خبر أوقاف خانيونس تعتمد مقابر « اللحد » بدلاً من « الفساقي » لتعديها على حرمة الميت

الساعة 11:10 ص|07 فبراير 2012

خان يونس "مثنى النجار"

تعكف وزارة الأوقاف في مدينة خان يونس على خطوة جديدة تدفع باتجاه دفن الموتى في مقبرة عامة موحدة على طريقة اللحد بعيداً عن دفن الفساقي والمقابر الممتلئة .

ورداً على القرار قال مدير وزارة الأوقاف بمدينة خان يونس عبد الهادي الأغا ل"مراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية " بأن الوزارة خصصت قطعة أرضٍ في منطقة المحررات بالمدينة تترواح مساحتها 150 دونم, وأشار الأغا إلى أن وزارته شرعت  بتجهيز عشرات المقابر استعداداً لافتتاحها.

وبين الأغا أن وزارته عقدت ورش عمل مع علماء الإفتاء لإظهار الفتوى الشرعية حول الخطوة التي ستقدم عليها الوزارة , مؤكداً أن هناك قراراً تم الإجماع عليه وتم التواصل بعده مع الجهات المختصة لوقف الدفن في الفساقي وتخصيص المقبرة في المحررات على طريقة اللحد دون النظر لمكان عائلة على أخرى.

ومن الناحية الشرعية, حاور"مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية", مفتي المدينة الشيخ إحسان عاشور رد بالقول:" عندما وُجدت الإمكانيات والبديل الشرعي الصحيح , فأنه ينبغي على وزارة الأوقاف أن توقف الدفن في الفساقي ويحق لها شرعاً أن تمنع الدفن بالقوة الجبرية , وتمنع الدفن في المقابر الممتلئة التي لامكان فيها للموتى.

ووتجدر الاشارة الى ان عدد من عائلات في مختلف المناطق بقطاع غزة تعمد على دفن مواتها في فساقٍ داخل مقابر  تجمع بداخلها أكثر من ميت , أمرٌ يصفه الدين بالتعدي على حرمه الميت و حدود الله.

 ويشير المفتي عاشور بالقول:" أن تكون "الفسقية" حجرة وأن يدخل الناس فيها فيضعون الميت , ثم يأتي ميت أخر بعد مدة فيدخل الناس من جديد لدفنه ,فهذا حرام قطعاً لما فيه هتك لحرمة الميت , وكسرٌ لعظامه ,مبيناً أن النبي صلى لله عليه وسلم قال: " كسر عظم الميت ككسره حياً" أي في الإثم , ومن ناحية فقهية لايجوز الدفن في الفساقي إلا للضرورة أو حاجة ملحة كعدم وجود ارضٍ أو مقبرة للدفن فيها.

ودعا الشيخ المفتي الناس أن يدركوا أن هذه المسألة مسألة شرع ودين وأن دين الله مقدم على الأهواء والرغبات , لان إنتهاك حرمة الميت هو انتهاك لحدود الله عز وجل , فعلى الناس التعاطي مع هذه الوجهة الجديدة.

أما من وجهتهم فقد وصف مواطنون الخطوة بالجيدة لكنها مجهدة , ويرى المواطن محمد أبو العلا من بلدة بني سهيلا شرق المدينة أن بعد المقبرة يشكل عائقاً كبيراً أمام حاجتهم لمكان قريب مفضلاً دفن أي ميت من عائلتهم في مكانهم القريب على المقبرة الجديدة ونوه إلى أن زيارة الميت في المقبرة الجديدة إن تمت سيشكل جهداً كبيراً حتى لو توفرت المواصلات وقت الدفن .

أما المواطن عماد فرفض بدوره الفكرة من أصلها لكنه قال إذا كانت هناك ضوابط وقرارات شرعية ملزمة فانه سيلتزم إذا شملت كل المناطق.

ويرى كثيرون بأن الإقبال على هذه الخطوة في غاية الأهمية , في حين يؤكد آخرون بأنها خطوة المتاعب التي لايريد الكثير السير في طريقها.