خبر فايغلين هو الليكود الحقيقي- هآرتس

الساعة 11:06 ص|02 فبراير 2012

بقلم: يسرائيل هرئيل

(المضمون: التيار الرئيس في الليكود هو تيار يؤلف بين عناصر صهيونية قومية تاريخية وعناصر دينية ولهذا فانه يرفض الانحراف يمينا أو يسارا عن هذا النهج العام - المصدر).

        قليلة هي لحظات التفضل والاطراء لبنيامين نتنياهو في الاعلام الاسرائيلي وأبرزها اليوم الذي ينافس فيه موشيه فايغلين. فبايغلين الذي هو أكره عنده من نتنياهو (وليس سهلا بلوغ هذه الرتبة) يُعرض على أنه عدو الشعب الوحيد. ويرونه "نبتة اجنبية" بسبب آرائه وعاداته. لكن اذا كان آراؤه هي خطاياه فان نتنياهو – بسبب آرائه وسلوكه ايضا – هو نبتة اجنبية ايضا وربما أكثر من فايغلين.

        ان الذي يريد حكم الدولة بمملكة السماء لا يسير في طريق المفكرين والمؤسسين لحركة "حيروت" التي أصبحت بعد ذلك الليكود، فكيف يكون من وهنت قوته ويتبنى عقيدة اليسار ويعلن، باعتباره رئيس حكومة الليكود، تقسيم ارض اسرائيل بـ "دولتين للشعبين".

        كان زئيف جابوتنسكي وطنيا يهوديا وليبراليا لكن قلبه لم يمل الى توراة اسرائيل ("في قلبي بابان: الاول لشعبي والثاني للثقافة والأدب والقلم"). هذا بعيد عن البرنامج الحزبي التوراتي لـ "قيادة يهودية". لكن جميع التيارات في هذا المعسكر تبنت مبدأ جابوتنسكي وهو ان "حقنا في ارض اسرائيل أبدي. وهي كاملة ولا تخلي عنها". وقال رئيس بيتار: "كلها لنا". وكذلك ايضا مناحيم (وزئيف بنيامين) بيغن، وآلاف من المؤمنين الآخرين الذين بذلوا مهجاتهم للحفاظ على هذه المباديء، الى ان قام نتنياهو وتخلى وأعلن انه سيُقسم.

        ان انحراف نتنياهو الضخم المطلق عن برنامج عمل الليكود في المجال السياسي، الواحد والوحيد الذي يميزه حقا عن احزاب المركز هو الذي يمنح نشاط فايغلين السياسي في الليكود الشرعية، لأنه اذا كان نتنياهو قد اقتلع من قلب الليكود مبدأ مبادئه فان تمسك فايغلين بالمبدأ التأسيسي ومحاولته ان يعيد قلب الليكود الى مكانه عمل اخلاقي – سياسي مناسب. وفي هذا الشأن فان فايغلين لا نتنياهو هو الذي يعبر عن الليكود التاريخي.

        في مقابلة هذا فان العنصر الديني االذي تريد "القيادة اليهودية" (التي لا أمل ان تتحقق) على الليكود لا ينتمي الى تاريخ الليكود وبرنامجه الحزبي وجوهره. لكن حينما أصبح الليكود مجمع آراء ومنها آراء تتعلق بالأمر الجوهري المتعلق بهويته، صار مباحا لفايغلين ما كان مباحا لدان مريدور (الذي هو أقرب بآرائه اليوم الى ميرتس من قربه لليكود الذي نشأ فيه). فلماذا يُعرف سلوك فايغلين بأنه غير اخلاقي بينما يُتقبل سلوك مريدور على أنه ناصع كالثلج؟.

        لا خوف فحتى لو زاد تأثير فايغلين فان الليكود لن يصبح حزبا دينيا وتأثيره ايضا على انتخاب اعضاء الكنيست ليس كبيرا. ان نحوا من ثلثي منتسبي الليكود في يهودا والسامرة منتسبون الى "المقر الوطني في الليكود" والى "ليكودي" والى مجموعة آفي ايتام. ان عداوة عقائدية توجد بين هذه المجموعات وبين "القيادة اليهودية"، وتأثيرها في تشكيل قائمة الليكود للكنيست أكبر من تأثير فايغلين، بل ان اعضاءها دعوا أول أمس الى "التصويت عن الأريكة"؛ أي الى قول "لا" لنتنياهو بسبب انحرافه العقائدي؛ وتجميد بالفعل للبناء في المستوطنات وعدم تسوية مسألة البؤر الاستيطانية وعلى رأسها ميغرون. و"لا" لفايغلين بسبب أجندة دينية متطرفة وعدم فعل في مجال الاستيطان.

        يتبين اذا ان جزءا كبيرا من معارضة فايغلين في معسكر الليكود الذي يشتمل على العناصر الدينية فيه ايضا، ينبع من انه يقيم تصوره العام كله ومنه التصور السياسي على مبدأ ديني في حين تؤيد الصهيونية المتدينة التقليدية التأليف بين عناصر صهيونية – قومية – تاريخية وعناصر دينية. ان هذا التيار لا التيار المتحول الى الحريدية هو الذي انشأ الاستيطان في يهودا والسامرة وغزة وهو ما يزال تيار الأكثرية برغم اتجاهات التطرف الديني.