خبر قبة سخرية-يديعوت

الساعة 10:55 ص|15 فبراير 2012

قبة سخرية-يديعوت

بقلم: زئيف تسحور

        (المضمون: وزارة الدفاع الاسرائيلية تزيل عن المواطنين الاسرائيليين غطاء القبة الحديدية في بلدات غلاف غزة وتنقلها الى معسكرات للجيش الاسرائيلي - المصدر).

        تعبر نية جهاز الامن ان يكف عن الانتاج المخطط له لـ "القبة الحديدية" عن استكباره عن المجتمع الاسرائيلي. فقد نشأ بازاء نواظرنا جهاز مستقل استقلالا ذاتيا فصل نفسه عن الجمهور الذي يفترض ان يعمل من اجله. وهو يستعمل الذاكرة اليهودية المديدة استعمالا ساخرا وفيها دور مركزي للعدو الذي ينهض مبكرا ليقضي علينا.

        على ظهر هذا الخوف بُني مبنى أعلى متعدد الأذرع يُنمي نفسه بواسطة تعظيم تهديد وجودنا. وهذا الخوف المعظم يُمكّن من اجتذاب ميزانية ضخمة تزيد جهاز الامن قوة وهو الذي يجب ان ينفق على قوته بواسطة تعظيم زائد للتهديد، وهكذا دواليك.

        حينما يستيقظ المجتمع الاسرائيلي المذعور للحظة ويثير اسئلة تُبين شكا في الاستعمال المناسب لميزانية الامن تُستل فورا معطيات جديدة تثير الرعب وتُسرب اشارات عن تطوير رد امني سري يقتضي نفقة مليارات. وهكذا يتم صد كل جهد عام لتحديد جهاز الامن في حدود سليمة أو فحص ما يحدث على الأقل وراء ستار السرية.

        اجل، يوجد عدو على الأبواب وهو يقتضي وجود جيش قوي وتسلح حكيم. ويجب علينا نحن المواطنين ان ننفق عليه من اجلنا. لكنه وبطريقة اللولبية لتعظيم التهديد واخراج الجهاز عن سيطرتنا بُني مارد ضخم انقلب على صانعه ويحكم نفسه بنفسه.

        ان قضية "القبة الحديدية" هي مثال على الحلقة المفرغة التي يحيط جهاز الامن بها المواطنين الخائفين ويحكم نفسه بنفسه برعاية الرعب. بعد ثماني سنين من اطلاق صواريخ القسام على بلدات غلاف غزة استجاب جهاز الامن وطور بطاريات مضادة للصواريخ. وأنفقت الولايات المتحدة في الأساس على هذا التطوير. وكلفة القبة الحديدية من جملة نفقات جهاز الامن طفيفة.

        منذ نصبت البطاريات قرب البلدات زاد الشعور بالأمن عند سكان غلاف غزة. وبرغم استمرار اطلاق صواريخ القسام عادت الحياة الى مسارها الطبيعي. وها هو ذا استُل السيف على هذا النظام الدفاعي خاصة.

        وقد تم التعبير عن السخرية بالسؤال الانكاري الذي يوجهه متحدثو جهاز الامن الى الجمهور وهو: من أين نقتطع؟ والجواب ايضا إنكاري وهو: من فوائض الشحم. وتوجد فوائض ضخمة ذُكرت مرارا كثيرة فهناك قيادات لا حاجة اليها ومخصصات تقاعد في أعمار مبكرة لناس الخدمة الدائمة ونشاطات غير عملياتية يمكن نقلها الى شركات مدنية تخفض التكاليف.

        واليكم اقتراحا عينيا آخر منسوبا الى دافيد بن غوريون أول وزير دفاع وهو نقل معسكر هيئة القيادة العامة الى النقب. فزيادة على المعنى الاستراتيجي لنقل تهديد الصواريخ من قلب السكان المدنيين، تكمن في هذا الاقتراح مليارات سيتم الحصول عليها مقابل الارض الباهظة الثمن جدا في اسرائيل، ومن الاقتصاد في تكاليف البناء ومن الزخم الذي سيمنح للنقب خاصة.

        في هذه الايام وجهاز الامن يعلن نقل البطاريات الثلاث للقبة الحديدية من مناطق نشرها قرب البلدات المدنية الى داخل معسكرات الجيش الاسرائيلي تُصب في معسكر هيئة القيادة العامة في تل ابيب أطنان من الاسمنت والفولاذ ترمي الى بناء تحصين متقدم في الجبهة الداخلية لكن في الجبهة الداخلية للجيش فقط.

        واليكم خلاصة السخرية: ان الذين استقر رأيهم على ازالة القبة الحديدية عن المواطنين في غلاف غزة يبنون قبة حديدية أبهظ كلفة بأضعاف مضاعفة فوق رؤوسهم هم.