المجتمع يرفض زواجها

خبر غــزة: خيارات « الأرملة ».. أحلاهم مُر

الساعة 10:43 ص|31 يناير 2012

غزة (خاص)

لم يكن قرار خروجها من منزل زوجها المتوفي بالسهل، خاصةً أن لديها طفل وطفلة مازالا صغيرين، ولكن ظروف الحياة ومعتركاتها كانت أكبر منها، فقد عاشت حياةً صعبة بعد وفاة زوجها مابين ظروف اقتصادية صعبة، ومشكلات مع عائلة زوجها، الأمر الذي دفعها للزواج بآخر وهو ما أحدث صدمةً لعائلة زوجها الأول.

نساء كُثر تُوفي أزواجهن لأسباب عدة مابين الاستشهاد والاغتيال والمرض، يعشن ظروفاً إنسانية واجتماعية صعبة ومشكلات قد تصل في بعضها إلى أبواب المحاكم التي تضج بالكثير منهن، ومنهن من يفضلن السكوت والقبول بالوضع الراهن.

"ليلى.م" التي تقطن في مخيم الشاطئ في مدينة غزة، ودعت زوجها المتوفي وعلى حضنها طفلاً وطفلة لا يعيا معنى الحزن والحياة الصعبة التي تنتظرهما، وبقيت في بيت زوجها مع والده ووالدته وإخوته، تربي أطفالها وسط مشكلات عديدة انتهت بعرض الزواج عليها من قبل شقيق زوجها الذي يصغرها بخمس سنوات وله زوجة أخرى.

لكن "ليلى" رفضت هذا الواقع وفضلت الخروج من بيت زوجها إلى بيت والدها الذي عرض عليها الزواج من أحد أفراد عائلته، وتضيف في حديثها  لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الرجل الذي عرضه عليها والدها أحواله ميسورة وقبل بتربية أطفالي حيث أنه يعاني من العقم، وهو الأمر الذي سبب أزمة بيني وبين عائلة زوجي الأول.

وأشارت إلى أن المجتمع يرفض فكرة زواج المرأة المتوفي زوجها ولكنه لا يعي أن ذلك هو الأفضل لها في حال وجود رجل مناسب، أما عائلة المتوفي فيصعب عليها تقبل فكرة خروج المرأة من بيت زوجها حتى وإن كانت غير سعيدة في بيت عائلة الزوج المتوفي.

المرشدة النفسية لبنى عطا الله، ترى في حديثها لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الأمر من الناحية النفسية يتعلق بقرار الزوجة لاشخصي بإيمانها بفكرة الزواج وترك بيت زوجها المتوفي أم لا، وأن تفكيرها يتمحور حول مصير أطفالها إن كان هناك أطفال من زوجها المتوفي.

كما أنها تبدأ تفكر بالمجتمع المحيط من حولها وبالنظرة التي ستلاقيها في حال أقدمت على فكرة الزواج، وهو أمر قد يضعها في حيرة وحالة نفسية يُرثى لها، ولكن هناك زوجات تواجه قدرها بقوة ولا تخشى أي نظرة خارجية ولا تتبع سوى قناعتها الخاصة في هذا الموضوع.

وبينت عطا الله، أن زوجة المتوفي تواجه مشكلةً مع أهل زوجها خاصةً لو كان شهيداً حيث يصعب على عائلته تقبل فكرة زواجها من رجل آخر بعد ابنهم المتوفي، في حين أن هذه العائلة بذاتها قد تقنع الزوجة بزواجها ولكن من شقيق المتوفي، وترفض فكرة ذهابها لبيت زوجها.

الداعية الإسلامي الدكتور حسن الجوجو أوضح لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الأولى أن تقضي الزوجة "أيام العُدة" في بيت زوجها، ولكن إذا خافت الفتنة وبلغتها وتيقنت منها، فعليها أن تقضيها في بيت أبيها.

ولكن، إن كانت الأمور ميسرة بالنسبة لها وأمنت الفتنة على نفسها، فلها أن تظل في بيت زوجها أو عائلته.

أما إذا انتهت "أيام العُدة" فحينها لا تصبح القضية شرعية،ـ فلها أن تظل في بيتها تربي أطفالها، ولها أن تذهب لبيت زوجها، المهم ألا يترتب على ذلك أي مخالفة شرعية.