجة استخدامه.