خبر ليس الملك عاريا -يديعوت

الساعة 09:18 ص|06 فبراير 2012

ليس الملك عاريا -يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

زرت في نهاية الاسبوع الاردن في نطاق جولة "اصدقاء الكرة الارضية" – وهي منظمة خضراء تعمل في اسرائيل والاردن والضفة. وسافرنا على طول شارع الغور الاردني – الأخ الفقير للشارع 90 الاسرائيلي. وقد ارتفعت فوق كل مبنى عام وكل حانوت ثانية وقرب كل مفترق صور الملك عبد الله الثاني. وصُور أبوه الملك حسين ايضا غير قليل لكن الابن فاق أباه. وقد عرضته الصور ببزة عسكرية مع أوسمة وفي أوضاع قتالية وهو يصوب سلاحا ومع زوجته وأبنائه وبلباس بدوي تراثي، وببدلة أعمال وبصحبة ابنه حسين ولي العهد. وقد عرضت اللافتات الأكثر اثارة للفضول العائلة الهاشمية بترتيب تصاعدي – من حسين بن علي والد السلالة الى الجد عبد الله الاول ثم الجد طلال والد الحسين وانتهاءا الى عبد الله الثاني أو بصورة دائرية بحيث كان الملك الحالي في الوسط أكبر من الجميع وآباؤه يُحدقون به من الجوانب.

ليست غريزة الشهرة هي التي تولد هذا الحشد من الصور. فالنظام يفعل هذا لأنه يُقدر ان هذا هو الواجب لاقناع الناس بأن الحاكم جزء لا ينفصل عن حياتهم وعائلتهم، وهذا ما يُحتاج اليه ليُبين لهم من هو صاحب الأمر. لست أعلم ماذا يسأل المواطن الاردني نفسه حينما يرى مرة بعد اخرى صورة ملكه. أما في قلب سائح عارض فيثور شك بثقة النظام بنفسه وباستقراره. فلو أن الملك كان ضامنا لكرسيه لتخلى أصلا عن جزء من اللافتات.

ان القلة من الاردنيين الذين أُتيح لي أن أتحدث اليهم انتموا الى الدائرة العامة. وقد سألتهم ما يسأله الجميع وهو ألن يصلهم التحول الذي حدث في مصر ويحدث في سوريا، وكان الجواب بلا. وقد علل أحدهم قائلا: "الاردن دولة قبلية". وعلل ثان قائلا "أحدث الملك اصلاحات". وعلل ثالث قائلا: "يجري في عروق الهاشميين دم النبي محمد".

لم أُحدثهم عن عضو الكنيست آريه الداد من الاتحاد الوطني الذي يريد ان يجدد الآن الحملة الدعائية التي شعارها "الاردن هو فلسطين". والداد على يقين من قرب يوم سقوط العائلة الهاشمية وحكم حكومة فلسطينية في عمان، وسيكون هذا بالنسبة إليه يوما مفرحا فالفلسطينيون سيحصلون على دولتهم في الجانب الشرقي من النهر وستكون اسرائيل حرة في ضم الضفة.

ان شعار "الاردن هو فلسطين" يخفق في اليمين الاسرائيلي منذ سنين. واذا كنت أتذكر تذكرا صحيحا فقد عقد مؤتمر تحت هذا الشعار في فندق "رمادا رينسانس" في القدس في مطلع التسعينيات بمشاركة اريئيل شارون وبنيامين نتنياهو. وشعر الملك حسين بالاهانة، وشعر بذلك بحق. بعد ذلك بذل شارون كل موهبته في المراودة وغير قليل من ماء بحيرة طبرية في جهد لمصالحة الملك.

قال لي الداد: "سيأتي الاردن بعد سوريا. واسرائيل محتاجة الى الخطة ب". وحينما قلت هذا لليبرمان نظر إلي وكأنني دُست قطا وقال هناك كلام لا أقوله حتى في غرفة مغلقة.

"لكن يجب اعداد خطة"، يصر الداد. "يجب الاهتمام بألا يتحول الاردن الى دولة حماس أو الى ملاذ للقاعدة". وأراد اجراء استطلاع للرأي العام في الاردن. وقالوا له انه لن يحصل على أجوبة حقيقية ولهذا توجه الى معهد "سميث" الذي أجرى من اجله استطلاعا هاتفيا بين السكان اليهود في اسرائيل. وقد سأل المستطلع: اذا حدثت ثورة في الاردن فهل يصبح الاردن دولة الشعب الفلسطيني بالفعل؟ وأجاب نصف المستطلعة آراؤهم بـ لا. وأجاب الربع بـ نعم. ويريد الداد اعتمادا على هذا الربع ان يدفع الى الأمام باقتراحه وهو جنسية اردنية للفلسطينيين في الضفة وساكنية في اسرائيل التي ستضم المنطقة.

لالداد فلسطيني واحد يؤيد خطته اسمه مضر زهران. وهو لاجيء فلسطيني يسكن في بريطانيا. ويُكثر زهران من نشر مقالات تدعو الى استبدال دولة فلسطينية موالية لاسرائيل في الاردن بالسلطة الهاشمية. ويريد الداد في المدة الاخيرة من اصدقائه في واشنطن ان يدعوا زهران لمساءلة في الكونغرس.

تحدثت لواحد من كبار الوزراء في الثمانية عن مبادرة الداد واعتقد ان الفكرة ضارة وخطيرة. وقال ان لاسرائيل مصلحة عليا أمنية وسياسية في استقرار الاردن تحت العائلة الهاشمية.

جاء الى الفندق الذي نزلنا فيه عائلات سوريين وجدوا ملاذا في الاردن. ونشك في ان يكون كثيرون في الاردن يحسدون اليوم السوريين والمصريين والعراقيين. ويُشك في ان يريد كثيرون السير على آثارهم.