خبر أشياء تُرى من هنا .. يديعوت

الساعة 02:56 م|01 فبراير 2012

بقلم: رون بروشاور

سفير اسرائيل في الامم المتحدة

 (المضمون: سيرى الامين العام للامم المتحدة في زيارته لاسرائيل عن كثب الأخطار المحدقة بها والتحديات التي تواجهها وسيغير رأيه فيها وفيما يُقال عنها في المحافل الدولية  - المصدر).

ستتاح للامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي يبدأ اليوم زيارة اخرى للبلاد، فرصة ان يرى بأم عينه ما يحدث في منطقتنا. سيرى في جولته مشاهد تختلف عن الصورة المشوهة التي تُرسم كل يوم بخطب مهاجمة اسرائيل في مجلس الامن والجمعية العامة. وكأنه خرج في رحلة الى واقع مختلف.

سيشعر الامين العام في زيارته الى جنوب البلاد بطعم حياة مئات الآلاف من المواطنين الذين يعيشون في ظل اطلاق القذائف الصاروخية وهو اطلاق لم يحظ حتى الآن بتنديد مجلس الامن – حتى الضعيف – برغم جميع الشكاوى التي ترسلها اسرائيل. وستحل محل اصوات السفراء الذين يخطبون خطبا لا لجام لها، اصوات وألوان هي الحياة اليومية لسكان الجنوب، للحظة قصيرة. ان خوف الأمهات، والعمل في ظل الخوف، والاولاد الصغار الذين تُعد لعبة الزقطة عندهم لعبة جري 15 ثانية لدخول ملجأ آمن، وسيرى رياض اطفال محصنة ليس الاحمر فيها لونا في علبة الالوان فقط بل صيحة تحذير ايضا.

ان اطلاق القذائف الصاروخية وقذائف الرجم من غزة، الى جانب تسلح حزب الله الخطير في لبنان هو الواقع الحقيقي الذي يعيش فيه مواطنو اسرائيل. ان تسلح حزب الله بخلاف قرار مجلس الامن 1701 الذي يدعو الى نزع سلاحه لا يهدد سلامة مواطني اسرائيل فقط بل قوات "حفظ السلام" التابعة للامم المتحدة ايضا التي يُضيق حزب الله خطواتها ويعمل تحت أنفها.

سيتذوق الأمين العام في الحياة الصاخبة في شوارع المدن شيئا من نسيج الحياة الرائع في اسرائيل الذي يوجد في ظل سعي ايران الى الذرة ودعوات احمدي نجاد الى محو اسرائيل عن الخريطة. وربما ليس من الصدفة ان تبدأ زيارته للبلاد مع انقضاء مراسم يوم المحرقة الدولي في الامم المتحدة – حيث عدنا الى التزام ألا يحدث ذلك الى الأبد. وحان الآن وقت ان يفعل المجتمع الدولي ما يجب عليه فهذا وقت الافعال لا وقت خطب الذكرى فقط.

برغم هذه التهديدات سيسمع الامين العام في لقاءاته مع مواطنين اسرائيليين عن الطموح الى السلام وعن البراغماتية وعن الاستعداد لمصالحة اسرائيل مستعدة لابدائها لكن لا بكل ثمن ولا بطريقة أحادية. وسيسمع في لقاءاته في القدس ان الاجراءات الأحادية التي يدفع بها الفلسطينيون الى الأمام في الامم المتحدة لن تؤدي الى سلام وستؤبد الصراع بل ستعمقه.

بعد كل هذا من المؤكد ان يُفهم مقدار التشكك في اسرائيل بالمنظمة التي يرأسها الامين العام. وهي منظمة تُرى عندنا احيانا كأنها مسرح اللامعقول. منظمة تتناول بصورة وسواسية كل رخصة بناء بلدية تصدرها اسرائيل في حين تحافظ على صمت عن المشكلات الحقيقية المتعلقة بسلام العالم وأمنه – سوريا وايران وما يجري في العالم العربي.

مع ذلك سيجد الامين العام في زيارته للبلاد، في اسرائيل شريكة فعالة وطبيعية في جهود التطوير والمساعدة الانسانية والدفع الى الأمام بحقوق الانسان في الامم المتحدة. ان الامم المتحدة تقوم بعمل مهم باستخدام وكالاتها المختلفة في جميع أنحاء العالم في مجالات القضاء على الفقر والحفاظ على البيئة وزيادة مكانة النساء والصحة. وسيجد الامين العام في اسرائيل مؤيدة متحمسة لبرنامج العمل العالمي الذي يقوده، قيادة تستحق الاجلال.

ان المبادرات الاخيرة التي تدفع بها اسرائيل قدما في الامم المتحدة تُظهر للعالم دولة عظيمة العلم والقدرات تلتزم باصلاح العالم وخلق عالم أصح وأكثر مساواة وتقدما. والنموذج الاسرائيلي خاصة يثير الالهام لكثيرين في العالم: فهي دولة شابة مشحونة بالتحديات أصبحت زاهرة متقدمة بقوة الارادة والمبادرة خلال عقود قليلة، وجزيرة استقرار في منطقة تقلبات وسفك دماء.

سيرى الامين العام للامم المتحدة، ابن كوريا الجنوبية، وهي دولة تتميز مثل اسرائيل بعدم وجود موارد طبيعية واخلاقيات العمل الرفيعة عند ناسها، سيرى انجازات اسرائيل المدهشة برغم الظروف القاسية، تذكيرا بنجاح دولته. وباعتباره جاء من دولة زاهرة تحاذي كوريا الشمالية وهي دولة فقيرة وخطيرة ومخالفة للقانون تعمل على تقديم تكنولوجيا ذرية، ستجد اسرائيل في الامين العام صديقا مصغيا يتفهم خطر التهديدات عليها لا سحر نجاحها فقط.

أهلا وسهلا بك في اسرائيل أيها الامين العام للامم المتحدة.