تمهد لحرب محتملة بالمنطقة

خبر جيش الاحتلال يرفع حالة التأهب على الحدود الشمالية

الساعة 07:04 ص|01 فبراير 2012

القدس المحتلة

يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" تدريبات عسكرية واسعة تتوج خطة خماسية ردا على مخاطر ناجمة عن الثورات العربية، وسط تكهنات بأن هذه التدريبات تمهد لحرب جديدة محتملة في المنطقة.

وجرى تدريب كبير في جنوب كيان الاحتلال، وتحديداً إلى الشمال من مدينة إيلات، بمشاركة كافة الاذرع التابعة للجيش "الإسرائيليّ"، فيما قام وزير الحرب بتفقد التدريب الذي استمر على مدار يوم كامل.

وقالت المصادر الحربية في "تل أبيب" إنّه وبسبب الأحداث الجارية في المنطقة، فقد تمّ بناء مجسم على شكل قرية عربية، حيث قام جنود الاحتلال بعملية احتلالها في الجنوب.

جدير بالذكر أن إسرائيل ما زالت على حالة التأهب القصوى في الشمال تحسباً لأي طارئ، على خلفية الأحداث الأخيرة والاحتجاجات في الدول العربية.

وشاركت في التدريبات التي تتمحور في الجنوب وحدات وتشكيلات عسكرية متنوعة. وشهدت الطرق في منطقة الجنوب قوافل عسكرية تتحرك ليل نهار تصاحبها حركة مروحيات وطائرات مقاتلة.

كما تواصل جبهة الحرب المدني تدريبات واسعة بدأت منذ مطلع الشهر، وفيها تتم محاكاة نشوب حرب شاملة تستهدف فيها المدن "الإسرائيلية" بعدد كبير من الصواريخ. كما شملت التدريبات أمس مواجهة آثار صواريخ غير تقليدية - بعضها يحمل رؤوسا كيماوية- تطال مناطق مأهولة وتتسبب في سقوط مبان سكنية وتوقع قتلى وجرحى. وضمن التدريبات في منطقة حيفا التي استهدفتها صواريخ حزب الله بشكل خاص خلال حرب لبنان الثانية عام 2006، تم إطلاق بالون مطاطي يحمل أجهزة تصوير وبث لتزويد الجيش بإحداثيات المواقع التي تسقط فيها الصواريخ بغية تنجيع معالجة تبعاتها وبسرعة قصوى.

وبحسب المصادر عينها، تواصل فرقة 'إتجار' تدريباتها التي بدأت مطلع الأسبوع بهدف تطبيق دروس حرب لبنان الثانية، طبقا لبيان جيش الاحتلال. ويشمل التدريب الواسع استخدام أجهزة عسكرية وعتاد وأدوات استخباراتية، وتمت محاكاة جبهة قتال واسعة.

من جهته أوضح الناطق بلسان جيش الاحتلال أفيحاي أدرعي أن التدريبات تندرج ضمن خطة خماسية اعتمدت كواحدة من الدروس المستخلصة من حرب لبنان الثانية.

وأشار إلى أن جيش الإحتلال زاد حجم التدريبات الجارية منذ مطلع أيلول (سبتمبر) الماضي على خلفية الثورات العربية، مؤكداً أن إسرائيل لا يمكن أن تبقى مكتوفة الأيدي تجاه المخاطر الناجمة عن التطورات العاصفة في الشرق الأوسط.

وعما إذا كانت هذه التدريبات تنذر بحرب محتملة جديدة لا سيما أن بعض المراقبين "الإسرائيليين "أشاروا إلى احتمال شن حكومة إسرائيل حربا ضد إيران، قال أدرعي إن هناك تحديات متنوعة و"إسرائيل" محاطة بأعداء، وهي ليست مقاطعة في سويسرا.

يُشار إلى أن المعلق العسكري للقناة "الإسرائيلية" العاشرة ألون بن دافيد حذر من أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الحرب إيهود باراك يخططان لمهاجمة مواقع نووية إيرانية قبل أن يصبح هجوم من هذا القبيل غير ممكن.

وذكرت المصادر أيضا في السياق نفسه أن جيش الاحتلال أجرى سلسلة من التدريبات على حرب متعددة الجبهات ضد حزب الله وسورية وحماس.

وأشارت المصادر إلى أنه في وجه التغييرات التي تشهدها المنطقة، أجرى الجيش مجموعة من التدريبات للقادة العسكريين حول كيفية اتخاذ القرارات الميدانية في حال خاض الجيش حرباً مفتوحة مع سورية وحزب الله وحماس.

وقال الجيش إن المناورات جزء من برنامج تدريبات عسكرية شملت البر والجو والبحر. ومن بين السيناريوهات التي تمت محاكاتها حرب مع حزب الله، أثارها هجوم في البحر تتدخل فيها سوريّة وحماس وإيران لاحقاً.

وتفقّد باراك وأعضاء في لجنة الشؤون الخارجية والحرب في الكنيست التدريبات في الجنوب، ومع ذلك، حاولت المصادر الإسرائيليّة التقليل من أهمية التدريب، لافتةً إلى أنّه يجري مرتين في كل عام منذ انتهاء حرب لبنان الثانية، وأنّه لا توجد لدى "إسرائيل" أيّ نيّة في الوقت الراهن لشنّ حرب على سوريّة أو حزب الله.