خبر الى أن يقعوا على العقل.. هآرتس

الساعة 09:16 ص|27 يناير 2012

بقلم: يوئيل ماركوس

(المضمون: حزب كديما يحطم نفسه بنفسه بسبب الصراعات الداخلية بين رئيسته لفني وموفاز في أشد الاوقات حاجة الى حزب المركز هذا - المصدر).

لا أدري هل انتبهتم، لكن وجه بيبي مُنير. فهو مبتسم وحليق الذقن والرأس بصورة رائعة في اتجاهه الى عدسات التصوير. وانتبهوا الى انه يصافح الضيوف من الخارج – رئيس هيئة الاركان الامريكي مثلا – وفي حين ينظر الضيف الى مضيفه، يحصر بيبي نظره في عدسة التصوير الى المشاهدين، مع ابتسامة تقول: "أترون؟ لا يوجد مثلي".

من كان يصدق ان بيبي مع 12 نائبا في المعارضة، استطاع البقاء وارتفع الى 27 نائبا في الوقت الذي حصل فيه كديما برئاسة لفني على 28 نائبا. يسيطر بيبي بيد قوية وذراع مبسوطة على أكثرية شبه مطلقة مع الحريديين وليبرمان وحكومة موسعة فيها 40 وزيرا ونائب وزير. وبحسب ما يحدث في كديما من المحتمل كثيرا ان يفوز بيبي برئاسة الحكومة لولاية ثالثة.

لو ان شارون رأى ما يحدث الآن في كديما لفقد الوعي من جديد. فكديما اليوم هو الحزب الأكثر انتقاضا في الكنيست. ومنذ اللحظة التي حصلت فيها لفني على القيادة لم يحظ ولو بلحظة رحمة واحدة. فهو غير موجود على أنه معارضة من نوع الليكود الذي كان في أيام بيغن حتى ولا في أيام بيبي، بل يُدمر نفسه داخل البيت. وقد اخطأت لفني حينما عينت موفاز في المكان الثاني وبهذا بنت بيديها خصمها في الداخل. فالعلاقات بين الاثنين تُذكرنا بقصة عن شركتين اسرائيليتين تنافستا في بيع سلعة ما لسنغافورة. وكان تبادل القذف بينهما مفرطا جدا حتى ان المشتري في سنغافورة صدقهما معا واشترى المنتوج من فرنسا. وهذه قصة حقيقية.

ان النزاعات الداخلية في كديما قد تؤدي به الى الضياع بحسب المقولة المعروفة: "اذا لم يوافقا على ان يكونا معلقين الواحد بالآخر فسينتهيان الى ان يُعلقا الواحد الى جنب الآخر". ان اسرائيل، التي تحتاج الى حزب مركز – يسار، لا يكون يساريا ولا مسيحانيا قد وجدته في كديما. وآخر شيء توقعوه منه ان يُدمر نفسه بحروب داخلية.

أتذكر أول لقاء لي مع لفني. أدهشتني بقدرتها على التعبير وبتحليلها الحاد، فقلت في نفسي هي تلك. لكن تأثري تلاشى بعد ان تولت عملها رئيسة للحزب. فهي باعتبارها رئيسة لحزب معارض لم تكن موجودة فضلا عن انها لم تنجح في ان تعرض نفسها على أنها بديل عن رئيس الحكومة. وهي لم تسيطر ايضا على الحزب الذي افتخرت بأنها صاغت برنامجه الحزبي. كانوا يقولون عن غولدا مئير انها هي الرجل الوحيد في مباي، ولا يقولون عن لفني انها غولدا كديما. لم يتجرأ اعضاء مباي على ان ينبسوا اعتراضا على غولدا، في حين ثار على لفني غير قليل من الخصوم في الداخل لم يحسبوا لها حسابا.

ان استقرار رأيها على تقديم موعد الانتخابات التمهيدية سنتين تقريبا قبل الانتخابات هو خطؤها الثاني بعد ان عينت موفاز في المكان الثاني بعد الانتخابات السابقة. وفُسرت عجرفتها على أنها ضعف ولا عجب اليوم من ان كل وغد صار ملكا. ما تزال داليا ايتسيك مثلا لم تقرر أهي مع لفني أم مع موفاز. ورحمه ابراهام ايضا مترددة وهناك خصم اسمه ديختر ولم نسمع بعد عن خطط حاييم رامون وتساحي هنغبي ما هي. فقد يكونان زوجين منتصرين رائعين في مواجهة لفني.

بنى موفاز لنفسه قاعدة قوية. وهو يعرف كيف يحتضن ويُقسم الأدوار في حين ان لفني متعجرفة وتعامله ببرود مُهين. والجميع يتذكرون خطبة موفاز التي لم تكف لفني خلالها عن قولها بسخرية "رائع". حتى ان رابين وبيرس، يقول رجل من كديما، تعلما العمل معا برغم الحقد بينهما. وموفاز الآن يهدد زعامتها.

سيجلبها موفاز الى اماكن غير مريحة، يقول مراقب عارف بالامور. ان مركزية لفني هي في توجهها العقلاني للصراع. ليس هذا حزبا مسيحانيا بل حزبا يعمل بحسب المنطق الرسمي. لكن الحروب الداخلية ستؤدي به الى الضياع. وعندنا الكثير من المتطرفين الذين يُسعدهم ان يختفي كديما. وقد أجابني عضو كنيست رفيع المستوى في كديما عن سؤال ما الذي يجب فعله اجابة قاطعة فقال: يجب ان يُضرب موفاز ولفني بمطرقة وزنها 5 كغم. ان كديما في وضع تدمير ذاتي في أشد الاوقات احتياجا اليه. وبيبي يستمتع بالعوالم جميعا فعنده أكثرية ساحقة وميزانية لسنتين واحتمال ولاية ثالثة ايضا. سيبتسم ويبتسم الى ان يسقط ذات يوم صاروخ شهاب في تل ابيب.

ولن يُمكن آنذاك ان نقول ان يد كديما لم تساعد على ذلك.