خبر الاحتلال يوقف تعقب المنار والجزيرة ويركز على مواقع التواصل الاجتماعي

الساعة 06:41 ص|01 فبراير 2012

رام الله

 كشف المراسل للشؤون السياسية في صحيفة 'هآرتس' العبرية أمس الثلاثاء، نقلاً عن مصادر وصفها بأنها رفيعة المستوى، كشف النقاب عن أن معلومات رئيس الوزراء الإحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزارة الخارجية الإسرائيلية، حول ما يُسمى في الدولة العبرية بالتحريض ضد الدولة العبرية في الإعلام الفلسطيني والعربي، تعتمد على تقارير مؤسسات إعلامية تابعة لليمين الإسرائيلي المتطرف، بعد إن أوقفت شعبة الاستخبارات العسكرية (امان) مراقبتها للمعلومات العلنية بسبب تقليص الميزانيات، لافتًا إلى أن رئيس الشعبة، الجنرال أفيف كوخافي، تلقى شكاوى في هذا الشأن.

وزاد المراسل باراك رافيد قائلاً إن الفراغ الناتج عن غياب الاستخبارات العسكرية تم ملأه من قبل جسمين رئيسيين هما معهد (ميمري) ومنظمة (نظرة على الإعلام الفلسطيني) التي تنتج عادة تقارير مهنية ولكنها محسوبة على اليمين ويقف على رأٍسها ايتمار ماركوس، الذي شغل حتى قبل فترة وجيزة نائب رئيس (الصندوق المركزي لإسرائيل) وهي جمعية في نيويورك تدعم ماديا منظمة (ام ترتسو) اليمينية المتطرفة ونشاطات استيطانية أخرى.

وأشارت الصحيفة العبرية الى تأثير منتج (جمعية نظرة على وسائل الإعلام الفلسطينية)، الذي يعده ماركوس ورفاقه على تصريحات نتنياهو في حالتين من الأيام الأخيرة، الأولى تتعلق بلقاء الرئيس محمود عباس بالأسيرة المحررة آمنة منى والثانية تتعلق بتصريحات نسبت إلى مفتي القدس.

يشار إلى أن الجمعيتين المذكرتين تزودان الوزارات الحكومية الأخرى بالتقارير المتعلقة بالتحريض في وسائل الإعلام الفلسطينية وان شكوى رفعت بهذا الخصوص إلى رئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال افيف كوخافي.

وأوضحت صحيفة الاحتلال أن ما يُسمى بالتحريض الفلسطيني على الدولة العبرية في وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية تلقى دعمًا كبيرًا منذ تشكيل الحكومة الحالية برئاسة نتنياهو، إذ أوكلت إلى وزير الشؤون الإستراتيجية، موشيه بوغي يعلون، ورجال وزارته مهمة متابعة التحريض الفلسطيني، وعرضه خلال جلسات الحكومة الأمنية والسياسية المُصغرة مرة كل عدة أشهر، علاوة على ذلك، أصدر وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، تعليمات إلى جميع سفراء الدولة العبرية في جميع أنحاء العالم بإبراز التحريض الفلسطيني في الدول التي يعملون فيها، كما أن رئيس الوزراء يقوم خلال كل أسبوع بطرح موضوع التحريض الفلسطيني أمام الإعلام الإسرائيلي، كما أنه اعتمد في الفترة الأخيرة على ثلاثة تقارير أعدها المركز اليميني حول ما يُطلق عليه إسرائيليا بالتحريض الفلسطيني.

ونقلت الصحيفة العبرية عن مسؤولين رفيعي المستوى من المنظومتين الأمنية والسياسية قولهم إنه على الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يُولي أهمية كبرى لهذا الموضوع، إلا أن متابعة التحريض من قبل الجهات الأمنية المسؤولة في الاستخبارات الإسرائيلية يكاد يصل إلى الصفر، وزادوا قائلين إن مهمة متابعة التحريض الفلسطيني ضد الدولة العبرية منوط بوحدة خاصة تدعى حتساف، تابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200، والتي تُراقب الهواتف ووسائل تكنولوجية أخرى لدى الأعداء، كما أن الوحدة المذكورة منشغلة في الآونة الأخيرة في الحرب السيبربية (حرب الحواسيب)، وتحديدا ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وتابعت الصحيفة العبرية قائلةً، نقلاً عن المصادر عينها، إنه منذ اندلاع أعمال الاحتجاجات في العالم العربي باشرت وحدة الاستخبارات العسكرية بعملية تعقب مكثفة ضد شبكات التواصل الاجتماعي ومدونات في الإنترنت، الأمر الذي حقق لإسرائيل نجاحًا كبيرًا في جمع المعلومات، ولكن بالمقبل توقفت الوحدة عن متابعة الصحف ومراقبة الإذاعات العربية، بما في ذلك تعقب فضائية الجزيرة القطرية وفضائية المنار التابعة لمنظمة حزب الله اللبنانية، وأوضحت أن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي توجه بشكاوى رسمية إلى شعبة الاستخبارات العسكرية مطالبًا بتجديد التعقب وراء التحريض في جميع وسائل الإعلام.

ونقلت الصحيفة عن الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي قوله إن ما ورد في النبأ بالصحيفة العبرية عارٍ عن الصحة، وأن وحدة حتساف تقوم بمراقبة وسائل الإعلام العربية على مدار الساعة، خلال كل أيام الأسبوع، على حد تعبيره.