خبر لماذا تسيبي؟- يديعوت

الساعة 11:44 ص|02 فبراير 2012

بقلم: جلعاد شارون

ألا تتخذ موقفا يعني ان تكون انتهازيا أو جبانا. ولم تكن حكمة تفضيل تشرتشل على تشمبرلن مع نشوب الحرب العالمية الثانية، كما لم يكن حكمة تفضيل شارون على باراك بنسبة 2: 1 تقريبا مع نشوب موجة الارهاب الفلسطيني قبل 11 سنة. فالاختيار في هذه الحالات سهل ومطلوب. المشكلة حينما لا تكون الفروق متطرفة وواضحة جدا كما هي الحال بين لفني وموفاز.

لم أحب تفاوض لفني مع الفلسطينيين حينما كانت وزيرة خارجية في حكومة اولمرت. فقد كان من الخطأ التخلي عن مطالب سقف خريطة الطريق وكان ساذجا اعتقاد انه سيكون لنا في القريب جدا اتفاق دائم نهائي مع الفلسطينيين. لكن ليس هذا هو السؤال المطروح اليوم في جدول العمل. فلن يصدر عن التفاوض مع الفلسطينيين شيء أصلا وجهود أبو مازن للوحدة مع حماس ومطالبه القصوى غير الممكنة تجعل هذا الاتفاق غير ذي موضوع. ولهذا لا يوجد فرق في هذا الجانب في النتيجة بين لفني ونتنياهو سوى حقيقة ان نتنياهو سينطوي فيما يشبه اليقين.

ما هو المطروح اذا في جدول العمل؟ انه شؤوننا الداخلية. التي هي في أيدينا حقا وتؤثر في حياتنا، أعني نهجنا السياسي غير الممكن الذي يجعل بيبي أسيرا في أيدي احزاب فئوية، ويشجع كثرة الاحزاب التي يصعب التفريق بينها ويفضي الى ألا يُقسم العبء تقسيما متساويا وأن تُقسم كعكة الميزانية بصورة غير عادلة.

لم يُجبر أحد نتنياهو على انشاء حكومة يجب عليه فيها ان يدفع رشوة الى شاس وليبرمان وباراك. فهذا اختياره ومن الحسن له ان يحيا في هذا الوباء. فلو انه أراد لأنشأ حكومة مع كديما وغير النهج لكنه يحب الشكشوكة حتى حينما تكون صورة ادارة دولة لا في طبق فقط – المساومة والابتزاز والانطواء على الذات – والمهم ان يتمسك بالكرسي تمسكا قويا. ولفني اليوم هي الوحيدة التي تستطيع ان تحل محله.

ان موفاز شخص أهل ومن المهم ان يكون في قيادة كديما. ومن يزعم انه لا حاجة اليه وانه يستطيع المغادرة يخطيء ويبث البرود والقطيعة. يجب احتضانه ومعاملته باحترام. ويجب ان يكون ايضا وزيرا رفيع المستوى في حكومة لفني. لكن موفاز لا يستطيع الآن ان يزود بالسلعة. فالتصويب الى أعلى شيء ايجابي يشهد على طموح. لكن محاولة موفاز ان يعرض نفسه على انه رئيس الحكومة القادم مقطوعة عن الواقع، هذا الى ان نتنياهو يحلم ان يفوز موفاز في الانتخابات التمهيدية لأنه يضمن له ولاية اخرى.

اذا كان اعضاء كديما يريدون حزبا كبيرا يحل محل سلطة نتنياهو ويفضي الى تغيير لترتيب الأولويات في الدولة، واذا كان اعضاء كديما يريدون ان تعد الحكومة القادمة بخلاف الحكومة الحالية، ارادة الأكثرية في الدولة، الأكثرية التي تخدم في الجيش وتعمل طلبا للرزق – اذا كان هذا ما يريده اعضاء كديما – فيجب عليهم ان ينتخبوا تسيبي.