خبر رئيس الشاباك: مستوطنو يتسهار يرهبون الحكومة.. هآرتس

الساعة 10:02 ص|03 فبراير 2012

بقلم: باراك رابيد

(المضمون: رئيس الشاباك يعتقد أن المستوطنين يرهبون الحكومة من خلال ضرب الفلسطينيين والاماكن المقدسة وان احتمالية حدوث حرب ضد اسرائيل من قبل طرف ما ضئيلة في السنة القادمة -  المصدر).

رئيس الشاباك يقوم عن عمليات "شارة الثمن": مستوطنو يتسهار يرهبون الحكومة../ "العرب ليسوا طابورا خامس وضلوعهم في الارهاب يتناقص"../

ايران تبذل جهودا هائلة للمس بالممثليات الاسرائيلية حتى توقف الاغتيالات ضد علمائها النووين، عرب اسرائيل ليسوا طابوا خامسا وضلوعهم في الارهاب يتناقص، والرباعية تحاول بلورة رزمة لفتات اسرائيلية باتجاه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مقابل عام من الهدوء. هذه كانت بعض ما قاله بالامس رئيس الشاباك يورام كوهين في محاضرة مغلقة القيت في تل ابيب.

في هذه المحاضرة التي استغرقت ساعة قام كوهين باستعراض رؤيته السياسية الامنية للوضع كما يحللها الشاباك. كوهين تحدث بصورة صريحة وتطرق ايضا لعرب اسرائيل، وأعمال العداء التي يرتكبها اليهود في المناطق ضد الفلسطينيين، ومنظومة العلاقات بين المستوطنين والحكومة والجمود في عملية السلام.

بالنسبة لعرب اسرائيل قال كوهين أنهم "كجمهور ليسوا هدفا للشاباك. هم ليسوا طابورا خامسا، ونحن لا ننظر اليهم على هذا النحو. نحن نتعاون معهم كجمهور فلسطيني يتماهى مع اشقائه في يهودا والسامرة. يتوجب فهم ذلك. جُل هذا الجمهور موجود في درجة ضلوع في الارهاب آخذة بالتناقص.

وفقا للمعطيات التي قدمها رئيس الشاباك، العرب الاسرائيليون كانوا ضالعين في ثلاثة عمليات تخريبية في السنة الاخيرة. عدد المشاركين في الارهاب ليس كبيرا. اعتقلنا 20 حتى 30 شخصا من اوساط عرب اسرائيل في السنة الاخيرة. هذا مقابل الفي فلسطيني في يهودا والسامرة. المشاكل مع عرب اسرائيل مركبة ولكنها ليست مشاكل أمنية. هي تتعلق بالنبذ والنفور ومشكلة الاندماج والعمل والادارة الفاشلة للمجالس المحلية والجريمة والمخدرات. القيادة الايديولوجية للجمهور العربية في اسرائيل اكثر تطرفا من أغلبية هذا الجمهور، وفي بعض الاحيان تقوم بجره نحو مواقع لا تتماهى اغلبية هذا الجمهور معها" – هذا ما قاله كوهين.

وفقا لكوهين، مجموعة اخرى تشعر بالنفور المتزايد من الدولة هي "الجمهور العقائدي" كما يلقبه. على حد قول كوهين هذه المجموعة مرت بازمة ثقة بالقيادة وليس بهذا الحزب أو ذاك. "وفقا لتصورهم، القيادة تفتقد للقيم ولا تتصرف دائما بصورة ديمقراطية وهي متورطة جنائيا وتعقد الصفقات. بالنسبة لهم هذه القيادة تتصرف بصورة غير ديمقراطية حتى تخرجهم من أرضهم بصورة غير ملائمة وضارة".

رئيس الشاباك ذكر بان هذه المجموعة هي مجموعة متطرفة تبلغ "بضع عشرات من النشطاء الموجودين في مستوطنة يتسهار بصورة اساسية". هؤلاء النشطاء على حد قوله لا يعترفون بمجلس "يشع" (مجلس يهودا والسامرة وغزة): "هم قرروا التصرف بطريقة ارهابية وعملوا على تخويف حكومات اسرائيل واثارة الرهبة في نفوسها. ولانهم لا يستطيعون المس بالحكومة والجيش الاسرائيلي هم يتوجهون نحو العرب والمقدسات الدينية. حسب تصورهم كلما أصبح الوضع اسوأ، كلما فكرت الحكومة مرتين إن كان من الجدير بها أن تهدم سقيفة في مستوطنة. نحن ننظر الى هذا الامر باعتباره ارهابا. هذه عمليات ارهابية. مجموع الجمهور في "يشع" محافظ على القانون ولا يستخدم العنف".

"هو جمهور يسير وفق الخط الرسمي وموالٍ للدولة. هناك بضع عشرات ينفذون هذه الاعمال ونحن نسعى لمعالجتهم بافضل صورة ممكنة. في الاشهر الاخيرة هناك انخفاض ملموس في أنشطتهم".

يخشى من موجة انقلابات

على حد قول كوهين الميزة الاساسية التي تميز الشرق الاوسط في هذه الايام هي عدم الاستقرار – "بركان ينفجر" على حد قوله.

رئيس الشاباك يعتقد بان احدا لا يعرف الفترة الزمنية المطلوبة حتى يسود الاستقرار في مصر وتونس وليبيا ويتكيف مع وضعية الحياة الديمقراطية. كوهين يخشى من سقوط انظمة معتدلة أخرى، من بينها السعودية وبعض دول الخليج. "هناك خشية من أن تغير هذه الدول وجهها من الناحية الداخلية وكذلك في العلاقة مع اسرائيل".

رغم عدم الاستقرار في المنطقة الا ان رئيس الشاباك يؤكد بان "احتمالية حدوث حرب مشرعة ضد اسرائيل في السنة القادمة من أي طرف كان ضئيلة جدا". واضاف: "من المحتمل أن تقوم اسرائيل بعمل ما يقود الى الحرب وأنا آمل بان نعرف كيف نستعد لذلك".

وفقا لرئيس الشاباك، التهديدات التي تواجهها اسرائيل في السنة القريبة هي ايران والمنظمات الارهابية في غزة.

"ايران هي الدولة الاكثر اشكالية بالنسبة لاسرائيل بسبب فلسفة نظامها الذي يؤمن بالحاجة الاساسية لتدمير دولة اسرائيل. هذا لا يعني بعد انهم قادرون على فعل ذلك، ولكنهم يرغبون في ذلك من الناحية الايديولوجية. وهم يحركون ويوظفون التنظيمات الارهابية وصولا الى اللحظة التي ستصبح لديهم فيها قدرة نووية". كوهين ذكر ان تباعدا حصل بين ايران وحماس في السنة والنصف الاخيرتين، الامر الذي أدى الى تركيز طهران المتزايد على الجهاد الاسلامي.

"الايرانيون تيقنوا أن لدى حماس أيضا اعتباراتها السياسية، فحولوا مواردهم للجهاد الاسلامي في غزة. الجهاد هو اليوم تنظيم لديه منظومة صاروخية مماثلة لمنظومة حماس. الايرانيون يرغبون بوجود أذرع قريبة من اسرائيل حتى تساعدهم عند الحاجة".

المعضلة الاساسية

على حد قول رئيس الشاباك ايران تحاول ضرب الممثليات الاسرائيلية في العالم. هذا حتى تخلق توازن رعب يؤدي الى ايقاف عمليات الاغتيال ضد العلماء النوويين التي تنسبها طهران لاسرائيل. "ليس هناك فرق إن كانت اسرائيل هي التي اغتالت علماء الذرة أم لم تكن. دولة جدية وكبيرة كايران لا تستطيع السماح باستمرار مثل هذا الامر. وهم يريدون ردع اسرائيل وجباية الثمن منها حتى يعيد صانعو القرار هنا تفكيرهم قبل أن يصدروا الاوامر بضرب عالم ايراني".

على حد قول رئيس الشاباك ايران تبذل جهودها لضرب اهداف عسكرية في الخارج من خلال حرس الثورة. "في السنة الاخيرة احبطت ثلاث عمليات خطيرة كانت على وشك التنفيذ. في تركيا ضد القنصل العام في اسطنبول. وفي باكو عاصمة اذربيجان. وفي تايلند قبل اسبوعين. المنفذون كانوا قد وصلوا لمنطقة العملية".

المعضلة الاساسية التي ستواجهها اسرائيل في السنة القريبة حسب رأي رئيس الشاباك هي كيفية كبح تسلح التنظيمات الارهابية الفلسطينية في غزة بالصواريخ القادرة على الوصول الى غوش دان وزيادة دقة الرؤوس القتالية وهم يعكفون على ذلك بصورة قوية جدا".

مشكلة في سيناء

التهديد في الجنوب وفقا لرئيس الشاباك أصبح اشد خطورة في ظل الوضع في سيناء. "ليست هناك مشكلة في اطلاق النيران على الطائرات والسفن الاسرائيلية من سيناء. مصر لا تستطيع الان السيطرة على الوضع بسبب مصاعبها الداخلية. الوضع غير المستقر في مصر يشير الى ان الحكم والقوات الامنية هناك لا يمتلكون القدرة والاهتمام للتصادم مع جهات قد تؤدي الى مشاكل داخلية مستقبلية بالنسبة لهم.

"المصريون للاسف ضعفاء في سيناء – استخباريا وكذلك ميدانيا. اسرائيل في معضلة حول ما يتوجب فعله إن تم تشخيص خلايا تعمل على ضربنا من أراضي دولة لدينا معها اتفاقية سلام، ولكنها تستصعب تجسيد سيادتها".

رئيس الشاباك يعتقد بان الحرب غير متوقعة في السنة القادمة ولكن الجمود السياسي سيتواصل على حد قوله. "احتمالية التوصل الى تسوية دائمة مع الفلسطينيين في السنة القادمة ضئيلة جدا. نحن في سنة غير طيبة في كل ما يتعلق بالسلطة الفلسطينية. ليس هناك توتر على المستوى الامني ولكن هناك توتر على المستوى السياسي".

رئيس السلطة الفلسطينية على حد قول كوهين ليس معنيا باجراء مفاوضات مع اسرائيل لانه يعتقد أن الحكومة الحالية لن تقدم له ما حصل عليه من الحكومة السابقة.

"هم يرون حدود مرونة رئيس الوزراء وما هي الاحزاب التي تشكل الائتلاف ويعرفون ان الحد الاقصى لهذه الحكومة لا يصل الى الحد الادنى من مطالبهم".

لذلك تحاول المساعي الدولية الاساسية منع التصعيد في هذه الايام. "الرباعية تحاول تحديد نوع رزمة بوادر حسن النية التي ستقدم عليها اسرائيل من أجل الفلسطينيين حتى تكون هناك سنة من الاستقرار والهدوء للجانبين. نحن نعطي الفلسطينيين بضعة سكاكر خلال السنة القريبة وهم يمتنعون عن اغاظتنا. ربما سيفتح ذلك بوابة لاستئناف التفاوض بين الجانبين ويؤدي الى انخفاض التوتر السياسي".