خبر أزمة الصهيونية أو مأزق القوة اليهودية

الساعة 07:55 م|14 فبراير 2012

فلسطين اليوم

ثمة كتاب جديد صدر لمؤلف يهودي يشدد فيه على أن القضية الحقيقية لليهود اليوم لا تكمن في ضعفهم وكيفية مواجهته بل في مقتضيات القوة، رافضا في الوقت نفسه استغلال معاناة اليهود التاريخية كضحايا في الهيمنة على الفلسطينيين.

ويقول بيتر بينارت في كتابه "أزمة الصهيونية"، "يطلبون منا تخليد قصة معاناة تتجنب القضية المركزية لليهود في عصرنا الحاضر ألا وهي كيف لنا أن نستخدم القوة اليهودية بشكل أخلاقي؟".

ويعلق صحفي يهودي آخر هو روجر كوهين على كتاب بينارت قائلا في عموده الأسبوعي بصحيفة نيويورك تايمز إن اليهود ظلوا طوال 45 سنة من الآن يمارسون تلك القوة على ملايين الفلسطينيين المحرومين من أي حقوق للمواطنة والذين يعانون من كل أشكال الإذلال لشعب محتل.

ويردف كوهين قائلا إن الولايات المتحدة -الحليف الدائم لإسرائيل- هي موطن لجالية يهودية لم تنعم يوما بمثل هذا التوحد والنفوذ الذي تتمتع به الآن، في وقت ينصبّ فيه تركيز الدول العربية "المضطربة" على تغيير أوضاعها لا على إسرائيل، بينما تبدو سوريا -حليف إيران الرئيسي في المنطقة- على شفا الهاوية.

بيد أن الخطر الأعظم الذي يحدق بإسرائيل يكمن في أنها لا تغتنم فرص اكتساب القوة أو تجاوز إيران عسكريا بمبالغتها في الركون لدور الضحية، وليس في ضربة قاصمة قد يوجهها لها أي تحالف للأعداء.

وكما يسرد بينارت في كتابه، فإن المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى، التي تتحكم في أجندتها في أغلب الأحيان حفنة من المتبرعين الأثرياء، ظلت على وجه العموم تدافع بغير تمييز عن إسرائيل.

ويقتبس مؤلف الكتاب عبارة مدير الرابطة المناهضة للتشهير أبراهام فوكسمان التي قال فيها "الديمقراطية الإسرائيلية تقرر واليهود الأميركيون يدعمون".

من السهولة بمكان -يقول كوهين- إلقاء اللوم على الفلسطينيين، وهي حيلة كان من شأنها أن تكون لها مصداقية أكبر لو أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أظهرت قدرا ولو قليلا من الاهتمام بإرساء السلام لكنها لم تفعل.

يقول بينارت في كتابه "إن إسرائيل لا تعاني من مشكلة علاقات عامة، بل من مشكلة سياسات، إذ لا يمكنك الترويج للاحتلال في حقبة ما بعد الاحتلال".

إن الاحتلال بطول عهده يعني حسب عبارة الرئيس باراك أوباما أن "حلم قيام دولة يهودية وديمقراطية لن يتحقق".

ولعل ما لم يتفطن إليه نتنياهو والمنظمات اليهودية الأميركية الكبرى كما ورد في كتاب بينارت أنه "كلما باتت الصهيونية أقل ديمقراطية في التطبيق، شكك مزيد من الناس حول العالم في شرعيتها".

ويرى بينارت أن "إسرائيل دولة ديمقراطية داخل الخط الأخضر لكنها عرقية الطابع في الضفة الغربية، وهي بلد يتمتع فيه اليهود بحق المواطنة بينما الفلسطينيون محرومون منها".