قضية لا تلقَ اهتماماً

خبر مجندات تُعري أمهات الأسرى..وزوجات وشقيقات يرفضن زيارتهم

الساعة 09:13 ص|13 فبراير 2012

غزة (خـاص)

لم يكن الخيار أمام شقيقة أحد الأسرى القابعين في سجون الاحتلال الصهيوني سهلاً، فقد اضطرت للتوقف عن زيارة شقيقها المعتقل منذ سنتين، وذلك بسبب سياسة التفتيش العاري التي تجريها إدارة السجون لأمهات وزوجات وشقيقات الأسرى عند الزيارة.

تقول "ميرفت.ع" التي فضلت عدم الإفصاح عن اسمها لدواعي أمنية، وتقطن مدينة قلقيلية، أنها اضطرت لحرمان نفسها من زيارة أخيها نظراً للإهانة التي تعرضت لها خلال آخر زيارة قبل سنتين حيث قامت مجندة صهيونية بتفتيشها بطريقة مذلة، فضلاً عن إطلاقها النكات والسخرية والألفاظ السوقية الأمر الذي أهانها بشكل كبير.

وأضافت لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الكثير من النساء بدأن يرفضن زيارة ذويهن في السجون بسبب هذه السياسة المذلة، ولكن في هناك نساء تحتمل ما لايُطاق من أجل أبنائهن، وهو شعور يختلط بين الحزن والامتعاض والشوق لزيارة الأبناء.

فيما تعتقد المواطنة "عزة.خ" من مدينة جنين بالضفة المحتلة، أن "إسرائيل" تنتهج هذه السياسة، للتنغيص على حياة الأسرى وذويهم خلال الزيارة، بحجة البحث عن جوالات ومقتنيات تخص الأسرى.

وتضيف أن الاحتلال يقوم بتفتيش النساء والأطفال حتى الرضع منهم، فيقومون بتفتيش حتى الفوطة التي تلف الرضيع، وهو أمر مهين ومذل، وهذا يحدث كذلك في المحاكم الصهيونية، مشيرةً إلى أنها تضطر للامتناع عن زيارة زوجها المعتقل لهذه الأسباب، كما يرفض زوجها تلك الزيارة.

ولا تتردد العديد من أمهات الأسرى في رفض التوجه لزيارة الأسرى في سجون الاحتلال رفضاَ لهذه السياسات الصهيونية المتكررة، على الرغم من أن السفر للسجون يكلف أهالي الأسرى العناء الكثير، والتعب والمشقة، خاصةً في اجتياز الحواجز "الإسرائيلية".

وتعتبر المؤسسات الحقوقية أن سياسة التفتيش العاري واحدة من أساليب الاحتلال الدنيئة والمجرمة، ومن الوسائل التي تمارسها سلطات الاحتلال من أجل المسّ بمشاعر وكرامة أهالي الأسرى وإخضاعهن للتعذيب بصورة لا تقل عما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال.

وقد استهجنت جمعية واعد للأسرى والمحررين تَعمد قوات الاحتلال الصهيوني بتفتيش أمهات الأسرى أثناء زيارتهن لأبنائهن داخل السجون الصهيونية تفتيشا عاريا، مؤكدة أن ذلك يأتي في ظل حالة الهوان والإهمال التي تعاني منها قضية الأسرى بكل مكونات معاناتها والتي باتت فصولها كثيرة ولا تكاد تحصى.

وقالت واعد: "قمة الانحدار والسقوط الأخلاقي من قبل الكيان الصهيوني، وقمة الذل التي تنتاب الأمتين العربية والإسلامية هما سيدا الموقف فيما يتعلق بالموقف من قضية الأسرى، فخضر عدنان على وشك الموت وهو على سرير مرضه مكبل الأيدي والأرجل وأحدا لم يحرك ساكنا، وحسن سلامة المعزول منذ عشرة أعوام يكاد يفقد عقله والصمت علامة مميزة لأبناء العروبة والإسلام.

وأهابت واعد بكافة أهالي الأسرى في الضفة الغربية التصدي لكل محاولات العربدة الصهيونية الهادفة إلى امتهان كرامتهم وتقديم شكاوى عاجلة لجميع المؤسسات الحقوقية والإنسانية حول هذا التجاوز الأخلاقي والإنساني الخطير من قبل دولة العنصرية الصهيونية.

وعلى الرغم من كافة النداءات التي تطلقها أمهات ونساء الأسرى لوقف هذه السياسة إلا أن الاحتلال يتمادى في تفتيش النساء عاريات، في ظل صمت عربي ودولي مقيت يزيد من افتراء الاحتلال على الأسرى وذويهم.