خبر مصر تقبض على « خط الصعيد » بعد سنوات من الإجرام والأساطير

الساعة 07:05 م|29 يناير 2012

وكالات

 

بعد سنوات من القلق والخوف انتهت اليوم أسطورة ياسر الحمبولي خُط الصعيد أو "عفريت الليل"، كما أُطلق عليه في محافظة الأقصر، جنوبي مصر، بعد تبادل إطلاق الرصاص لمدة 3 ساعات مع الشرطة.

وقالت وكالة " الشرق الأوسط": إنه وسط حراسة أمنية مشددة، تكوّنت من 4 مدرعات و12 سيارة شرطة و3 مصفحات تحت قيادة العميد أحمد عبد الغفار مدير إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الأقصر، تم نقل ياسر الحمبولي خُط الصعيد الليلة الماضية، إلى سجن قنا العمومي لاستكمال فترة عقوبته.

وكان ياسر الحمبولي، قد هرب من سجن قنا العمومي، في أحداث ثورة 25 يناير، حيث كان يقضي عقوبة السجن ثلاث سنوات، في قضية حيازة مخدرات، على أن تباشر النيابة تحقيقاتها في الاتهامات التي ارتكبها بعد هروبه في وقت لاحق.

وقد أرشد الحمبولي عن آخر مسروقاته فتوجهت قوة من مباحث الأقصر إلى مدينة الزينية شمال الأقصر مسقط رأس ياسر الحمبولي خُط الصعيد، لاستعادة آخر سيارة سرقها الحمبولي منذ أيام، إذ أرشد خُط الصعيد عن مخبأ السيارات المسروقة داخل زراعات القصب بمنطقة الزينية قبلي، قُبيل ترحيله إلى سجن قنا العمومي. وأمر اللواء أحمد ضيف صقر مساعد وزير الداخلية ومدير أمن الأقصر بتشكيل قوة من المباحث بقيادة العميد زكريا عباس رئيس المباحث الجنائية، الذي انتقل على رأس قوة المباحث وتمكنوا من استعادة سيارة مسروقة من وسط زراعات القصب.

وقال موقع " البلد" في تقرير له،: ولد ياسر الحمبولي في مدينة الزينية التابعة لمركز طيبة محافظة الأقصر ويبلغ من العمر 39 عاماً تزوج مرتين وأنجب أربعة أطفال.

تعلم ياسر الإجرام على يد أبيه عبد القادر الحمبولي (78 سنة) والمسجل خطر في 37 قضية جنائية، وكان أخطر طفل بين أقرانه. اشتهر الحمبولي بسرقة الماعز والحمير والمواشي من نجع عامر بالزينية.

وفى عامه العشرين قام بالعمل وتكوين عصابة لسرقة السيارات والمواشي، ألقي القبض عليه وتم حبسه بسجن قنا في قضية سرقة مواش وتمكن من الهروب أثناء ثورة 25 يناير وارتكب عديداً من السرقات والسطو المسلح على الطرق السريعة وعلى محطات البنزين وعلى المنازل وقاموا بترويع المواطنين.

 

كما أتهم الحمبولي بالاشتراك مع زوج شقيقته في قتل رئيس مباحث القصير أثناء قيامه بعملية سطو مسلح على خزانة إحدى محطات البنزين بالقصير وتمكن من الهرب وأصدرت المحكمة حكماً بالسجن المؤبد وحكماً بالإعدام على زوج شقيقته هاشم العزب ومعه أربعه آخرين.

 

وبعدها تزعم ياسر الحمبولي عصابة زوج شقيقته هاشم ليصبح هو خُط الصعيد الجديد، وفي الشهور الأخيرة قام المتهم بترويع المواطنين وارتكب عديداً من جرائم القتل والسرقة بالإكراه وإطلاق الرصاص على الشرطة وسرقة المنطاد السياحي، وقامت الشرطة باختطاف ابنه لإجباره على تسليم نفسه لمباحث شرطة الأقصر.

 

ومنذ شهرين قامت الشرطة بحملة كبيرة في زراعات القصب بالزينية وأطلقت النيران على ياسر الحمبولي وأصابته ولكنه تمكّن من الهرب وأسفرت الحملة عن مصرع أحد أفراد عصابة الحمبولي "أحمد هاشم أحمد" ابن عم الحمبولي والقبض على ابنه حشمت ياسر (15 سنة) حتى تمكنت قوات أمن الأقصر الخميس، من القبض عليه داخل إحدى الشقق بمنطقة الكرنك بالأقصر وتم وضعه داخل مديرية أمن الأقصر ومنتظر ترحيله إلى سجن قنا، وعقب إلقاء القبض على المتهم سادت حالة من الارتياح والفرحة في الشارع الأقصري، وعبّر الأطفال عن فرحتهم في شوارع مدينة الأقصر مرددين "الحمبولي اتقبض عليه".

 

واحتشد عشرات من الأهالي أمام مديرية أمن الأقصر لتقديم الشكر لأجهزة الأمن عقب إلقاء القبض على ياسر عبد القادر الحمبولي الشهير إعلاميًا "بخُط الصعيد" ونظم الأهالي احتفالية كبيرة "زفة" للمتهم.

 

وصرح رئيس مباحث الأقصر أنه تم القبض على الحمبولي بناء على معلومة توصلت إليها قوات الأمن من خلال متابعة خط سير المتهم وتم عمل كمين له داخل إحدى الشقق بمنطقة الكرنك وكان المذكور بمفرده وتبادل إطلاق الرصاص مع قوات الأمن من الأسلحة الآلية التي عثر عليها بحوزته داخل الشقة.

 

ويعد المتهم من أخطر المسجلين خطر بمنطقة الأقصر بالصعيد، خاصة في جرائم السرقة بالإكراه والسطو المسلح وسبق اتهامه في 22 قضية جنائية منها قضايا تم الحكم عليه بالإعدام والمؤبد.

كما أن المتهم اشترك مع والده في ارتكاب عديدٍ من الحوادث واشترك في مقتل رئيس مباحث القصير.

 

مريض نفسياً

 

ونقل موقع "البلد" عن الدكتورة إيمان شريف الأستاذة في معهد البحوث الاجتماعية والجنائية: أن شخصية المجرم الشهير الحمبولي أو خط الصعيد كما أطلق عليه ليست إلا شخصية مريضة نفسيًا ويطلق عليه في علم النفس شخص سيكوباتي، وأوضحت أنه من سمات هذه الشخصية الخروج على القانون والعادات والتقاليد، كما أنه يحب أن يتباهى بإجرامه وينظر لأفعاله الإجرامية على أنها بطولات يجب أن يتحاكى الناس بها ليرضي غروره.

 

وأشارت إلى أنه في الغالب لا يقوم المجرم السيكوباتي بأفعاله من أجل مكسب مادي كما يفعل بعض البلطجية واللصوص، لكنه يفعل ذلك من أجل إشباع رغبته بالظهور والشهرة دون رغبة في الحصول على المال كهدف أساسي لذلك فأسباب خروجه على القانون أسباب نفسية قد ترجع لتنشئته منذ الطفولة فعادة ما يكون هو الطفل الأوسط فلا يحظى باحترام الكبير أو تدليل الصغير فيحاول أن يقوم بأفعال خارجة على المألوف للفت انتباه الأسرة له، وإذا لم يعالج منذ صغره قد يصل لحالة الإجرام، مضيفة أنه ربما يكون هناك في الأسرة شخص بهذه المواصفات فيحاول تقليده دون تمييز حتى يصل لحالة المرض التى يصعب معها العلاج إذا ما تخطى مرحلة المراهقة.

 

وقالت الدكتورة إيمان الشريف إن المجرم السيكوباتي لا يهمه قدر المخاطر التي يتعرض لها وتجده مؤمن بما يفعل لأنه فاقد الإحساس بالمخاطر مقارنة بحصوله على لذة الشهرة وحديث الناس عنه وعجز رجال الأمن في القبض عليه ويعتبر ذلك بطولات وملحمة كملحمة أبو زيد الهلالي، ونصت بوضع هذه النوعية من المجرمين تحت الرعاية الصحية والاجتماعية ليس لعلاجه، ولكن على الأقل لتعديل سلوكه.