خبر يسرقون الجيش الاسرائيلي منا- هآرتس

الساعة 11:03 ص|29 يناير 2012

يسرقون الجيش الاسرائيلي منا- هآرتس

بقلم: أمير اورن

(المضمون: سيطرة رجال الدين اليهود على كثير من جوانب الحياة داخل الجيش الاسرائيلي - المصدر).

ان "د" هو طيار قديم في واحدة من طائرات بوينغ في العال، وهو يسكن قرية زراعية في وسط البلاد، يؤمن بان شيئا ما أساسيا معوجا في الدولة المستعدة لان يحصل منها من يعطونها اقل على قدر أكبر وان يجرؤوا مع ذلك على أن يملوا على الاكثرية نهج حياتهم. كان "د" إذ كان طيارا حربيا في سلاح الجو كان في شبيبته ان جيل القائد السابق والحالي والقادم في سلاح الجو. كان ذلك جيشا مختلفا قبل ان يتولى حاخام سلاح الجو قيادة، وقبل سيطرة الدين على الجيش.

في الاسبوع الماضي ضاق "د" ذرعا. فقد تلقى من طيار آخر رسالة كانت معدة لتصل الى رئيس هيئة الاركان وقد استقر رأيه على نشرها بين طواقم سلاح الجو ونشرها على الملأ. وهم يتوقعون ان يروا الجواب على الارض.

"الى حضرة الفريق بني غانتس – رئيس هيئة الاركان

          سلام وبعد،

          "رويدا رويدا او في سرعة تدير الرأس في واقع الامر يسرقون منك الجيش او سلاح الجو على الاقل. هكذا استنتج من تجارب ابني الذي يخدم تقنيا في قاعدة لسلاح الجو في المركز ومن قليل مما رأته عيناي ايضا.

          "في القريب سيؤدي جيشك عمله فقط بإذن من رجال الدين وهذا مؤسف جدا. لانك ربما لا تعلم، برغم أنه يمكن ان نتوقع منك ان تعلم، لكن كل نشاط "اغناء" معد لاخراج جنود من الانسحاق الى الانتعاش يصبح من الفور عملا تبشيريا مخصصا للتوبة والانابة.

          "يخدم ابني في سلاح الجو منذ تسعة أشهر. في ذات مرة خرج افراد الدورة التعليمية جميعا من حيفا الى القدس قاطعين الطريق كلها لاستماع محاضرة رجل دين. وأمس خرج هو ورفاقه بصورة منظمة من القاعدة الى القدس مع مبيت في الليل في مدرسة دينية ما فكل ذلك لاستماع محاضرات هاذية لنماذج من الناس "تابوا" واستماع ما جرى عليهم. وكان هنالك بالطبع ايضا محاضرة لرجل دين عن "اعداد" للحياة الزوجية وكذلك جولة في نفق حائط المبكى ايضا.

          "ربما إذن اجدد لك بان اقول ان جنود سلاح الجو، من هذه القاعدة في الاقل، لا يلتقون أديبا ولا مرشد طبيعة ومعرفة بالبلاد ولا عالما ولا فيلسوفا ولا صحفيا ولا مؤرخا ولا ناظرا في المستقبل بل رجال دين فقط يصفهم ابني بانهم "هاذون".

          "لا أجد سببا لافرض ان المرض موجود في هذه القاعدة المخصوصة فقط لان النشاط يبدو منهجا جدا وكأنه منظم ويكرر نفسه.

          "زرنا في رأس السنة ابننا حينما "انهى الدورة" في العيد. وجلسنا على مرج العشب الصغير عند مدخل القاعدة العسكرية وتناولنا الطعام وتحدثنا. ولفت انتباهي فجأة منظر غريب. فقد أتى من داخل القاعدة يسير بسرعة رجل في لباس اسود مع قبعة كلباس حسيدي يحمل بوقا كبيرا في يده. وحينما وصل باب القاعدة العسكرية نفخ في البوق بفخر وكأنه يعلن ان هذه مملكتنا وهذا جيش الله.

          "دهشت وسألت ابني، ماذا يحدث هنا؟ من هذا؟ وأتى الجواب الساذج قائلا هذا حاخام القاعدة. وفاجأني مرة اخرى ان يوجد شيء كهذا أصلا في الجيش الاسرائيلي وهو أن يجول حاخام في لباس مدني داخل قاعدة عسكرية للجيش الاسرائيلي يبدو أنه يعتاش من ذلك. وأسأل نفسي اذا كان يظهر هذه الثقة المستكبرة بالنفس، أربما يشارك في الجلسات مع القادة الكبار؟

          "لانه يتبين أيضا انه باستعداد سبت عادي في القاعدة العسكرية يضطر التقنيون الى المكث في مواقعهم طوال السبت بعيدا عن سكنهم في مكان بعيد عن مسار اقلاع الطائرات كي لا تستعمل مركبة في السبت اذا اضطر الامر الى اقلاع الطائرات.

          "لتعلم إذن انه هكذا يسلك الجيش الذي تتولى قيادته ولا عجب أن هؤلاء الوقحين يخضعونك ويذلونك ايضا مع مظاهر جنونهم المتعلق بنشيد النساء واقصاء النساء. ولا تعجب من ان جنودا عاديين لا يجدون مكانهم في جيش إلاهك".