خبر طفل فلسطيني يروي تفاصيل تعرضه لاعتداء وحشي من قبل جنود الاحتلال

الساعة 04:38 م|11 فبراير 2012

القدس المحتلة

قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فرع فلسطين اليوم السبت، ان طفل يبلغ من العمر 16 عاما تعرض لاعتداء وحشي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من القدس المحتلة.

واضافت حركة الدفاع عن أطفال فلسطين، في بيان صدر عنها، إن الطفل يدعي محمود عمر فقيه، من قرية قطنة شمال غرب القدس تعرض لضرب مبرح بعد اعتقاله، وتسبب الجنود في تكسير ساقيه قبل نقله إلى المعتقل، وأصابوه بجروح مختلفة.

وأكدت الحركة أن التعامل مع الطفل الذي جرى اعتقاله في منطقة شمال غرب القدس المحتلة كان مخالفا لكافة الأعراف والقوانين الدولية للتعامل مع الأطفال والمدنيين في أوقات الحروب.

وأكد الطفل في شهادة قدمها للحركة العالمية للدفاع عن حقوق الأطفال فرع فلسطين، أنه بينما كان متوجهاً برفقة أصدقاء له إلى منطقة الجدار في قرية بيت سوريك المجاورة لقريته، فوجئوا جميعا بجنود الاحتلال وقد نصبوا كميناً لهم.

وأوضح الطفل ان جنود الاحتلال قبضوا عليه وعلى اثنين من أصدقائه، وبمجرد إلقاء القبض عليه طرحوه أرضاً على بطنه وكبّلوا يداه للخلف بمربط بلاستيكي وشدوه كثيراً، وانهالوا عليه بالضرب على مختلف أنحاء جسده وعلى ساقه بعصيٍّ سوداء وبأيديهم وأرجلهم.

وتابع، ان أحدهم قبل ذلك أطلق عياراً معدنياً مغلفاً بالمطاط عليّ أصابني في ساقي اليسرى، وكنت أصرخ من شدة الألم، وأقول كسرت ساقاي، وقد استمروا بضربي على هذا النحو حوالي ربع ساعة.

وأضاف الطفل " لم نعرف من أين جاء الجنود، وكانوا ملثمون، ومنهم من حضر من ناحية الجدار، منهم من يحمل مسدسات وآخرون يحملون صواعق كهربائية وعصي سوداء".

وتابع أيضا : "بعدها رفعني الجنود عن الأرض وأوقفوني، فوقعت لأني لم أكن أستطيع الوقوف على ساقاي من شدة الألم، فعاود الجنود ضربي على مختلف أنحاء جسدي وطلبوا مني الوقوف فلم أستطع، فكانوا يرفعونني ويطلبون مني السير، فأمشي قليلاً ثم أقع، ثم أمسك بي جنديان من كتفي وجراني حتى وصلنا الجدار، وهناك وضعوني على شارع معبد قرب الجدار وأخذوا يضربونني مرة أخرى حتى حضرت سيارة عسكرية أخذتني إلى أحد الحواجز العسكرية القريبة، أعتقد أنه حاجز بيت إكسا، لأن الجنود غطوا عينيّ بطاقية صوف كنت أرتديها على رأسي فلم أعد أرى شيئاً، ومكثت على الإسفلت لمدة ساعة تحت المطر وفي البرد الشديد  وعيناي مغطاتان ويداي مكبلتان".

ويقول الطفل " أدخلت إلى التحقيق في حوالي الساعة الثانية عشر ليلاً، وسألني المحقق عن سبب توجّدي بالقرب من الجدار، وعند إخبار المحقق من قبل الطفل أن ساقيه تؤلمانه، قال له إنه سيذهب إلى الطبيب الذي سيقوم بلفهما بـ'شاش'، ومن ثم سيذهب إلى السجن".

وبعد الانتهاء من التحقيق الذي استمر حوالي ساعة، نُقِلَ الطفل فقيه إلى سجن 'عوفر' قرب رام الله، وهناك رفض طبيب السجن لمسه أو استقباله بعد أن رأى حالته، فأخذه الجنود إلى المستشفى، بعد أن عصبوا عينيه بكيس نفايات بلاستيكي غير مستعمل.

ويصف الطفل قائلا "عندما وصلت عوفر كنت مكبل اليدين للأمام بكلبشات حديد، أنزلني الجنود من السيارة وأخذوا يجرونني جراً إلى طبيب السجن، كنت أتألم بشدة، طلبت منهم التوقف، فكان أحدهم وهو من داخل السجن يقول لي بالعربية 'اسكت، وإلا سنضعك عند الكلاب".

ويقول: "بعدها نقلت إلى مستشفى داخل القدس، عرفت من أحد العاملين هناك فيما بعد أنها مستشفى هداسا العيسوية، وقد وصل المستشفى صباح اليوم التالي لاعتقاله، ولم يكن وقتها قد تناول أي طعام أو استخدم المرحاض منذ ساعة اعتقاله، بالإضافة للألم في ساقيه".

وقال الطفل فقيه انه في اليوم التالي لوجوده في المستشفى لفّ الأطباء ساقه اليسرى بالجبص بعد أن تبين وجود كسر فيها أيضاً، وتناول في ذلك اليوم أول وجبة طعام منذ اعتقاله، وكانت من المستشفى، كما استخدم المرحاض بمساعدة أحد الممرضين.

وعصر ذلك اليوم ثاني يوم لوجوده في المستشفى نقل الطفل فقيه إلى سجن "عوفر" برفقة ثلاثة جنود، بينهم مجنّدة، وقد تعرض للاعتداء من قبلهم أثناء إدخاله السجن قبل تسليمه، وأُجبر على السير حوالي 30 متراً قبل أن يصل القسم، رغم إخباره الجنود أن الأطباء طلبوا منه عدم السير على ساقيه لمدة 12 ساعة على الأقل حتى يجف الجبص جيداً.

ويقول: "ضربني أحد الجنود على صدري بقبضة يده وكانت ضربة قوية، بينما شدتني المجندة من شعري،وأجبروني على السير على قدميّ رغم أخباري لهم أنني ممنوع من ذلك من قبل الأطباء".

ومكث الطفل في قسم الأشبال في سجن عوفر 16 يوماً، عرض خلالها على المحكمة خمس مرات، وكان يُنقل إليها بواسطة كرسي متحرك وسط استهزاء السجانين وسخريتهم، وفي الجلسة الخامسة أفرج عنه بكفالة ثلاثة آلاف شيقل حتى يحين موعد المحاكمة.