قضيته لم تحظ باهتمام عالمي

خبر لماذا لم يغادر الشيخ « عدنان » حتى اللحظة حدود فلسطين؟

الساعة 11:30 ص|08 فبراير 2012

غزة (خـاص)

لم تعد قضية الشيخ الأسير خضر عدنان الذي يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الثالث والخمسين عن الطعام في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" مقتصرةً على عدد من المؤسسات التي تعني بشؤون الأسرى، والشخصيات التي تؤمن بقضيته ورفاقه، بل وصلت إلى كافة البيوت الفلسطينية، التي بدأت تتناقل أخباره وتهتم بقضيته التي شكلت رأي عام فلسطيني رغم تقصير بعض الجهات الرسمية والفصائلية.

فقد شَكَل الإعلام أحد الأسلحة الهامة في قضية عدنان، حيث استطاعت بعض المؤسسات الإعلامية أن تجعل من إضراب عدنان قضية تستحق أن تُبحث ويهتم بها على كافة الأصعدة، فيما ارتأت عدد من المؤسسات وخاصةً الفضائيات العربية منها والمحلية أن تكتفي بدور المراقب للحدث وليس صانعه.

فيما اعتبر البعض أن الجهات الرسمية الفلسطينية وبعض الفصائل الوطنية، مقصرةً في التحرك من أجل قضية الأسير الشيخ خضر عدنان.

وهذا ما صرحت به عضو المجلس التشريعي خالدة جرار، التي أضافت أن التقصير يشمل كذلك اللجنة الدولية للصليب التي لا تتحرك بشكل فاعل من أجل نصرة عدنان، فيما ثمنت دور المؤسسات الدولية غير الحكومية.

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" تطرقت إلى الجانب الإعلامي في قضية الشيخ عدنان، وكيف شكل حالة ضغط على الشارع الفلسطيني الذي بات مهتماً بالقضية، لتطرح السؤال عن مدى وصول القضية إلى العالم العربي والإسلامي والغربي والذي من شأنه الانتصار لعدنان ورفاقه في السجون، ووقف الانتهاكات "الإسرائيلية" بحقهم.

الصحفي عادل الزعنون، قال إن قضية الأسير خضر عدنان اكتسبت العدالة التي باتت جزءاً واضحاً فيها، حيث أن الاحتلال لم يثبت أي اتهامات ضده، فيما يعتبر عدنان صاحب أطول فترة إضراب عن الطعام، وقضيته مرصودة ومعروفة التفاصيل، أي أن قضيته فرضت نفسها.

وأضاف الزعنون أن هناك حملة منظمة من الإعلام الفلسطيني المحلي، في حين أن الإعلام العالمي أعطى مساحة محدودة لقضية عدنان، ولم يعطيها حقها وذلك لعدة أسباب، أهمها انشغال الإعلام الغربي بالثورات العربية، والتهديدات الإيرانية، وقضايا وملفات كبرى، قللت من الاهتمام بقضية عدنان.

وبين، أن الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون لا تلقَ اهتماماً من قبل الإعلام الغربي، ولا تحظى بتركيز، إلا في حال فرضت القضية نفسها كقضية عدنان.

وعلى الرغم من ذلك، فيضيف الزعنون فإن الاهتمام الفلسطيني، ليس هو المطلوب، ويتوجب تركيز أكبر ومساحات أوسع لقضية عدنان، يكسبها قوة على مستوى الرأي العام.

أما على صعيد الفعاليات التي تنظمها بعض المؤسسات المعنية بشؤون الأسرى، فأوضح الزعنون أن هذه الفعاليات وتزايدها لا يعني نجاحها في إيصال الرسالة المطلوبة، ويجب أن تأخذ طابع وبعد عالمي لتحقق المطلوب منها، وأن تخرج من إطار الحركي إلى الإطار العام.

بدوره، رأى ياسر مزهر مُنسق لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية ومسؤول في مؤسسة مهجة القدس التي تعني بشؤون الأسرى والمحررين، أن اهتمام الشارع الفلسطيني بقضية عدنان نابع من الأسير نفسه الذي يعتبر صاحب أطول فترة إضراب عن الطعام منفرداً، وهو أحدث تأثير على الجمهور.

وأشار مزهر، إلى الفعاليات التي نظمتها مؤسسة القدس من مؤتمرات واعتصامات متتالية في كافة محافظات الوطن، فضلاً عن تنظيم خيمة اعتصام مفتوحة أمام الصليب الأحمر، حيث أعلن شبان الإضراب عن الطعام تضامناً مع عدنان، بالإضافة إلى الاعتصام في مدن الضفة المحتلة.

وأضاف مزهر، أن هذه الفعاليات شكلت غضب جماهيري في غزة ورام الله، حيث وصلت قضية عدنان لكل بيت فلسطيني سواء كان مهتماً بقضية الأسرى أو غير مهتم.

واستدرك مزهر، أنه على الرغم من تشكيل حالة الضغط الجماهيري، إلى أن بعض الفضائيات العربي والمحلية والغربية قصرت في قضية عدنان، ولم تستطع أن تُخرج قضية عدنان للملأ وأبقتا داخل فلسطين.

وقد اتهم نصر فؤاد أبو فول الناشط فى قضايا الأسرى وسائل الإعلام العربية والمؤيدة للقضية الفلسطينية بالتقصير الكبير لتغطية إضراب الشيخ الأسير خضر عدنان، مضيفاً أن التغطية الإعلامية يجب أن تكون من كافة الجوانب ومن كافة الوسائل الإعلامية المحلية والعربية والدولية , مبديا استغرابه الشديد فى التقصير بحق الشيخ عدنان وكافة الأسرى .

يذكر أن الأسير عدنان أحد كوادر حركة الجهاد الإسلامي يضرب عن الطعام ويعتمد على الماء في إضرابه، ويرفض أن يتناول أية سوائل أخرى حتى الملح يرفض أن يتناوله كما يرفض أن يخضع للفحص الطبي كخطوة تصعيديه من جانبه منذ اعتقاله إداريا في منتصف الشهر الماضي.