خبر انهارت الطريقة -يديعوت

الساعة 08:59 ص|08 فبراير 2012

بقلم: مئير دغان

رئيس الموساد السابق

ان اسرائيل قريبة جدا من نقطة اللاعودة في قدرتها على تجاوز التحديات الوجودية التي تجابهها. وليس الحديث فقط عن التهديد الايراني بل عن تهديد قدرتنا على ان نقيم هنا ادارة فعالة قادرة على توجيه السفينة الوطنية في العاصفة الهائجة حولنا.

ان واحدة من الخصائص الرئيسة لدولة اسرائيل هي التنوع والاختلاف الاجتماعي. فهي دولة شابة تشمل عددا كبيرا جدا من الأديان والطوائف والأوساط وتفخر بقدرة على انشاء بيت وبوتقة صهر للجميع. لكن على مر السنين تحول التنوع من كونه نقطة قوة الدولة الى واحدة من نقاط ضعفها. وقد أفضى عدم وجود شعور بالخطر الوجودي الى تحلل اسرائيل السريع من مباديء رسمية وهناك جهات أقلية تستغل الضعف البنيوي لتُحدث هنا مسخا لماهية الدولة وروحها.

أُسلمت الديمقراطية الاسرائيلية الى مجموعات مصالح تؤكد الفروق وتشجع الفئوية وتقديم المصالح الضيقة على ارادة أكثر الشعب. وقد صارت الكثرة أسيرة القلة لا من الجانب الفكري فقط بل انها هي نفسها تغذي من يهبون لاقصائها بصورة أخذت تزداد احكاما. وفقدان القدرة على الحكم يزيد في طغيان القلة ويمنع اسرائيل من مكافحة التهديدات الوجودية. فاسرائيل تدافع عن نفسها في الداخل وتترك منعتها القومية الحيوية كثيرا من اجل المجابهات التي تنتظرها في الخارج.

ان وضع دولة اسرائيل المتميز يقيمها كل يوم في مواجهة قرارات حاسمة عظيمة الأهمية في الجوانب الامنية والاقتصادية والاجتماعية. لكن طريقة الحكم الحالية لا تُمكّن من مواجهة جدية فعالة لهذه التحديات. فتُصعب البنية البرلمانية وطريقة الحكم الحالية جدا اتخاذ القرارات والتخطيط للأمد البعيد. وإن افلاس التربية الرسمية وغياب التربية العلمية المتقدمة والتضاؤل الملحوظ لعدد من يخدمون في الجيش والتمايز الذي أخذ يزداد – كل ذلك أعراض ظاهرة عميقة خبيثة. ولفقدان القدرة على الحكم تأثير مباشر في الطبقة الوسطى التي هي العمود الفقري للمجتمع الاسرائيلي.

من المهم ان نؤكد ان ليس الحديث عن هذه القيادة أو غيرها ولا هو مسألة يمين أو يسار. فالطريقة الحالية تضطر كل حكومة الى ان تستنفد وقتها من اجل البقاء السياسي والاستسلام لقسريات فئوية بدل التخطيط البعيد الأمد وهو ما يتركنا مع ترتيب أولويات اجتماعي واقتصادي مشوه وتقسيم لا مساواة فيه للعبء. والقيادة مشغولة بارضاء حزب لسان الميزان بدل المصلحة العامة الواسعة.

ان اليقظة العامة في الصيف الاخير والاحداث الاخيرة تشيران الى ان مواطني اسرائيل يدركون أننا نخطو اليوم في منزلق دحض نحو خطر حقيقي على مستقبل الدولة. لن تُخلص استنتاجات لجنة تريختنبرغ اسرائيل ولا مباديء تصحيح ليف ورفاقها. ان المشكلة هي الطريقة.

ان جمعية "هناك احتمال"، التي ارأسها، هي حركة غير حزبية تعمل على تغيير طريقة الانتخابات والحكم بصورة تُمكّن من مجابهة الاخفاقات القائمة. وقد صاغت الجمعية اقتراح قانون سيُعرض على الكنيست وفيه اقتراح تغيير الطريقة على نحو يُمكّن من قدرة قوية على الحكم تفضي الى تعبير عن ارادة الأكثرية وتحافظ مع ذلك على تمثيلية سائر الأوساط في مجلس النواب. وفي مقابلة هذا سنعمل على دعوة عامة لرؤساء احزاب المركز الصهيوني ليلتزموا لناخبيهم تغيير طريقة الانتخابات والحكم في اسرائيل قبل الانتخابات القادمة.

نحن نميل بصورة طبيعية الى ان نولي معنى كبيرا لتهديدات من خارج دولة اسرائيل ونتجاهل التحديات الداخلية. وعلينا ان نفهم ان التهديدات الداخلية هي خطر لا يقل عن ذلك على مستقبل دولة اسرائيل. والطريق الحالي الذي نسير فيه يؤدي بنا الى تهديد حقيقي لطبيعة دولة اسرائيل الديمقراطية والصهيونية ويضطرنا الى ان نعمل الآن قبل ان يصبح الوقت متأخرا جدا.