خبر نفاق المتطرفين- هآرتس

الساعة 11:04 ص|29 يناير 2012

نفاق المتطرفين- هآرتس

بقلم: يهودا بن مئير

(المضمون: يجب احترام قرارات المحكمة العليا سواء أوافقت اعتقادك ام خالفته لان هذا الاحترام هو روح الديمقراطية - المصدر).

في قرار حكم مشهور، الزمت المحكمة العليا سلطة الاذاعة ان تمكن مئير كهانا من التعبير عن مذهبه – ذكر القاضي اهرون براك ان حرية التعبير لا تمتحن بالاستعداد لمنحها بمن تكون اراؤه مقبولة منا بل بمن يثير كلامه غضبنا بقوة. وبنفس الاسلوب يحسن أن نذكر اليساريين الذين هاجموا المحكمة العليا هجوما أهوج بسبب قرار الحكم الذي أجاز شرعية قانون المواطنة بانه ليس من الحكمة تمجيد تميز القضاء وسلطة القانون وحماية استقلال المحكمة العليا حينما تعجبكم قرارات حكمها وتلائم تصوركم العام؛ بل الحكمة ان تحترم المحكمة ايضا حتى حينما لا يكون قرار الحكم مقبولا منك ومخالفا لاعتقادك بل يثير غضبك.

          يحل انتقاد قرار حكم والاعتراض عليه بل يحل زعم انه يناقض قيم الدولة الاساسية. لكن احترام المحكمة العليا حتى عندما يوجد انتقاد عليها هو اساس وجود دولة ديمقراطية. ومن المؤكد أنه ينبغي عدم المس بالكلية بهذا الاحترام او بثقة الجمهور بالمحكمة. وهذا بالضبط ما فعله كثيرون من اليسار – فهم لم يهاجموا قرار الحكم بل المحكمة العليا نفسها. ان تعبيرات مثل "المحكمة اضاعت طريقها" و "قرار حكم عنصري" اطلقت في الهواء. وقد بالغ صحفي جريدة "هآرتس" جدعون ليفي الذي عرف قرار الحكم بانه عار وجزم ان المحكمة العليا لم تعد منذ الان تستحق ان يدافعوا  عنا البتة. ولماذا كل هذا لانه لا يقبل قرار الحكم.

          يتبين في نهاية الامر أن اليمين المتطرف واليسار المتطرف مصنوعان من المادة نفسها. فالتطرف والغلو واعتقاد ان طريقك وحدها عدل وانه لا يوجد أي عدل عند الجانب الذي يعتقد خلاف ذلك (حتى حينما يكون الحديث عن قضاة محكمة العدل العليا) تجعلهم يفارقون الصواب. وعلى كل حال فان تلك العناصر في اليسار التي هاجمت المحكمة العليا على هذا النحو قد فقدت كل حق اخلاقي انتقاد اليمين المتطرف حينما يستهين بقرارات المحكمة العليا التي لا يقبلها فيوجد حد للنفاق.

          "يوجد قضاة في القدس"، قال مناحيم بيغن على أثر قرار حكم اعجبه. لكن حينما قضى اولئك القضاة انفسهم بانه ينبغي نقل مستوطنة الون موريه من مكانها – وهو قرار حكم كان صعبا جدا عليه من جهة نفسية ومن جهة سياسية ايضا – لم يتردد بيغن وأمر ارئيل شارون بان يهتم بتنفيذ قرار الحكم حرفيا. هكذا يتصرف ديمقراطي حقيقي. يوجد لليسار الكثير مما يتعلمه من بيغن.

          وملاحظة اخيرة. كان ثمّ من هاجموا قضاة الاكثرية في العليا لانهم اجترأوا على اثارة المسألة السكانية واهمية الحفاظ على أكثرية يهودية. وينبغي الا يكون شك في ان الحفاظ الى الابد على اكثرية يهودية صلبة في دولة اسرائيل هو روح الصهيونية. ان استعدادي واستعداد أكثر مواطني اسرائيل للتخلي عن اجزاء من الوطن هي لنا، ينبع في أساسه من رغبتنا القوية في الحفاظ على اسرائيل باعتبارها دولة يهودية.