خبر لماذا فشل التفاوض ؟ اسرائيل اليوم

الساعة 04:40 م|31 يناير 2012

ترجمة خاصة

بقلم: زلمان شوفال.. لماذا فشل التفاوض

(المضمون: السبب الحقيقي لعدم التقدم في مسيرة السلام بين اسرائيل والفلسطينيين هو عدم استعداد الفلسطينيين للاعتراف بحق الشعب اليهودي في تقرير المصير وفي أن تكون له دولة تخصه - المصدر).

عرض الرئيس بيرس كعادته في المؤتمر الاقتصادي في دافوس رؤيا سلام اسرائيل عرضا محترما. ينبغي أن نأسف فقط لانه لم يتطرق في حواره المعلن مع سلام فياض رئيس الحكومة الفلسطيني الى دولة اسرائيل بصراحة باعتبارها دولة الشعب اليهودي. "دولة فلسطين للشعب الفلسطيني ودولة اسرائيل للشعب الاسرائيلي"، قال، وكرر ذلك بضع مرات. ربما كان هذا مجرد خطأ من قبله وربما لم يشأ ان يثير جدلا لا حاجة اليه مع محاوره. لكن هذا مؤسف مهما كان الامر. لان هذه القضية هي في الحقيقة لب  المشكلة بيننا وبين الفلسطينيين. ثمّ من يقولون "اننا لسنا محتاجين الى اعتراف العرب، فمن الواضح اننا دولة الشعب اليهودي"، لكن اذا كان واضحا بهذا القدر فلماذا يرفض الجانب العربي ان يقوله؟

ليس رفض الفلسطينيين مسألة لغوية بل اعلان انهم لا يعترفون بحق اليهود بدولة لهم! وليس هذا فقط بل انهم يرون اليهود ليسوا شعبا بل ديانة. واذا لم يكونوا شعبا فانهم لا يستحقون دولة وليس لهم حق في تقرير المصير كشعوب اخرى. وينبغي أن نفرض ان موقفهم هذا ينبع في جزء منه من بواعث دفاع عن الذات. فالفلسطينيون او المثقفون منهم في الاقل يعلمون ان ادعاءهم انهم "شعب" أو "امة" يقوم على أسس ضعيفة من جهة التاريخ والحقائق.

كان القوماني الفلسطيني الامريكي  البروفيسور رشيد الخالدي، صديق الرئيس أوباما منذ ايام شيكاغو لا غيره هو الذي صدق ان العرب الذين يعيشون في فلسطين بدأوا يرون أنفسهم كيانا قوميا مستقلا في بدء القرن العشرين فقط على أثر انتقاض الدولة العثمانية، وردا على الصهيونية. وقد كان المرشح الجمهوري نيوت غينغرتش على حق من  هذه الجهة. فـ "الشعب الفلسطيني" هو في الحقيقة اختراع جديد وان تكن صيغة "دولتان للشعبين"، قد ضربت جذورها في العالم لاسباب سياسية أو سكانية أو غيرها.

اذا اراد أحد ما أن يعلم لماذا لم تتقدم المحادثات التي اجريت في عمان أخيرا او مسيرة السلام بعامة، فلن يضطر الى البحث عن الاسباب بعيدا: فهي ليست الحدود فقط ولا الامن فقط بل ولا القدس او  اللاجئين لكنها في الاساس رفض الفلسطينيين المطلق علنا او غير  علن، الاعتراف باسرائيل باعتبارها دولة الشعب اليهودي. وليس في هذا أي جديد لان الفلسطينيين في جميع فصول المسيرة  السياسية السابقة حتى تلك التي ادارتها حكومات يسارية فرقوا بين اعتراف صوري "لان اسرائيل قائمة" وبين اعتراف بحق الشعب اليهودي في دولة.

يمكن ان نلحظ في السنين الاخيرة بصمات دعاية الانكار الفلسطينية ايضا في تصريحات جهات مختلفة في العالم كذاك الذي يقول ان اسرائيل هي "دولة استعمارية" وغير شرعية سلبت ارض شعب آخر. وكما كتب في هذا السياق خبير  القانون ايلان دارشوفتس: "ان اسرائيل بين أمم العالم جميعا هي الاكثر شرعية. لكن برغم أنها انشئت على اساس قرارات عصبة  الامم والامم المتحدة واعلان الاستقلال الذي اعترف به أكثر العالم، فان اسرائيل هي الوحيدة التي ينكر اعداؤها حقيقة شرعيتها ويشك فيها آخرون ايضا. واضاف: "ينتقدون دولا اخرى ايضا احيانا. لكن الانتقاد لاسرائيل وحدها يصبح سلبا للشرعية وقذفا ودعوة الى ابادتها". من  المؤسف ان يكون مصدر هذه الدعوات احيانا الكلام الذي يقال ويكتب على ايدي ابناء شعبنا خاصة في البلاد وفي الخارج.