خبر رياح حرب- يديعوت

الساعة 10:53 ص|05 فبراير 2012

بقلم: رونين بيرغمان

        (المضمون: التقدير في اوروبا والولايات المتحدة بان هناك احتمال معقول في أن تهاجم اسرائيل ايران في العام 2012 - المصدر).

        رياح الحرب التي تهب في الشرق الاوسط يمكن للمرء أن يشعر بها حتى في غرفة الانتظار في فندق بايريشو هوف – قرب القاعة التي تجرى فيها مداولات مؤتمر ميونخ لشؤون الامن.

        "نحن نخاف"، يقول لـ "يديعوت احرونوت" رجل اسرة الاستخبارات الامريكية. "التصريحات الاخيرة لزعماء بلادك اقنعتنا بان يحتمل جدا أن تكون وجهة اسرائيل هي نحو الهجوم على ايران".

        المقاعد في القاعة الهائلة، المحوطة بالشرفات والاروقة، محجوزة لزعماء العالم. على السطح، في البرد القارص، ينتشر قناصة الوحدة الالمانية لمكافحة الارهاب. لم يبلغ عن تهديدات محددة، يعترف مصدر أمني ألماني، ولكن "في ضوء رياح الحرب التي تحتدم في الشرق الاوسط قررنا عدم أخذ أي مخاطرة".

        الولايات المتحدة بعثت الى المؤتمر وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع ليئون بانيتا. وعلى المنصة تحدثا عن التزامهما بأمن اوروبا والتعاون الاقليمي، ولكنهما امتنعا على نحو تظاهري عن الحديث في الموضوع الايراني. سؤال بعثت به حول هذا الموضوع قام مدير الحفل بإعمال مقص الرقابة عليه.

        ولكن خلف الكواليس الوضع مختلف. ففي سلسلة لقاءات اجرتها هنا كلينتون وبانيتا، بما في ذلك العشاء المغلق مساء يوم الجمعة مع زعماء كثيرين آخرين، تحدثوا عن الاحتمالات في أن تهاجم اسرائيل. الجميع في المؤتمر يسألون: "هل هم يقصدون بجدية": هل نتنياهو وباراك بالفعل يقصدان مهاجمة ايران ام انهما يتظاهران كي يمارسا ضغطا أكبر على الولايات المتحدة.

        حتى ما قبل اسبوعين قدرت محافل في بريطانيا، فرنسا، ألمانيا والولايات المتحدة بان الجوابين صحيحان. غير أنه منذئذ اطلقت في اسرائيل تصريحات قتالية، من جانب باراك وآخرين. في أعقابها تبلور في البيت الابيض، في البنتاغون ولدى مسؤولين كبار في المانيا وفرنسا التقدير بانه يوجد احتمال معقول بان تهاجم اسرائيل ايران في 2012.

        هذا الاعتراف يتغلغل في أروقة المؤتمر ويحدث هنا خوفا كبيرا، ولكن ليس يأسا. "سبق لنا أن فعلنا كل ما في وسعنا"، يقول لي مصدر كبير في الاتحاد الاوروبي، "ماذا تريدون اكثر من ذلك؟". اوروبا والولايات المتحدة بالفعل عملتا بنشاط في الاسابيع الاخيرة لفرض عقوبات أشد على ايران. الاحساس هو أنه لا يمكن عمل المزيد. اسرائيل، من جهتها، تعتقد ان العقوبات جاءت متأخرة اكثر مما ينبغي؛ معقول الافتراض بان هذه العقوبات لم يعد بوسعها اجبار زعماء ايران على التخلي عن المشروع النووي.

        وقال مسؤولون امريكيون لنظرائهم الاوروبيين انهم طلبوا من اسرائيل الا تهاجم ولكنهم لم يتلقوا تعهدا بذلك. في محادثات مغلقة ادعوا بانهم يعرفون بان اسرائيل اعتزمت الهجوم في ايلول 2010، ولكن الهجوم تأجيل لاسباب عملياتية وخلافات ولم يطرح على المجلس الوزاري للمصادقة عليه. اما اليوم فيقدر الامريكيون بان هناك احتمال معقول بان تهاجم اسرائيل في 2012. في نهاية الاسبوع نقل على لسان بانيتا التقدير بان اسرائيل ستهاجم ايران بين نيسان وحزيران. مصدر أمني أمريكي يشرح بان التسريب يستهدف رفع جزء على الاقل من المسؤولية عن الولايات المتحدة على الافعال المستقبلية لاسرائيل. ولكن هذا التقدير يثير اليأس لدى الاوروبيين. فهم يخشون بانه لا يسعهم عمل المزيد لمنع الاشتعال في الشرق الاوسط.