خبر هيكل يكشف عن ألفاظ مبارك مع وزرائه

الساعة 01:12 م|29 يناير 2012

في الحلقة السابعة من كتابه" مبارك وزمانه.. من المنصة إلى الميدان" واصل الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل سرد شهادته على تاريخ الرئيس السابق مبارك، وفي تلك الحلقة المنشورة اليوم الأحد بجريدة "الشروق"، عرض هيكل لاستغرابه لغة مبارك في الحوار، وما كان يقوله من ألفاظ لا تليق به كرئيس دولة مثل كلمة" لا مؤاخذة"، وأن مبارك أوضح له أن سبب غرابة ألفاظه البيئة العسكرية التي تعود عليها.

 

وحكى هيكل أن الرئيس السابق أخبره بأن زوجته سوزان حينما لاحظت غرابة ألفاظه بعد زواجهما، عملت على تربيته من جديد، وأنها نجحت في ذلك بعض الشيء، إلا أن هيكل أكد أن سوزان لم تنجح في تربية الرئيس السابق ولا شيء، مستشهدًا بواقعة تالية لهذا اللقاء صدرت من مبارك ألفاظ وشتائم في حق وزير داخليته زكي بدر وقتها لا يليق صدورها من رئيس دولة.

 

وقال هيكل: "حينما لاحظ مبارك دهشتي من ألفاظه برر ذلك قائلا: لا مؤاخذة يا محمد بيه، ولكن هذه التعبيرات التي لاحظت أنها أقلقتك هي اللغة التي كنا نستعملها في المعسكرات والقواعد البعيدة".

 

وكان رد هيكل عليه:" لا تقلق فأنا بتجربة مراسل حربي قديم سواء في حروب مصر أو في حروب أخرى غطيتها سمعت قادة كبار يستعملون مثل هذه اللغة، لدرجة أنه سمع الرئيس الأمريكي الأشهر الجنرال دوايت أيزنهاور يستعمل هذه الألفاظ مرات عديدة".

 

فأبدى مبارك تعجبه وقال:" وكمان أيزنهاور؟"، ثم أكمل قائلا:" الناس بتسمع هذه الأسماء المشهورة في العالم وتنبهر بها، ولكن عندما يقتربون منهم كفاية يرونهم مثلنا ويمكن أوحش".

 

وأضاف مبارك قائلا:" سوزي حاولت تربيني من جديد منذ زواجي بها، وقد نجحت إلى حد ما، وأنه واع لهذه المشكلة وحريص ألا تفلت منه كلمة أثناء خطاب عام".

 

ثم أوضح هيكل هنا أنه برغم تأكيد مبارك له على نجاح سوزان في تربيته وتهذيب ألفاظه، فإن هيكل اكتشف بعد ذلك بفترة أن هذا غير صحيح، وأن سوزان لم تنجح في شيء وأن ألفاظ مبارك كما هي بل أبشع.

 

وسرد هيكل هنا واقعة سب وزير الداخلية زكي بدر لفؤاد سراج الدين في مؤتمر جماهيري حاشد بالقليوبية والتجريح بعائلته وأصولها، وأن فؤاد سراج حصل من ضابط بوليس كبير على شريط مسجل عليه هذا المؤتمر والألفاظ التي قالها زكي بدر في حقه، فذهب سراج إلى هيكل بالشريط وهو في حالة غضب شديدة، فما كان من هيكل أن اتصل بأسامة الباز مستشار الرئيس مبارك وطلب منه الحضور وأعطى له نسخة من الشريط لإيصالها لمبارك.

 

فما كان من مبارك إلا أن اتصل بعد ذلك بهيكل وأخبره بأنه أمر زكي بدر بالاعتذار لفؤاد سراج الدين، وأن زكي بدر حاول أن يتنصل بحجة أن الشريط مزور ولكن أمره بالاعتذار فورا، وأنه اعتذر له بالفعل وحينما سأله مبارك وهل قبل سراج اعتذارك فما كان من زكي إلا أن كرر شتائم في حق سراج أبشع مما قالها عنه في الشريط.

 

واستغرب هيكل من أن مبارك كان يضحك وهو يروي له ما قاله له وزير داخليته من شتائم لرئيس حزب الوفد، بل الأغرب أن مبارك رد على تعجب هيكل بقوله: "إنت عارف يا محمد بيه إن زكي بدر لسانه مفلوت" ثم أخذ مبارك يشتم وزير داخليته بأقذع الشتائم.

 

فما كان من هيكل إلا أن اتصل بسراج الدين، فأخبره سراج، بأن مبارك اتصل به وسأله إذا كان زكي بدر اعتذر له وإذا كان قبل اعتذاره أم لا، ثم كانت المفاجأة أن سراج كرر لهيكل أنه يتعجب من أن مبارك نفسه شتم وزير داخليته بأقذع الشتائم في الاتصال الذي تم بينهما.

 

بل إن سراج أوضح أن مبارك يرغب في تبديله ويطلب منه أن يرشح بديلا له، فكانت الخلاصة التي توصل إليها كل من هيكل وسراج من هذا الموقف أن مبارك مستعد للتخلص من أي من رجاله ويلقيه في البحر لتخف حمولة قاربه، وأن هذا الأمر غير مطمئن، أو أنه يقول "كلام فض مجالس" وأن هذا سياسيا لا يجوز.