خبر هآارتس:« كامب ديفيد » جديد لإسرائيل مستحيل

الساعة 09:57 ص|17 فبراير 2012

فلسطين اليوم

دعا الكاتب الإسرائيلي "آري شافيط" السلطات الإسرائيلية، إلى ضرورة التخلص من صيغ الاتفاقات القديمة التي كانت تعقد مع الدول العربية، وكان فيها مصالحها هي الأساس فقط، دون النظر لمصلحة الطرف الأخر، ودون تقديم أي تنازلات تذكر، الأمر الذي يجعل فرص السلام في المستقبل القريب بعيدة جدا، فلا يمكن أن يكون توقع اتفاق على غرار "أوسلو أو كامب ديفيد" مرة أخرى.

وقال الكاتب في مقاله الذي نشر بصحيفة "هآارتس" الإسرائيلية إن ﺛﻤﺔ ﺣﺎﺟﺔ لصيغة ﺟﺪﻳﺪة للسلام ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺿﻴﺎت مختلفة، اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ اﻷوﱃ ﻫﻲ أن اﻷﻋﻮام اﳌﻘﺒﻠﺔ ﻟﻦ ﺗﺸﻬﺪ ﺗﻮﻗﻴﻊ اﺗﻔﺎق ﺳﻼم إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ- ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، ﻓﻔﻲ ﻇﻞ الأجواء الإستراتيجية الحالية ﻻ أﻣﻞ ﺑﺤﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﻘﺪس ، وﻣﺸﻜﻠﺔ اللاجئين، ﻣﻦ ﻫﻨﺎ فالسلام ﻟﻦ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﻘﺪ.
اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ أن الاحتلال ﻳﺸﻜﻞ ﺧﻄﺮا ﻋﻠﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ أي ﺧﻄﺮ آﺧﺮ، وﻫﻮ ﺧﻄﺮ أﺧﻼﻗﻲ ودﻳﻤﻮﻏﺮاﰲ وﺳﻴﺎﺳﻲ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮﻳﺔ، إذا يشوه الاحتلال اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ اﻟﻴﻬﻮدي ﻟﻠﺪوﻟﺔ، وﻳﻘﻮم ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺗﺪرﻳﺠﻲ ﻟﻬﻮﻳﺘﻬﺎ ، وﻳﻬﺪد ﺟﻮﻫﺮ وﺟﻮدﻫﺎ، وإن اﺳﺘﻤﺮار اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻫﻮ أﺷﺒﻪ ﺑﻤﺮض اﻟﺴﺮﻃﺎن اﻟﺬي ﻻ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﻪ، ﻟﻜﻨﻪ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻴﻨﺎ إذا ﱂ ﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ وﻗﻔﻪ.
أﻣﺎ اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺘﻘﻮم ﻋﻠﻰ أن الانسحاب الإسرائيلي ﻣﻦ ﻃﺮف واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻀﻔﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻓﻮرﻳًﺎ وأﺣﺎدﻳﺎ وﺑﻌﻴﺪ المدى، إذ ﻟﻴﺲ واﺿﺤﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻛﻴﻒ ﺳﻨﻮاﺟﻪ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺼﻮارﻳﺦ الإيرانية اﳌﻮﺟﻮدة ﰲ اﻟﺸﻤﺎل والجنوب، واﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄت ﰲ أﻋﻘﺎب الانسحابات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﻣﻦ ﻃﺮف واﺣﺪ،وﻣﻦ المؤكد أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﳌﻐﺎﻣﺮة ﺑﻘﻴﺎم ﻗﺎﻋﺪة ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻟﻠﺼﻮارﻳﺦ الإيرانية ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ وﺳﻂ إﺳﺮاﺋﻴﻞ. وأي اﻧﺴﺤﺎب إﱃ اﳋﻂ اﻷﺧﻀﺮ ﻻ ﻳﻘﺪم ردا حقيقيا ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺮ اﻟﺼﻮارﻳﺦ ﻫﻮ ﺧﻄﻮة ﻣﺮﻓﻮﺿﺔ ﺗﻌﺮض أﻣﻨﻨﺎ اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﻠﺨﻄﺮ.
وﺗﺒﻴﻦ اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ أن العالم اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ الجديد ﻟﻦ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺘﻮﻗﻴﻊ اﺗﻔﺎﻗﺎت ﺳﻼم ﻣﻦ اﻟﻄﺮاز اﻟﻘﺪﻳﻢ ،ﻓﻬﺬا العالم ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎب أﻣﺎم ﻓﺮص وتحالفات وﺗﻔﺎﻫﻤﺎت ﻣﻦ ﻧﻮع ﺟﺪﻳﺪ، ﺻﺤﻴﺢ أﻧﻪ ﱂ ﻳﻌﺪ ﳑﻜﻨﺎ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﱃ اﺗﻔﺎﻗﺎت ﻣﻊ ﺣﻜﺎم ﻋﺮب ﻓﺎﺳﺪﻳﻦ وﻋﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ، إﻻ إن ﻫﻨﺎك ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺘﻼﻗﻲ اﳌﺼﺎﻟﺢ المشتركة اﻟﺒﻌﻴﺪة المدى ﺑﻴﻦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﺟﻴﺮاﻧﻬﺎ.
وﺗﺸﺪد اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ الخامسة ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة أن ﻧﻌﻤﻞ. ﻓﻠﻮ ﻛﺎن داﻓﻴﺪ ﺑﻦ-ﻏﻮرﻳﻮن ﺣﻴﺎ اﻟﻴﻮم ﻟﻜﺎن اﻧﻘﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺿﻊ الإقليمي، الجديد لكان اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻠﻔﺎء ﺟﺪد وﻋﻦ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎت إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ وﺗﻔﺎﻫﻤﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة، ﺻﺤﻴﺢ أن ﺑﻦ- ﻏﻮرﻳﻮن ﱂ ﻳﻌﺪ حيا، ﻟﻜﻦ أﺳﻠﻮب ﻋﻤﻠﻪ ﻣﺎ زال ﺻﺤﻴﺤﺎ.وﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ الإقليمية ، ﻋﻠﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞ أن ﺗﻘﻮم ﺑﻤﺒﺎدرة.
ﺗﺆدي هذه اﻟﻔﺮﺿﻴﺎت اﳋﻤﺲ إﱃ خلاصة واﺣﺪة ﻫﻲ أن المطلوب ﺗﻮﺟﻪ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺟﺪﻳﺪ، ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ اﺗﻔﺎق أوﺳﻠﻮ صالحا، ﻛﻤﺎ ﻓﻘﺪت الخطوط اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﺖ ﰲ "كامب دﻳﻔﻴﺪ" وﰲ أﻧﺎﺑﻮﻟﻴﺲ ﺻﻼﺣﻴﺘﻬﺎ، واﻟﺴﻼم ﻣﻊ ﺳﻮرﻳﺔ ﱂ ﻳﻌﺪ ﻣﻄﺮوﺣﺎ، وﻳﺠﺐ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ أﻓﻜﺎر ﻣﺒﺘﻜﺮة للسلام الجديد.
إن ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ السلام الجديد ﻫﻮ التالي: إعلان إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﺳﺘﻌﺪادﻫﺎ تجميد اﻟﺒﻨﺎء ﰲ المستوطنات اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺧﺎرج ﺧﻂ اﳉﺪار اﻟﻔﺎﺻﻞ،واﻟﺒﺪء ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺧﻄﺔ اﻹﺧﻼء واﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻃﻨﻴﻦ ﺧﺎرج ﻫﺬا اﳋﻂ،وإخلاء ﻧﺤﻮ 20 ﻣﺴﺘﻮﻃﻨﺔ ﰲ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺳﻴﻤﻨﺢ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﺗﻮاﺻﻼ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎ ﻣﻬﻤﺎ، وﻋﻠﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ المجتمع الدولي أﻳﻀﺎ ﺑﻌﻘﺪ تحالفات ﻣﻌﻬﺎ وﻣﻨﺤﻬﺎ ﺷﺒﻜﺔ أﻣﺎن ﺗﻀﻤﻦ ﺑﻘﺎء ﻛﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻨﺴﺤﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻨﺰوﻋﺔ السلاح ﺗﻤﺎﻣﺎ، ﻟﻘﺪ ﺣﺎن اﻟﻮﻗﺖ ﻛﻲ ﻧﺮﻓﻊ رؤوﺳﻨﺎ وﻧﻔﺘﺢ أﻋﻴﻨﻨﺎ وﻧﺮى المحيط اﻟﺬي ﻧﻌﻴﺶ وﺳﻄﻪ، إن السلام اﻟﻘﺎدم ﻟﻦ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺒﻴﺾ،وإﻧﻤﺎ ﺳﻴﻜﻮن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ والمتأخرة ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ واﻟﺸﺎﻗﺔ لإنهاء الاحتلال . وﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن هذه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺔ وﻣﺒﺘﻜﺮة وﻓﻌﻠﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺒﺪأ اﻵن