خبر المرشد العام للإخوان يدعو القوى الوطنية لحوار عاجل

الساعة 10:53 ص|03 فبراير 2012

فلسطين اليوم

دعا الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، كل القوى الوطنية إلى عقد مؤتمرٍ عاجلٍ بعنوان "حوار من أجل مصر رقم (6)" للتباحث من أجل القضايا المصرية الملحة، وكيفية إخراجها من أزماتها الراهنة؛ لأن مصر ملكٌ لنا جميعًا.

 وأكد بديع فى كلمةٍ متلفزةٍ على فضائية مصر 25 مساء الخميس، أن هذا الحدث لا يمكن أن يمر بغير حساب؛ حيث نزلت بمصر العديد من الكوارث فى الفترة الانتقالية ولم يُعاقَب عليها أحدٌ، ولم يُقتص لشهدائها، وهو الأمر الذى أغرى بالمزيد.

 وطالب بمحاسبة مرتكبى الكارثة أمس سياسيًّا وجنائيًّا بأسرع ما يمكن؛ لأنه لا يمكن القبول بالتستر على جرائم القتل، مستشهدًا بقوله تعالى: (وَلَكُمْ فِى القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِى الألْبَابِ لَعَلَكُمْ تتقون) (البقرة).

 وأكد "بديع" أن أحداث أمس تثبت تصاعد حدة الفلتان الأمنى إلى حدٍّ كبيرٍ، وأن الشرطة متقاعسة عن أداء دورها، مطالبًا بمحاسبة جميع المقصرين فى وزارة الداخلية وتطهيرها، ومساءلة وزير الداخلية واتخاذ تدابير عاجلة لتوفير الأمن.

 وطالب بمعاملة معتقلى طره وقتلة الثوار بالعدل، ونقل الرئيس المخلوع إلى مستشفى السجن فورًا، وتعجيل محاكمتهم والقصاص العادل منهم؛ حيث لا يمكن أن تهدأ الأوضاع فى ظلِّ تباطؤ المحاكمات، ويجب ألا تكون محاكمتهم جنائيًّا فقط، بل تجب محاكمتهم سياسيًّا على كل ما ارتكبوه من فسادٍ فى الحياة المصرية.

 وأوضح أن الأحداث التى ارتكبت أمس هى قضايا أخلاقية بالدرجة الأولى؛ حيث إن من يتجرأ على القتل والإيذاء والسرقة والكذب يعانى من مرضٍ أخلاقى، ويجب أن تكون القضية الأولى لدى الشعب المصرى هى القضية الأخلاقية؛ حيث إن الشعب المصرى كله يركب سفينة واحدة، ويجب أن نكون جميعًا مسئولين عنها وعن سلامتها وصحتها.

 وطالب الشعب المصرى بتحمُّل مسئولياته من أجل تحقيق النهضة الأخلاقية والوقوف صفًّا واحدًا فى مواجهة المعتدين ومحاصرتهم؛ لأن الشعب كله شريك ومالك لهذا الوطن، وإذا وجدنا مَن ينال من الوطن يجب أن نواجهه، ونأخذ بأيدى بعضنا نحو النهضة الحقيقية فى جميع المجالات بالانطلاق أولاً من بوابة النهضة الأخلاقية وإعادة قيمها.

 وأضاف: "أصبح مما لا يخفى على أحد أن هناك من الأفراد مَن يحملون مخططات هدمٍ للوطن، ويتدربون من أجل هذا، وهم معرفون لدى المجلس العسكرى والشرطة، ويتم التسويف فى إحالتهم إلى المحاكم، وهذا مرفوض تمامًا؛ حيث إن الشعب قام بثورته ليتجرَّد من التبعية غير الشعبية ليتوفر الاستقرار الذى يحلم به".

 وشدد على ضرورة وضع هذه المخططات نصب الأعين ومحاسبة أصحابها وفق القانون، وقطع الأمر أمام البلطجية المأجورين ومحاسبتهم وغيرهم عن إفسادهم وجرائمهم فى حقِّ الوطن.

 وقال فضيلته: "إن الإخوان المسلمين جزءٌ من الشعب المصرى يشعر بآلامه وآماله، وهو معه وله فى كلِّ خطواته، خاصةً وأن الشعبَ حمَّل الإخوان مسئوليةً كبيرةً باختياره ممثلاً عنه فى البرلمان، وهم صمام أمان المجتمع المصرى.

 وأوضح أن الإخوان صابرون ومحتسبون أمام الحملات الإعلامية التى تهدف إلى إيذاء الإخوان، وتثق فى وعى الشعب المصرى، وتعمل معه ولا تريد جزاءً ولا شكورًا، مؤكدًا أن جميع مطالب الثورة مطالبنا، ولن يهدأ لنا جفن حتى تتحقق جميعها.

 وحمَّل المجلسَ العسكرى مسئوليةَ أحداث بورسعيد، كما حمَّل محافظ بورسعيد ومجلس إدارات الأندية المسئولية لعدم أخذهم كل التدابير للحيلولة دون وقوع الأحداث، مذكرًا إياهم بحديث النبى صلى الله عليه وسلم: "اللهم من ولى من أمر أمتى شيئًا فشقَّ عليهم فاشقق عليه".

 واستشهد بقول النبى صلى الله عليه وسلم: "لزوال الدنيا عند الله أهون من قتل نفس مؤمنة"، وقول عمر بن الخطاب رضى الله عنه: "لو عثرت بغلة فى العراق.....".

 وقال أتوجه إلى الشعب المصرى بالحديث وقلبى يعتصره الألم على الذين قضوا نحبهم فى غير ميدان، واستشهدوا فى غير مواجهةٍ حقيقيةٍ لعدو.

 وقدَّم المرشد العام أخلص التعازى لجميع ذوى الشهداء، ودعا الله أن يتغمَّد جميع ضحايا بورسعيد فى أعلى الجنان بصحبة النبيين والشهداء والصالحين، وأن يرزق ذويهم الصبر والسلوان، كما قدَّم التعازى لكل فردٍ من أفراد الشعب المصري، ودعا بالشفاء والعافية لكل المصابين.