خبر عبد الله الشاعر يكتب في المرايا .. ترجل عن سلم الصمت

الساعة 11:12 ص|09 فبراير 2012

الأستاذ عبد الباري عطوان تحية الصحافة التي منحتها من جرأتك وقودا ثوريا لا تطفئه الدولارات ولا تشتري ذمته المناصب في فلسطين جرحك الذي لا يندمل ووجعك الأبدي روح تئن من الموت وثائر تالف مع الوحشة حتى غدت وحشته قدراً إنه الأبي المقدود من النار إنه الحامل على كاهله وطناً يتوجع عساه يصنع في جدار السجن نافذة تطل على الحرية انه الأسير المضرب عن الطعام لما يزيد عن 54 يوماً إنه (خضر عدنان) الاسم الذي يختصر حكاية العذاب في أقبية الموت والسر الذي سيعيد للسجين كرامته ومكانته التي تناساها السياسيون المنشغلون بالغنائم المشوهة .

خمسون يوماً ويزيد وأنا بانتظار من تعودنا حضوره في كل نائبة يحمل الدواء والدموع واللغة العصية فلماذا تأخرت يا بعد الباري وأنت تعلم انه من شيوع الكذب واستفحال التضليل يفقد الصوت الحر الأبي.

ألا يمثل لك هذا الموت التصاعدي استفزازاً للروح الإنسانية فيك وحافزاً ليراعك النابض بالحياة ان يخط على تفانيه آمالا من الحرية .

أليس مشيناً أن يمارس الإعلاميون المصنفون في قوائم الشرف إعداما لخضر عدنان كما يمارس الطغاة إعداما له عبر سجنه وتجريده من كل سلاح سوى أمعائه .

الست خير من يعلم أن ثمة إعلاميين كل جهودهم أن يدفعوا العمالقة بستائر النسيان لإبراز أقزام في صورة أبطال ميامين.

نحن ضحايا إعلام مرعوب وأخر مركوب فلا تغلق في وجوهنا فسحة الأمل ها هو ذا خضر عدنان يزحف مثخناً بطعنات الأعداء وصمت عدد من ذوي القربى ولكنه رغم الكرسي المتحرك والأصفاد الموغلة في بقايا جسده فما زال يمسك بالراية المضخمة بالإرادة التي يستحيل عليها الانكسار

في ملحمته وعلى وقع الجوع وسكرات الرحيل يصرخ الشيخ خضر يا وحدنا !!!! يقتله البرد ويأكل الجوع أحشاءه لكن إرادته تستعصي على كل شيء ... تموت خلاياه واحدة تلو الأخرى لكن روحه لا تموت ... تمنحه الإرادة مزيداً من الصلابة ويمده الوعد بطاقات من الصبر لا تلين ... تخجل الأصفاد من يديه ... يحجل الجوع والبرد والمرض من إرادته. وتئن جدران الزنزانة أسفا عليه وتبيض عين الوطن من الحزن فهو كظيم ... لكن نواطير الأوطان مشغولون بالغنائم وتقاسم حلي أمهم التي قتلها الأعداء وسلبوا منها كل ثمين ونصبوا أبنائها ملوكاً من غير ممالك وثوراً من غير ثورة ووطنيين من غير وطن ...!!!!

يتكئون على تاريخ غامض ومفاجئ وعلى واقع مشين ومستقبل سيئ ومشوه ومشبوه ....!!

معيب جداً أن يتضاءل انتماؤنا للإنسان وفلسطين ويتقزم في حدود الحزب أو العشيرة الحزبية ... ببطونها وافخادها وصالحيها وطالحيها ...

ألا ترى أن القيم الوطنية العامة قد أوشكت على التلاشي منذ أن أنشب الانقسام وبأت تتأكل حتى عدت أمورا من الماضي السحيق ؟!...

ليس الكذب ملح الرجال وحدهم بل هو ملح السياسيين والقادة والافاكين بل هو السبيل الأمثل للضحك على ذقون الشعوب وسلمهم للصعود على ظهور الناس ومن هنا تكمن أهمية الصدع بالحق ووجود يراع لا يندم من جيب احد . ولا يصب تحت عباءة آخرين.

إن في غرف الأخبار من لا يأتمرون بالشرفاء ليقتلوهم وفي اغلب الفضائيات رهط يفسدون في الإعلام ولا يصلحون . فأطلق ليراعك العنان . وأرسل مع الريح صوتك الذي لا يهادن فإن الشيخ خضر يستمد من الأصوات الأبية جرعات صمود وتحد وإرادة...

 

لو أن طائراً تعثر على شاطئ بحر لوجدت آلاف الإعلاميين قد هبوا ليسبغوا عليه من إنسانيتهم وبات كل واحد منهم دولة غنية بالمشاعر ومصدرة للقيم الإنسانية والدموع ولكن مشهد الموت الذي يعيشه خضر عدنان منذ قرابة الشهرين لم ينزمنهم قطرة الإنسانية فلبئس ما كانوا يصنعون .....!!!!!

 

استأذنا عبد الباري اشحذ ففي زحمة الموت لا بد للشرفاء من أن يشد بعضهم أزر بعض.