وقود..كهرباء..انترنت..مواصلات

خبر غزة: عندما يصبح عدم توافر الخدمات الحياتية حديث الساعة

الساعة 06:56 ص|12 فبراير 2012

غزة

"يوجد إنترنت لكن لا توجد كهرباء، يوجد مولد كهربائي لكن لا يوجد وقود، يوجد الآن كهرباء لكن لا يوجد إنترنت بسبب خلل في الشركة المزودة، إذن لنلتقي في مقهى لحضور المباراة سوياً، آسف لا أستطيع بسبب صعوبة المواصلات الناتج عن شح الوقود" هكذا وصف المواطن أحمد النجار الحياة في قطاع غزة.

وأكد النجار أن هذا الوصف يعكس حال الشباب في قطاع غزة بعد أن ضاقت بهم الحياة اليومية وتجمعت مشاكل الحصار ضدهم.

وأشار النجار الذي يسكن حي الصفطاوي بمدينة غزة لـ"الأيام"إلى إصابته بنوع من الإحباط جراء تفاقم أزمة فصل التيار الكهربائي والإنترنت بسبب القرصنة وخلل في الشركة المزودة، لافتاً إلى أن الأمر ازداد سوءاً مع شح الوقود وعدم التمكن من تشغيل المولد الكهربائي إضافة لصعوبة المواصلات.

وأوضح الشاب البالغ من العمر( 22 عاماً) أنه بات يقضي وقته أمام بيته مع جيرانه وأصدقائه، لافتاً إلى أن الطالب الجامعي في عطلة هذه الأيام ولا يدري كيف يقضي ويستثمر وقته في ظل تعاظم الأزمات وإصابة الحياة اليومية بالشلل.

وأوضح الطالب أنس فتيحة (20 عاما) أنه اضطر خلال الأيام الماضية إلى المكوث في مقهى إنترنت مجاور لبيته كونه يدرس الوسائط المتعددة "ملتميديا"، مشيراً إلى أن بعض المقاهي تمتلك وقوداً احتياطياً وبدائل للإنترنت تعتمد على شركات مزودة أخرى.

وقال "المصيبة الكبرى أنك عند مراجعتك للرقم المجاني للاتصالات تتلقى إجابة مباشرة تفيد أن هناك عطلاً في منطقتك دون أن تقدم لك أي تفاصيل أخرى حول موعد إصلاحه".

وأوضح الشاب محمود نصار أنه كان يعتمد على المولد الكهربائي لتعويض انقطاع التيار، مشيراً إلى أنه لم يستطع الحصول على وقود لتشغيل المولد وبالتالي انقطع عن العالم كلياً خلال الأيام الأخيرة.

وبسخرية من الأوضاع أوضح الشاب مجدي محمود (27 عاما) أنه لم يجد سوى الحديث مع جيرانه وأصدقائه بجانب موقد الحطب بعد أن فشل في استثمار وقته سواء عبر الانترنت أو القراءة.

وأكد محمود أنه لا يخرج من البيت بعد عمله خوفاً من عدم وجود مواصلات بسبب تعطل الكثير من سيارات الأجرة عن العمل، موضحاً أنه بات يحسب حساباً لكل شيء في بيته وعمله ويسأل عن مواعيد فصل التيار وقدومه وحالة الإنترنت.

ولفت إلى أنه عمل، أمس، جاهداً من أجل توفير غالون من البنزين لضمان تشغيل المولد الكهربائي فترة انقطاع التيار الكهربائي.

وبدت طوابير السيارات طويلة أمام محطة تمراز للبترول في شارع الجلاء بغزة، وبعد استفسار الأيام عن حالة الوقود تبين أن كمية بسيطة من السولار وصلت هذه المحطة فقط.

وأشار السائق محمود رشاد (25 عاما) أنه أًصبح يقضي وقتاً طويلاً أمام محطات الوقود بحثاً عن الوقود لضمان تشغيل سيارته.

وأوضح أن الوضع المعيشي الحالي خلق نوعاً من العصبية الزائدة لدى المواطن سواء كان سائقاً أو بائعاً أورب أسرة، مشيراً إلى أن حديث الساعة بات في سيارته حال الكهرباء والإنترنت والوقود.

ولم تخف أم أحمد زقوت انزعاجها من انقطاع التيار الكهربائي سواء حالياً أو سابقاً، مشيرة إلى أن الأزمة ازدادت حدة بشكل أرهقها وجعلها تتساءل كل يوم عن وقت إزاحة هذه الغيمة التي تحلق في سماء غزة.

ونوهت إلى أنها ارتاحت من ضجيج المولد لكنها عرفت قيمته بعد انقطاع الوقود، ما جعلها تردد المثل الشعبي "هم عن هم بفرق".

ومع معاناة المواطنين الدائمة يبقى الحال على ماهو عليه أملا في أن تأتي المصالحة بجديد وتصلح ما أفسده الدهر.