كتبت التقرير صحفية إسرائيلية

خبر كتيبة « جولاني الإسرائيلية » تثير الذعر في قلوب سكان مدينة الخليل

الساعة 06:40 ص|15 فبراير 2012

القدس المحتلة

تقول الصحافية عميره هاس في مقال نشرته اليوم صحيفة "هآارتس" الإسرائيلية أن الفلسطينيين من سكان مدينة الخليل كشفوا عن المضايقات التي تتسبب بها كتيبة "جولاني" منذ إن دخلت المدينة في كانون الأول (ديسمبر). وفي ما يلي نص المقال:

كانت الإشاعات تقول أن جنود مشاة "جولاني" سيبقون في المنطقة حتى أيار (مايو) وهو ما أثار القلق في نفوس سكان مدينة الخليل، واشتدت مشاعر القلق في نفوسهم منذ أن استبدل جنود "جولاني" بكتيبة "شمشون" في كانون الأول (ديسمبر) 2011 (وكانت بدورها قد حلت محل كتيبة مشاة "جبعاتي")، وهذه التنقلات جعلت أهالي المدينة يتخوفون مما هو أسوأ في تصرفات الجنود.

ويشارك في هذا التحليل المراقبون الدوليون في الخليل إضافة إلى يهودا شاؤول من هيئة "كسر الصمت" ويعتبر في مقدمة خبراء إسرائيل في مجال التعذيب، ويقول أن وحدة "جولاني" هذه أكثر عدوانية من القوات التي سبقتها في المنطقة.

ويشير شهود عيان إلى "أن من الأساليب التي تجعل الأمور تسير نحو الأسوأ ما يحصل من تأخير في مناطق العبور التي تنتشر في القطاع الذي يستوطن فيه اليهود من المدينة وما بقي من مدينة الخليل. ويقولون أن الجنود يفتشون حقائب الأطفال المدرسية، ويتسببون في مضايقة الشبان، وان المستوطنين ينهالون بالضرب على الأهالي ويلقون القبض على النشطاء".

 

واعد المراقبون على أساس إفادات السكان والمارين قائمة بالحوادث التي وقعت منذ كانون الأول (ديسمبر)، قال احد أفراد فريق حفظ السلام: "لم نتمكن من تفحص وتسجيل كل الحوادث". ومع ذلك فان الحوادث كثيرة العدد بحيث يمكن تصنيفها على فئات متعددة: اعتقال، استفزاز، ترهيب والقبض على أطفال وشبان واعتقال عشوائي للفلسطينيين أو إقفال نقاط الوصول إلى الشوارع والضرب أو التهديد بضرب السكان المعتقلين، والاستفزاز الديني والاهانات والاقتحام القسري للمساكن وانتهاك الممتلكات الفلسطينية والانتقام من نشطاء حقوق الانسان المحليين والدوليين".

 

وفي ما يلي سجل غير كامل، وهو عينة من الشكاوى التي سجلت منذ أواخر كانون الثاني (يناير) وأوائل شباط (فبراير):

 

30 كانون الثاني (يناير): طلب الجنود من احد الأشخاص الوقوف في الخارج (في جو بارد وماطر) لمدة ساعة، كعقاب له لأنه قام بتركيب طبق للأقمار التلفزيونية على سطح منزله. قال له الجنود أن عليه في المستقبل إن يحصل على تصريح خاص للصعود والعمل على السطح.

 

وأحاط الجنود الإسرائيليون بمنزل احد الفلسطينيين في تل رميده، وعاثوا في الحديقة وسلطوا الأضواء الكاشفة على المساكن. وامضي الجنود ثلاثة أسابيع في التدرب على التصرف قرب المساكن: وشمل التدريب في الصباح الباكر الصياح وقذف قنابل الصوت واقتحام المساكن.

 

2 شباط (فبراير): بعد الظهر قام اثنان من الجنود باعتقال طفلين، احدهما 12 عاما والثاني 14. واحتجزوا الطفلين لمدة 45 دقيقة في شارع الشهداء، على مقربة من مدخل المقبرة الإسلامية. وبعد ذلك نقلوا الطفلين إلى قاعدة عسكرية عبر المقبرة. واحتجزوا الطفلين في القاعدة لساعتين تقريبا قبل أن يطلقوا سراحهما.

 

خلال دورية عسكرية، دخل 11 جنديا احد المساجد قرب سوق الدجاج في المدينة العتيقة، لم يخلع الجنود أحذيتهم، وبقوا في المسجد لحوالي 20 دقيقة.

 

4 شباط (فبراير): أوقف الجنود أربعة أطفال لا تتجاوز أعمارهم 9 سنوات عند بوابة مبنى البلدية، ونقلوهم إلى احد الأزقة، مدعين أن الأطفال القوا حجارة. لكن الشهود قالوا انه وصل إلى سمعهم صوت وقوع حجر صغير، لكنهم لم يشاهدوا الأطفال وهم يرمونها. وقال احد الشهود للجنود أن الصغار في عمر لا يسمح باعتقالهم، فكان رد الجنود أنهم سيلقون القبض على إباء الأطفال. وأطلقوا سراح الأطفال بعد حوالي نصف ساعة.

 

6 شباط (فبراير): وصل ستة جنود إلى مدرسة قرطبة في تل رميده ساعة خروج الطلبة من المبنى. واعتقلوا اثنين من الأطفال يبدو أنهما في الحادية عشرة من العمر. وهددوا الطفلين قائلين لهما إنهما محتجزان لرميهم الحجارة. الا أن بعض الأساتذة ومدير المدرسة قالوا للجنود أن الأطفال لم يرموا حجارة. فقال الجنود أنهم سيطلقون سراح الأطفال في هذه الحالة، ولكن إذا هم رموا الحجارة مرة أخرى على الإسرائيليين فإنهم (أي الجنود) سيلقون القبض عليهم ويثيرون المشاكل بالنسبة للمدرسة كلها.

 

7 شباط (فبراير): احتجز الجنود عند نقطة تفتيش قرطبة العسكرية مدنيا أجنبيا، من المتطوعين في حركة التضامن الدولية، وقالوا له أن استخدام الكاميرا محظور. توقف الرجل عن التقاط الصور، لكنهم قاموا رغم ذلك بتسليمه إلى مركز للشرطة. أطلق سراحه بعد عدة ساعات لكن الجنود عادوا والقوا القبض عليه في العاشرة والنصف مساء. وفي الليلة ذاتها احتجزوا عضوا آخر في حركة التضامن الدولية.

 

8 شباط (فبراير): قام جنود "غولاني" و"حرس الحدود" باقتحام ما لا يقل عن 30 مسكنا في المدينة العتيقة، خلال الساعات الأولى من الصباح. واستخدموا البنادق والأحذية في الضرب على الأبواب وكسر الأقفال، وفتشوا الأغراض العائلية. وقد احتجزوا ثمانية من أفراد العائلة (من بينهم طفلان صغيران) في غرفة صغيرة في احد المساكن لمدة أربعة ساعات. ولم يسمح للفلسطينيين باستخدام المراحيض.

 

وفي حادث آخر اقفلوا الباب على فتاة معوقة تعاني من صعوبة من التنفس. واجبر باقي افراد العائلة على البقاء في الخارج خلال عملية التفتيش.

 

وحادثة أخرى أوردها احد السكان اذ قال ان الجنود اقتحموا منزله مدعين بان أطفاله رموا الحجارة. لكن أطفاله في سن الرابعة. وقد غادر الجنود المنزل بعد كسر الزجاج وإلقاء الأقفال على الأرض مع باقي الممتلكات العائلية.

 

وقد دلت التجارب على أن الناطق بلسان الجيش لن يتمكن من الرد على هذه الكمية من الأقوال والإفادات خلال يومين. ولو كنا أوردنا تقريرا مفصلا فيما يتعلق بحادثة او حادثتين، لما أمكن التلاعب بالطبيعة الإجمالية للاعتداءات المكثفة.